كلما أردت عمل شيء يثبطني ذكر الموت عنه، فما العمل؟

2024-06-05 02:30:27 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا دائماً أشعر بالموت، كلما أريد عمل شيء أقول سوف أموت وأتركه يوماً، ولا أعمله! كلما أضع رأسي على المخدة أشعر بالموت، خائفة من الموت كثيراً، وأقول كيف أتينا إلى الدنيا وسنرجع للآخرة، ولماذا أتينا؟ أفكار كثيرة في رأسي، مرات أقول الموت أحسن لي من عذاب الدنيا وهمها ومشاكلها، كنت بدون حجاب، وبعدها لبست، وبعد الحجاب لبست الجلباب، حلم حياتي أن أكون من حفظة القرآن، لكن شيئاً بداخلي يوقفني عن الصلاة وقراءة القرآن في داخلي.

أريد أن أكون من التوابين ومن المتطهرين، ومن أهل الصلاة، وحفظة القرآن، لكن شيئاً يمنعني، فماذا أفعل؟!


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب..

نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير، وأن يصرف عنك كيد الشيطان ومكره، وأن يسهل لك فعل الخيرات.

وينبغي أن تعلمي أولًا -ابنتنا العزيزة- أن هذا الإنسان جاء إلى هذه الدنيا ليختبر ويمتحن، ثم يرتحل من هذه الدنيا لينال جزاءه وثوابه بعد هذا الامتحان، وقد أخبرنا الله تعالى عن الحكمة التي من أجلها خلقنا وأوجدنا، فقال سبحانه: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).

وأخبرنا -سبحانه وتعالى- أنه خلق الموت والحياة لهذا الابتلاء والاختبار، فقال: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً). ثم أخبر -سبحانه وتعالى- بأننا بعد هذه الحياة نموت، وبعد الموت ننال جزاء أعمالنا، فقال سبحانه وتعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ ).

فهذه هي العقيدة الإسلامية في شأن الوجود، ولماذا جئنا وإلى أين سنذهب، والعقيدة الإسلامية تجيب عن هذه الأسئلة بوضوح وبساطة وسهولة، وأجوبتها مبرهن عليها، وأقيمت عليها الأدلة والبراهين، ولهذا الإنسان المسلم يعيش في طمأنينة وسكينة، بعيدًا عن الاضطراب والقلق؛ لأنه يعلم علم يقين بما أخبره الله تعالى به في كتابه، يعلم الإجابات عن هذه الأسئلة التي تحير البشر وهم يبحثون عن إجاباتها.

وهذه الحياة الدنيا رغم أنها فترة قصيرة مقارنة بالحياة بعد الموت؛ فإن الحياة بعد الموت حياة طويلة لا انتهاء لها، ولكن هذه الحياة الدنيا رغم قصر مدتها هي سبب السعادة أو سبب الشقاوة في الحياة بعد الموت، فالسعيد هو من استغل حياته الدنيا وعمل ما يرضاه الله تعالى منه، وما خلق من أجله، والشقي بعكس ذلك، ونحن لم نخلق في هذه الحياة لنرتاح؛ فالحياة هنا جبلها الله تعالى على الكدر والتعب، قال سبحانه: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)؛ لأنه خلق هنا ليختبر ويمتحن.

وأنتِ -ولله الحمد- قد وفقك الله -سبحانه وتعالى- وبصرك، وعرفت الطريق الصحيح التي توصلك إلى رضوان الله ونعيمه وجنته، ولما أردت أن تسلكي هذا الطريق حاول الشيطان بكل حيلة ومكر أن يصرفك عنه، وهذه طبيعة المعركة بيننا وبين الشيطان، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه كلها)، فكل ما أردت أن تسلكي طريقًا جاء الشيطان يريد أن يحولك ويصرفك عنه، وذلك حرصًا منه على ألا تصلي إلى جنة الله ورضوانه، وأن تكوني معه والعياذ بالله في نار جهنم.

فإذا أدركت هذه الحقيقة، وعرفت حقيقة المعركة سهل عليك إذًا أن تتسلحي بسلاح الإيمان والعلم، وتتزودي بزاد الصبر والتقوى، وتسلكي هذا الطريق، وتتحملي كل معاناته، حتى تنتهي هذه المرحلة القصيرة من أعمارنا الطويلة، وننتقل بعد ذلك إلى ثواب هذه الأعمال، استعيني بالله، ونحن نقرأ في كل ركعة قول الله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين).

استعيني بالله واسأليه -سبحانه وتعالى- أن يثبتك على الخير والحق، وأن يدلك عليه.

وحاولي أن تتعرفي إلى النساء الصالحات، والفتيات الطيبات؛ فإن الصالحات خير من يعينك على الدوام والاستمرار في هذا الطريق، وداومي على ما بدأت من الأعمال الصالحة من لبس الحجاب، والسعي في حفظ القرآن الكريم، واستعيذي بالله -سبحانه وتعالى- من شر الشيطان، وتسلحي بالأذكار، فداومي على الأذكار الموزعة خلال اليوم والليلة، كأذكار الصباح وأذكار المساء، والجئي إلى ربك أن يسهل لك الخير، وستجدين من الله سبحانه وتعالى الإعانة.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير ويأخذ بيدك إليه.

www.islamweb.net