أرفض الخطاب بسبب خجلي من سوء حال منزلنا، فما توجيهكم لي؟

2025-03-23 01:57:05 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أعيش في بيت عليه خلاف في الميراث بين أبي وأعمامي، وهذا البيت متهالك، وسقفه يكاد يسقط فوقنا، وكان عندي أمل عندما أتخرج أن أعمل، وأدخر من مالي لتحسين وضع المنزل قليلاً، كما أنني أرفض الخطاب؛ لتحرجي الشديد من دخولهم لمنزلنا.

وقد أنعم الله علي، وتخرجت، وعملت، وادخرت من مالي، ولكن أبي وأمي لا يسمحان لي بإصلاح البيت؛ بدعوى أنه متهالك، وأننا سنحل المشكلة قريبًا، ولكن مشكلة البيت قائمة قبل ولادتي، فلا نحن قادرون على بيعه، ولا نسعى لشراء غيره.

أشعر بأني مقيدة، ولا يد لي في أمري، فهل أسمح بدخول الخطاب إلى البيت على أمل أن أجد من لا يُعَيِّرني ببيتي، أم أسعى للاستقلال، أم أحاول إصلاح البيت بمفردي دون العودة لأبي وأمي؟

أرجو الدعاء بتيسير أمري، وإيجاد حل لي؛ فعقلي متوقف، كما أرغب بترك عملي؛ لأني لا أشعر بجدوى العمل، سوى أنه يزيد الشعور بالأسر في هذا المنزل!

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي والدك والأعمام إلى ما يحبه ربنا ويرضاه، وأن يزيل بينهم الخلافات، وأن يعطوا الحقوق لأصحابها.

أما بالنسبة للجزء الثاني من السؤال:

فهو أنه لا مانع من أن يحضر هذا الخاطب؛ لأن الخاطب يختار الفتاة، ولا يختار بيتها، بل هو الذي سيوفر لها البيت، فلا تجعلي هذا سببًا لرفض الخطاب، أو التردد بالقبول بمن طرق الباب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر لك الخير، وأن يقدر لك الخير.

فلا إشكال في دخول الخاطب إلى البيت، وإذا كان الخاطب سيترك الفتاة صاحبة الدين، وصاحبة الخلق، لأن بيتها فيه كذا وكذا، فهذا لا مصلحة في الارتباط به؛ لأننا نحكم على الأشخاص، ونختار الفتاة لدينها، وأخلاقها، وليس بيتها، أو المكان الذي تسكن فيه، ويمكن أن يتفهم هذا، أن هذا البيت لا يمكن إصلاحه؛ لأن هناك إشكالاً في مسألة الميراث، ولا نؤيد إصلاح البيت أيضًا دون رضا الوالد، أو دون علمه، أو دون موافقته، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على كل أمر يرضيه.

وإذا كانت الوظيفة فيها خير، وفيها الضوابط الشرعية، فلا ننصح بتركها، بل استمري في العمل، وحافظي على حشمتك وأدبك، وتعاملي مع والديك بلطف، وأكثري من الدعاء لنفسك ولهم، ونحن بدورنا نسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف القلوب، وأن يعينهم على حل هذا الإشكال؛ لأن تأخير قسمة الميراث يترتب عليها قطيعة الرحم، والمشكلات الدائمة بين الأهل، وهذا من الأخطاء الشائعة أن يتأخر الناس في تقسيم الإرث؛ لأن ذلك يسبب مشكلات كبيرة، فتنقطع الأرحام، وتصبح بعد ذلك النفوس مليئةً بالشحناء والبغضاء.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يهدي الوالد، والأعمام، والأهل، والجميع إلى ما يحبه ربنا ويرضاه.

والله الموفق.

www.islamweb.net