الدعاء لشخصين بالتوفيق فيما بينهما

2025-03-18 02:55:59 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل يصح أن أدعو الله أن يهدي فلاناً لفلان، والعكس؟ أي شخصان ليس بينهما مشاكل، فأنا أدعو الله أن يهديهما لبعض.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الدعاء للمسلمين بالهداية والصلاح نوعٌ من أنواع القربات التي يتقرَّب بها الإنسان إلى ربِّه -سبحانه وتعالى- فإن حب الخير للمسلمين عملٌ صالحٌ، وخصلةٌ حسنةٌ، وما دام الإنسان يحب الخير للناس؛ فإنه على بابٍ عظيم من أبواب التوفيق والخير والصلاح، وقد جاءت النصوص الكثيرة من كتاب الله تعالى، ومن سُنَّةِ رسوله -صلى الله عليه وسلم- تحثُّ المسلم على حُب الخير للمسلمين، والدعاء لهم.

فسؤالك في هذه الاستشارة عن حكم الدعاء بالهداية والتوفيق بين شخصين، لا يخرج عن هذه النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، فإنه يُشرع للإنسان المسلم أن يدعو للمسلمين بصلاح الدّين وصلاح الدُّنيا.

وقد علَّمنا القرآن الدعاء للمؤمنين في قول الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10]، ودعاء نوح عليه السلام: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [نوح: 28]، ودعاء إبراهيم عليه السلام: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم: 41]، ودعاء غيرهما من الأنبياء.

وقد أخبرنا الله تعالى عن الملائكة في الملأ الأعلى تدعو للمسلمين على هذه الأرض، فقال سبحانه: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [غافر: 7-9].

وهذه دعوات عظيمة تدعو بها الملائكة في الملأ الأعلى حول العرش، للمسلم الذي يعيش على هذه الأرض، وهي دعوات شاملة لصلاح الدّين، وصلاح الدُّنيا والآخرة، فلا ينبغي للإنسان المسلم أن يتردد في الدعاء لمن يراه بحاجة إلى الدعاء من المسلمين، وقد جاء الحديث العظيم المرغِّب في الدعاء للمسلمين بالمغفرة، وأن مَن استغفر للمسلمين كُتب له بكل مسلمٍ حسنة، كما جاء في صحيح الجامع.

نسأل الله تعالى التوفيق لنا ولك.

www.islamweb.net