زوجتي تعاملت مع نجار قدم لها الخمور وسرقها!!

2025-03-19 02:47:51 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

زوجتي أقامت علاقة صداقة مع رجل نصّاب كان يدبّر ويخطّط للاستيلاء على مالها، كان هذا الرجل نجّاراً يقوم ببعض الأعمال في منزلنا، وعندما كسب ثقتها بدأ يطلب منها المال قبل إتمام العمل. قدّم لها الخمور والمخدّرات وتلاعب بعقلها، مستغلّاً حالتها النفسية المضطربة (الاكتئاب)، فاحتَالَ عليها وسرق مالها.

زوجتي تعاني من اضطراب نفسي يُعرف بالاضطراب ثنائي القطب واضطراب الشخصية الحدية (bipolar و borderline).

هل أسامحها أم أعاتبها وأعاقبها؟ كنت أثق بقدراتها ثقة عمياء، هل ما حصل يُعتبر خيانة زوجية أم فاحشة؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الأخ الكريم – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يهدي زوجتك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يكتب لها السلامة والعافية، وأن يُصلح الأحوال، وأن يكفّ عنكم شرّ كل ذي شرٍّ، وأن يُعينكم على الخير، وأن يُؤلِّف القلوب، وأن يغفر الزلّات والذنوب.

لا شك أن هذا الموقف يحتاج أولًا إلى علاج هذه الحالة، وإلى تصحيح المسار، فالزوجة بحاجة إلى علاج وليس بحاجة إلى عقاب، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، وإن كان من عقاب فلهذا المجرم الذي يحاول أن يقود الناس إلى الشرِّ، ونتمنّى من الجهات الرسمية أن تُؤدّب أمثال هؤلاء وتُوقفهم عند حدِّهم، حتى لا يعبثوا بعقول الناس وأموالهم وممتلكاتهم، وقبل ذلك حتى لا يُؤثروا على دينهم وحياتهم، نسأل الله أن يعينكم على تجاوز هذه الأزمة.

وأنا أحب أن أقول: فعلًا هذا الرجل اتخذ هذا المدخل الخبيث، وإذا كان الأمر كما ذكرتَ فإن الأمر من الخطورة بمكان.

مرة أخرى ندعوك إلى أن يكون لك موقف حاسم، أولًا تجاه هذه العلاقة، بأن تقطع العلاقة مع هذا الرجل ومع غيره من الرجال.

الأمر الثاني: اجعل همّك علاجها ومعاونتها على تجاوز هذه الصعوبات، وتصحيح مسارها.

والأمر الثالث هو: ضرورة أن يكون لك حضور، وأن تتخذ القرارات على الأقل بالتشاور بينكم، فإن الشريعة لمَّا جعلت القوامة بيد الرجل؛ لأنه الذي يعرف عواقب الأمور ومآلاتها، والرجال أعرفُ بالرجال، وكثيرًا ما تنخدع المرأة عندما تتعامل مع أمثال هؤلاء الرجال؛ لأن فيهم مَن لا يخاف الله ولا يتقيه.

فلذلك أرجو أن تحافظ على أسرتك وتعينها على الاستقامة، وتعينها على بلوغ العافية، وفي الجانب الثاني تتخذ الإجراءات الرسمية، إجراءات حاسمة تجاه هذا الرجل، حتى يُوقف هذا العبث، ونتمنَّى أن يكون هذا سبباً لكفِّ ذاك عنكم وعن غيركم، فمثل هؤلاء لا يُؤتمنون على الأعراض، ويمكن أن يجرُّوا الناس إلى فساد وإلى شرٍّ كثيرٍ والعياذ بالله.

نسأل الله أن يُعينكم على تجاوز هذا الموقف، وأن يُعين الزوجة أيضًا على بلوغ العافية والتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وعلينا دائمًا أن نُباعد بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال، والشريعة تدعو إلى هذا حتى في المسجد، فـ (خير صفوف النساء آخرها) لبُعدها عن الرجال، فكيف بالحياة؟ وكيف بالتجارات التي فيها العبث وفيها اللعب ويحضرها الشيطان؟!

لذلك أرجو أن يكون عندك حرص على حركة هذه الزوجة، وتتفهم معها، وتحاول أن تُبعدها عن التعامل مع الرجال، وإنِ احتجتم فكن معها، وكن مُخططًا معها، وتشاورا في كل أمرٍ.

وما حصل بلا شك فيه إشكالات كبيرة من الناحية الشرعية، ولكن الذي يهمُّنا هو أن تبلغ العافية، وأن تُصحح المسار لهذه الزوجة، وإذا كنت قد سمحت لها بالتعامل؛ فإن الأمر قد يحتاج منك إلى وقفة، حتى تُصحح المسألة من أصلها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينها على بلوغ العافية، وأن يُعينكم على تجاوز هذا الموقف، ونتمنّى أن تعرف خطورة ما حدث، وخطورة دخولها في عالم الخمر والمخدرات؛ لأنها تُفسد على الإنسان دينه ودنياه؛ فهي أُمُّ الخبائث وأمُّ الكبائر.

نسأل الله أن يصرف عنَّا وعنكم السوء والفحشاء، والفواحش ما ظهر منها وما بطن.

www.islamweb.net