بعد أن تعلقت بالخاطب اعتذر أهله منا، فماذا أفعل؟
2024-07-07 02:19:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة جامعية، وعلى خلق ودين، متفوقة في مجال عملي، ومحبوبة من الجميع، تقدم قبل فترة شاب لخطبتي، مستواه المادي عادي، ومستواه العلمي أقل مني، ولكن وجدته على خلق ودين، وتطبيقًا لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-:" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، وحصل قبول مبدئي من طرفي وطرفه، ووجدت بأنه شخص مناسب، وخاصةً بعد رؤيتي لأحلام جميلة، فمثلاً: حلمت بأن وجهي ووجهه يشعان نورًا، وأن أخي يصورنا.
ثم بعد فترة يأتي لدينا هو وأمه وخالته، ثم ترسل خالته رسالةً لأمي بأنه ليس هناك نصيب؛ بحجة أن منزلنا بعيد، فماذا أفعل بهذه الحالة؟ هل أدعو أن يجمعنا الله بالحلال، أم أن يعوضني الله خيرًا منه؟ مع أنني بدأت أحبه، كما أن الجرح الذي نابني بعد كلام خالته كبير.
وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dawlat حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلًا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:
إننا نحمد الله ابتداءً أن وفقك الله في دراستك، وفي عملك، وفي حفاظك على تدينك، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ونسأل الله لك مزيدًا من التوفيق.
ثانيًا: من الأمور القطعية أن قضاء الله نافذ، وأن الله قد قدر المقادير من قبل أن يخلق السموات والأرض؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: " قَدَّرَ اللَّهُ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ "، وعليه فاطمئني، فإن من قدره الله لك زوجًا سيكون، وإن وقفت الدنيا كلها ضد ذلك.
ثالثًا: نحن نؤمن -أختنا- بأن الذي يعلم ما يصلح لنا وما لا يصلح لنا هو خالقنا وحده سبحانه، وقد علمنا القرآن والسنة، وتجارب الحياة أكدت ذلك: أن العبد قد يتمنى الشر وهو لا يدري، وقد يرفض الخير ويكرهه دون أن يشعر، وهذا بعض قول الله تعالى: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون".
وهذا يعني: أن الإنسان قد يقع له شيء من الأقدار المؤلمة، والمصائب الموجعة، التي تكرهها نفسه، فربما جزع، أو أصابه الحزن، وظن أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية، والفاجعة المهلكة، لآماله وحياته، فإذا بذلك المقدور منحة في ثوب محنة، وعطية في رداء بلية، وفوائد نظنها مصائب، وكم أتى نفع الإنسان من حيث لا يحتسب! والعكس صحيح: فكم من إنسان سعى في شيءٍ ظاهره خيرٌ، واستمات في سبيل الحصول عليه، وبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إليه، فإذا بالأمر يأتي على خلاف ما يريد، ويأتيه الشر من حيث أراد النجاة.
رابعًا: إذا ما آمن المسلم بذلك تبين له أن أقدار الله كلها هي الخير له، وأن الشاب الذي صرفه الله تعالى عنك لا محالة هو الخير، فقد أحسنت حين قبلت به لدينه وخلقه، وغلبت ظاهر التدين على قلة التعليم، لكن الله يعلم إن كان هذا يصلح لك أم لا، وكم من فتاة تزوجت بنفس الطريقة ثم ظهر الندم بعد الأسابيع الأولى، فلا هي ظلت بكرًا مرغوبةً، ولا هي صارت زوجةً مقبولةً، ولعل الله نجاك من هذا المصير -أختنا الكريمة-.
خامسًا: الدعاء كله خير، فأكثري من الدعاء، وقولي: اللهم إن كنت تعلم أن الخير فيه فأعده، ورضني بذلك، وإن كنت تعلم أن الخير في الابتعاد عنه فاصرفه عني، وانزعه من قلبي، وعوضني من هو خير لي منه، وثقي في عطاء الله.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.