اكتئاب وتبلد في المشاعر بدون سبب، فهل من حل؟
2024-07-24 01:24:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شخص مصاب باكتئاب شديد، وأشعر بعدم أهميتي تمامًا، وقد رسبت في سنتين دراسيتين بعد أن كنت من المتفوقين في السنوات السابقة.
حالتي تشبه المدمن الذي أقلع للتو عن الإدمان، وعلى الرغم من أني لست مدمنًا فعقلي متبلد، ولا يركز لا في الدراسة، ولا في أي شيء آخر، وأشعر بالإرهاق؛ بحيث لا يمكنني الخروج والانخراط في أي نشاط اجتماعي، وإن خرجت شعرت بضيق في صدري، وكتمة في النفس، يصاحبها أسوأ شعور بلا سبب.
فهل هناك دواء يفيد حالتي، أو برنامج علاجي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يبدو من خلال سؤالك أن هناك احتمالان:
- الاحتمال الأول هو: إصابتك بالاكتئاب النفسي، والذي يمكن أن يُفسّر بعض الأعراض التي تُعاني منها؛ حيث تشعر بعدم الأهمية بعد أن كنت متفوقًا، مع ضعف التركيز في الدراسة، والشعور بالإرهاق والتعب.
- الاحتمال الثاني: أنك تعاني من القلق في شكل الرهاب؛ بحيث منعك هذا من الخروج من البيت، حيث تبقى حبيس بيتك، وإذا خرجت خرجت بضيق صدر، واختناق النفس، وتشعر بأسوأ شعورٍ بلا سبب منطقي.
أخي الفاضل: أيضًا ليس غريبًا أن يترافق الاكتئاب مع الرهاب هذا، ولكن الخبر الجيد أن علاجهما واحد، فبعض الأدوية يمكن أن تُعالج الأمرين معًا.
أخي الفاضل: تبقى الاستشارة الالكترونية استشارةً عن بُعد، وليس من رأى كمن سمع؛ لذلك أنصحك ودون تأخير -ولو سمحتَ- بمراجعة أحد الأطباء النفسيين عندكم؛ فعندكم -بحمد الله- أطباء كُثُر على مستوى راق من الخبرة العلاجية، فأرجو ألَّا تتردد أو تتأخّر في أخذ موعدٍ مع الطبيب النفسي؛ أولًا: ليؤكد التشخيص، هل هو اكتئاب نفسي فقط، أم هو رهاب فقط، أو كلاهما معًا؟ أو أمرٌ ثالث غير الذي ورد في سؤالك؟
فأرجو ألَّا تتردد أو تتأخّر، ليؤكد التشخيص أولًا؛ ومن ثم يشرح لك الخطة العلاجية، ولقد أصبح علاج هذه الأمراض النفسية أمرًا ميسَّرًا -بإذن الله عز وجل- والنبي -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بقوله: "تداووا عباد الله"، فكما أن هذا الأمر ينطبق على الأمراض البدنية، فإنه أيضًا ينطبق على الأمراض النفسية، ومنها ما ورد في أوّل جوابي هذا.
أخي الفاضل: إن تعذّر عليك مراجعة الطبيب النفسي فلا مانع من أن تأخذ دواء (بروزاك) عشرين مليجرامًا يوميًا، وهو أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والرهاب، وإن كنا ننصح عادةً بأخذ العلاج تحت الإشراف الطبي النفسي.
داعيًا الله تعالى أن يكتب لك تمام الصحة والعافية.