رغم ذكائنا إلا أننا لم نجد وظائف وبيتنا مليء بالمشاكل!!

2025-04-16 02:37:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابة في الرابعة والعشرين من عمري، أشعر بشيء غريب يحدث لعائلتي ولي، وقبل كل شيء الحمد لله رب العالمين على كل حال، فنحن عائلة نؤمن دائمًا بأن ما يأتي من الله هو خير.

لم نوفق أنا وإخوتي في حياتنا كثيرًا، رغم ما يقدمه والداي لنا من احتياجاتنا، ورغم شهادة الكثير من المعارف والأقارب بذكائنا وقوة شخصياتنا، ومع ذلك لم نوفق في الثانوية العامة ولا في الجامعات، وكأننا نكره الدراسة، حتى أننا قلما كنا نذهب إلى الدوام لكرهنا الشديد للدراسة، مع أننا لم نكن نخرج للتنزه، أو نذهب كباقي الطلاب للترفيه عن أنفسنا.

تخرجنا الآن بمعدلات في أدنى درجات النجاح، ولكننا لا نستطيع أن نجد وظائف حتى في محلات الملابس.

لدينا كره شديد للمنزل، نراه ضيقًا وكئيبًا، كانت الحالة المادية جيدة، والآن لم تجدد الشركة العقد مع والدي، فأصبحنا في حالة تقشف، تعرضنا لحادث سيارة ولم يصبنا أذى -الحمد لله- وتعطلت بعض الأجهزة الكهربائية في المنزل، وتكثر المشاكل والصراخ بيننا، وكأننا نكره بعضنا بعضًا.

الآن أتحدث عن نفسي، وأظن أن إخوتي في نفس الحال: أنا أحب الله وأؤمن به، وأحب أن أصلي وأتعبد، ولكن كلما قررت الالتزام، لا أستطيع، ولا حتى بالأذكار.

أستمعُ إلى الرقية الشرعية منذ ثلاثة أيام قبل النوم، وأحيانًا أرتاح لسماعها، وأحيانًا يضيق صدري.

والدي يكره أن نقول إننا مصابون بالحسد أو ما شابه، ظنًا منه أننا نلقي اللوم على هذه الأشياء، ولكنني لا أستطيع أن أفهم أن هذه الأشياء طبيعية!

شكرًا لكم، وجزاكم الله خيرًا، وأدعو الله أن يعطيكم حتى يرضيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من السهل تحميل الأخطاء على العين والحسد والسحر وما شابهه، ومن المريح كذلك أن يعتقد الإنسان أن التقصير الحاصل ليس منه، وإنما من قوة خارجة عنه، ويظنُّ صاحب هذا التوجه أنه مستريح، وهو في الحقيقة قد طوق نفسه وجعل الفشل نصب عينيه.

أختنا الكريمة: ما يحدث معكم هو أمر طبيعي، فمن خلال السطور بدا واضحًا أن الخلل منطقي، وليس بمستحيل، حتى نحاول الوصول إلى فهم مغاير، دعينا نضرب لك مثالاً على ذلك:

ذاكر شاب جيداً، وحفظ ما عليه، وشهد الأساتذة بنبوغه، وليس عنده مرض مانع، وكلما يدخل الامتحان ينسى كل شيء، وينصرف دون أن يكتب شيئاً، فإذا خرج تذكَّر ما كان ناسيًا.

هذا التصرف يستدعي النظر والسؤال عن السبب والبحث حول الحسد والعين والسحر؛ لأن النتيجة التي حدثت مخالفة تماماً لما هو عليه.

نظن أن المعنى الآن قد وصل إليكم، وأمَّا المشاكل التي تحدث في البيت فهي كذلك أمر طبيعي، فالحالة المادية قد تغيرت، وأنتم بعد لم تجدوا عملاً، وهذا لا بد أن يغطي بظلاله على البيت، وتكثر فيه المشاكل.

لأجل ما مضى نحن مع الوالد فيما ذهب إليه، ونرجو منك ما يلي:

أولًا: ترك الحديث عن عوالم الغيب، وما فيها من حسد أو عين، والنظر بدقة في الأسباب والمسببات.

ثانيًا: الحياة بطبيعتها مرهقة، والآلاف من الخريجين ممن اجتازوا الجامعات بتقديرات مرتفعة بلا عمل، وعليه فلا بد من الصبر واحتساب الأجر، والبحث الجاد عن البدائل.

ثالثًا: المحافظة على الأذكار والأوراد، فإنها حصن حصين من الشياطين، وخاصة المحافظة على قراءة سورة البقرة كل ليلة أو الاستماع إليها.

رابعًا: عدم الاقتصار عند البحث على عمل بعينه، بل اجتهدوا في البحث عن أنواع أخرى من الأعمال، واستشيروا أهل الفضل والخبرة في ذلك.

افعلوا هذا مع الصبر والدعاء، وعسى الله أن يأتي بالفرج عاجلاً، والله الموفق.

www.islamweb.net