قاطعني والدي ولم يقبل اعتذاري بسبب خطئي في حقه، فماذا أفعل؟
2024-08-13 01:14:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد عودتنا من الحج حصل موقف بيني وبين أبي وارتفع صوتي عليه، وذلك نتيجة تراكمات، حصلت لي نوبة صراخ، وغضب شديد، ومنذ شهر وأكثر ووالدي لا يكلمني، ولا يريد حتى سماعي، ولا رؤيتي، ولا يعطيني مجالاً!
اعتذرت منه كثيرًا، وأرسلت له رسالة اعتذار، ومسامحة، لكنه رافض، ورأيت الكره في وجهه لي، فماذا أفعل؟
أصابني وسواس أن حجتي لم تقبل، وأني لم أحج، فما قولكم؟ وهل علي ذنب وإثم، مع أني تبت إلى الله؟!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأن يتقبل طاعتك، إنه جواد كريم، وبعد:
أنت بالطبع تعلمين خطورة ما وقعت فيه، وأن أي شيء لا يبرر ما حدث، فالتراكمات وغيرها موجودة في كل بيت، بل لا يوجد أحد إلا وعنده مثل هذه التراكمات، بل وقد يكون أضعاف ما عندك، ومع ذلك لا يجيز لنفسه تجاوز هذا الخط الخطر؛ لأنه مهلكة في الدنيا والآخرة.
أختنا الكريمة: اعلمي أن محبة الوالد لابنته فطرية لا يملك من أمرها شيئًا، فهو يحبك قطعًا، وعلى قدر محبته على قدر صدمته بما حدث، ولذا عليك تفهم ذلك، وعدم اليأس من التواصل معه بكل طريقة، إما عن طريق الرسائل، وأفضلها الصوتية، وإما عن طريق والدتك، أو إخوانك، أو أخواتك، أو عماتك، أو جدك، أو جدتك، المهم التواصل المستمر، واعلمي أن قلب الأب سيلين بهذه الطريقة، وإن أخذ وقتًا، لكن ما يضخم المشكلة هو اليأس من التواصل، أو ترك المسألة للوقت، هذا مرهق لمشاعر الأب ومفسد للقلب.
أختنا: الوالد أحد أبوابك إلى الجنة، والله يعلم صدق نيتك وحسن إقبالك، فبادري واعلمي أن هذا من صدق توبتك، وأن الله سيغفر لك -إن شاء الله- بهذا الجهد حتى وإن لم يسامح الوالد اليوم.
أما حجتك فاطمئني -أختنا- -إن شاء الله- أنها مقبولة متى ما أقمت أركانها، وابتعدت عن محظوراتها، فهذه عبادة منقضية لا يبطلها ذنب بعد ذلك -إن شاء الله-.
والله الموفق.