لدي وساوس كثيرة في الطهارة والجنابة، فكيف أتخلص منها؟

2024-09-26 00:28:50 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 20 عامًا، أخاف الله، وأحاول على قدر استطاعتي أن ألتزم بديني، وأؤدي صلاتي، مشكلتي الحقيقية هي أنني دائمًا ما أشك بأني على جنابة، وأعلم أنه ينبغي أن يبنى ذلك على اليقين وليس الشك، وخاصةً في موضوع الاحتلام، وقد أرهقني ذلك الأمر نفسيًا؛ لأنني بسبب الشك أراقب ملابسي باستمرار، لأتأكد من طهارتها، مما يجعلني دائمًا في حالة خوف، وأقول في نفسي: ربما أكون قد احتلمت، ولكن زال أثر المني، وربما أكون على جنابة، فأغتسل احتياطًا.

وسؤالي: هل من الممكن أن أحتلم ويزول أثر المني حين أستيقظ؟ وهل من الممكن أن يحاسبنا الله عز وجل على ما نجهله، كشكي في أن أكون على جنب وعلي نجاسة؟

شكرًا جزيلاً على موقعكم الكريم، وفي انتظار إجابتكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك بالموقع، واهتمامك، واعتناءك بأمور دينك؛ ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً، وصلاحًا، وأن يصرف عنك شر الوساوس.

نصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تجاهد نفسك لمقاومة هذه الوساوس، وألا تسمح لها بالسيطرة عليك؛ فإنها شر مستطير إذا تمكنت منك، وستوقعك في أنواع من المشاق والمتاعب التي أنت في غنىً عنها؛ فهي حيل شيطانية لإرهاق المسلم، ومحاولة صده عن العبادات؛ ولذلك ينبغي أن تسارع إلى متابعة التوجيهات القرآنية، والآداب النبوية، لتخلص نفسك من هذا الشر قبل وقوعه، وقد حذرنا الله تعالى في كتابه من اتباع خطوات الشيطان، فقال سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان"، الوسوسة من الشيطان.

فينبغي أن لا تسترسل معها، أو تمضي وراءها؛ فإنها من متابعة خطوات الشيطان، وكل ما تعانيه الآن مما ذكرته في هذه الاستشارة لا حقيقة له؛ لأنك إذا احتلمت في منامك، ولم تر المني -لم يخرج المني فتراه على ثيابك ولا على بدنك-، فإنه لا يلزمك الاغتسال بمجرد هذا الاحتلام؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ربط الاغتسال بخروج الماء (أي المني)، فقال: "إنما الماء من الماء".

ولما سألته المرأة عن احتلامها، وهل يجب عليها الغسل؟ قال: "إذا رأت الماء فلتغتسل"، أي إذا رأت المني، فهذا هو حكم الله تعالى، ولا ينبغي أبدًا أن يحملك الاحتياط على مخالفته؛ فإن ذلك سيوقعك في حرج عظيم، ومشقة كبيرة يكرهها الله تعالى لك، فإنه سبحانه وتعالى شرع دينًا ميسرًا وسهلًا، وقال في آية الوضوء: "ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج، ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون."

لذلك، لا تغتسل إذا لم تر المني على بدنك أو على ثيابك، وما دمت لم تر المني فليس عليك الاغتسال، سواءً احتلمت في المنام، أو لم تحتلم، واعلم أن الله سبحانه وتعالى بر، رحيم، لا يكلف الإنسان إلا ما يقدر عليه، قال سبحانه وتعالى: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها".

فاجتهد في مدافعة هذه الوساوس بالاستعاذة بالله تعالى كلما داهمتك، واللجوء إلى الإكثار من ذكر الله، والإعراض عنها، وإذا سلكت هذا الطريق فإنك ستتغلب عليها -بإذن الله تعالى-، وتفوز بالراحة، والسكينة، والطمأنينة.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يصرف عنك كل مكروه.

www.islamweb.net