الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك بهذا السؤال.
والذي يدل على انزعاجك الشديد مما ذكرت من أمرين:
الأمر الأول: سرعة الكلام.
والثاني: صعوبة نطق حرف الراء.
ويفيد أختي الفاضلة أن نفصل بين الأمرين بشكلٍ كاملٍ، وخاصة أن الأمر بدأ، أو أصبح يزعجك بشكل شديد، حتى أنك -سامحك الله-، فكرت عدة مرات بالانتحار -لا قدر الله-، حقيقة الأمر لا يستدعي أن يصل إلى كل هذا.
على كلٍّ ما وصفته في سؤالك يدل أو يشير إلى انزعاجك الشديد من هذا الأمر، فدعينا نفصل بين الأمرين.
أما سرعة الكلام فهذا أمر مقدور عليه، بحيث أنك تدربين نفسك على بطء الكلام، وهناك عدة تقنيات يمكن أن تساعدك، ومنها أن تقفي بين جملة وأخرى، وتأخذي نفسًا، نعم في البداية يبدو الأمر كأنه مصطنع، إلا أنه مع الوقت سيصبح عادة عندك، وكي لا تشعري بالحرج أمام الناس، يمكنك أن تبدئي هذا في البيت؛ بحيث أنك تتحدثين في موضوع بحث، أو موضوع معين تدرسينه بالجامعة، بينك وبين نفسك بصوت مرتفع، ولكن بعد جملة أو جملتين تقفين، وتأخذين نفسًا، أقصد تقفين عن الكلام وتأخذين نفسًا عميقًا.
حاولي أختي الفاضلة: أن تتدربي على هذا، ومع الوقت يصبح هذا طبعًا عاديًا في كلامك، يمكن في مرحلة ثانية أن تطلبي من صديقة لك، أو أختٍ لك أن تكون معك وتتكلمين أمامها بهذا النمط الجديد، وربما بعد ذلك تدعين صديقتين، أو أختين، وهكذا بالتدريج، حتى يصبح عندك عادة الكلام ببطء، وهذا أمر كما ذكرت لك مقدور عليه.
أما بالنسبة لصعوبة نطق حرف الراء، فهذا أمر شائع، وأنا أعتقد إذا أبطأت بالكلام، فإن الراء ستكون أكثر وضوحًا أو أقل إزعاجًا لك؛ وبحيث إنه لا يؤثر عليك، كما هو الحال مع سرعة الكلام، وصعوبة نطق حرف الراء معه.
أختي الفاضلة: طالما أنك ذكرت أنه لا يحصل كل هذا معك عندما تقرئين القرآن؛ فهذا دليل على أنك قادرة بإذن الله عز وجل أن تتجاوزي كل هذا، لا أعتقد أنك في حاجة لمراجعة عيادة نفسية، ولكن إن وجدت صعوبة في تخفيف سرعة الكلام، فلا بأس أن تستشيري -إذا رغبت- في مرحلة ثانية أخصائي نطق (Speech therapist)، فلعله يساعدك أيضا على المزيد من تخفيف سرعة الكلام.
وأما قولك: (حاولت الانتحار عدة مرات) فهو أمر كبير نريد أن نعاتبك عليه؛ فأنت الفتاة المؤمنة بربها، المؤدية لصلاتها، قارئة القرآن الكريم، لا يجوز أن تصلي لهذه الحال من اليأس والإحباط، لدرجة تفكرين فيها في قتل نفسك! إن الانتحار جريمة وأي جريمة في حق النفس، وقبل ذلك في حق الله عز وجل، فالله تعالى أعطاك هذه النفس البشرية، ونفخ فيك هذه الروح، ورزقك وأطعمك وسقاك، من أجل أن تعبديه سبحانه وتعالى، ومن أجل أن تفوزي برضوانه وجنته، فليس من حقك أبدًا إزهاق روحك، أو قتل نفسك، أو فعل أي شيء يعود عليك بالضرر. إن الانتحار جريمة وأي جريمة، وهو نوع من الجبن والهروب من المشكلات، وهو ليس حلًا أبدًا، بل هو مشكلة كبيرة، وهو انتقال من عذاب محدود مؤقت إلى عذاب دائم أبدي، فاربئي بنفسك عن مثل هذه الخواطر، واستغفري الله عما بدر منك، وتقربي منه سبحانه وتعالى، واهربي من مشاكل ومتاعبك بالفرار إلى الله عز وجل، فإنه سيكفيك ويؤويك ويقيك ولا بد.
وللفائدة راجعي هذه الروابط: (
2240168 -
15807 -
2364663 -
2294112).
أدعو الله تعالى أن يوفقك في دراستك وحياتك، ويجعلك ليس فقط من الناجحات، بل من المتفوقات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.