عصبية الزوجة وعلاقتها السيئة بأم الزوج وكيفية التعامل معها؟
2006-08-15 08:48:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أردت أن أعرض عليكم مشكلتي وكلي أمل في أن تساعدوني على الخروج من المأزق الذي أمر به حالياً، وتجاوز هذه المحنة.
أنا شاب أبلغ من العمر 30 عاماً، متزوج منذ فترة تقارب العام، وأشتغل بمؤسسة بعيدة عن مقر إقامتي بحوالي 300 كيلو متر، وزوجتي تقيم مع عائلتي، أرتاد البيت بمعدل مرة كل أسبوعين، وأنا على اتصال يومي بها، بواسطة الهاتف الجوال؛ للاطلاع على أخبارها وأحوالها، والتخفيف عليها، خصوصاً مع غيابي في الفترة الأولى من الزواج.
تفهمت قلقها في البداية، وفي الفترة الأولى من الحمل؛ لأنها أصبحت عصبية فوق اللزوم، لكن مع مرور الوقت صرت لا أقوى على ذلك، رغم أنه لم يكن من طبائعها الغضب الشديد، ولا من طبعي أنا، وفي بعض الأحيان تختلق بعض المشاكل البسيطة مع والدتي، ولا تتكلم معها بسبب هذه المشاكل، وهي حالياً في الشهر السابع من الحمل.
في وقت مضى وعدتها بالذهاب للاستجمام خلال فصل الصيف، لكنه لم يكن بإمكاني ذلك بسبب ظروفي المادية، وإدراكي بأن ذلك لن يلقى القبول من العائلة، وهو الأمر الذي لم تتقبله، وصارت شديدة التعصب والقلق، ومع محاولتي إقناعها بالعدول عن الأمر، وأنني أعوض لها ذلك بهدية قيمة غير أنها تبقى مصممة.
ماذا أفعل؟ وكيف أخرج من هذه الأزمة التي صرت لا أطيق الصبر عليها، خاصة وأنه ليس من السهل اقتناء سكن قريب من عملي؟
أرجو منكم مساعدتي في أقرب وقت لتجاوز هذه المحنة؟ وجزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الحياة الزوجية تحتاج في بدايتها إلى جرعات كبيرة من الصبر والاحتمال، وإن حصل حمل في البداية فإن المسألة تزداد تعقيداً، وذلك لأن المرأة الحامل تحصل لها تغييرات نفسية وصحية كبيرة، وليت الرجال يتفهمون تلك الظروف التي راعتها شريعة الله، فوضعت عن الحائض والحامل والنفساء بعض التكاليف الشرعية، كما أن بعدك عنها في هذه الفترة أيضاً يضاعف متاعبها.
ولا يخفى عليك أن الرجل مطالب بالإحسان إلى أمه والحرص على برها، مع ضرورة الاجتهاد في حسن معاشرة الزوجة وتفادي ظلمها، وأرجو أن تقدر هذه الزوجة والدتك، فهي بمنزلة أمها، وهي أكبر منها وصاحبة فضل عليها، ورضاها طريق إلى قلبك، وقل لزوجتك إن مكانتكِ ترتفع عندي بصبرك على والدتنا جميعاً، وأحسن إلى أهلها لتبادلك بالإحسان إحساناً.
وليت كل زوجة تقدر مشاعر أم الزوج وتتفهم نفسيتها، وليت كل امرأة تذكرت أن الجزاء من جنس العمل.
ولا شك أن الغيرة بين الأم وزوجة الابن سببها المباشر هو شعور الأم أن الزوجة جاءت لتشاركها في حب ولدها وفي جيبه، والرجل العاقل يزيد من بره لأمه ويلبي حاجتها، ويحفظ لها مكانتها حتى لا تشعر أن البساط قد سحب من تحت أرجلها.
ونحن ننصحك بأن تتقي الله وتصبر على زوجتك، وتحاول أن تطيب خاطرها وتحسن الاستمتاع لمشاكلها، ولا تعدها إلا بما هو في استطاعتك.
وليس من مصلحتكم إدخال العائلة في مشاكلكم، أو جعل العائلة عائقاً في طريق طموحاتكم، حتى لا تتعقد الأمور وتحصل النفرة بين النفوس، وقل لزوجتك مقولة أبي الدرداء لزوجته: (إذا غضبتُ فرضني وإذا غضبتِ رضيتك، وإلا لم نصطحب).
وأرجو أن يرزقكم الله بأطفال بررة، يكونوا سبباً لمزيد من الود والحب، ولا داعي للانزعاج، وسوف تتغير الأمور بفضل ربنا الغفور، فأكثروا من الدعاء، وعمروا بيتكم بالتلاوة والصلاة، وتعوذوا بالله من شيطان يجلب العداوة والبغضاء، وإذا لاحت أمام ناظريك مساوئ هذه الزوجة فتذكر ما عندها من الحسنات، واعلم بأنك لن تجد امرأة بلا عيوب، لأننا أيضاً لا نخلو من العيوب.
ونسأل الله أن يستر العيوب وأن يغفر الذنوب، وبالله التوفيق والسداد.