حزن وقلق وتوتر وغضب لأتفه الأسباب، هل من نصيحة؟

2024-11-28 00:31:15 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله

السيد الطبيب محمد عبد العليم، جزاك الله خيراً.

منذ فترة ثلاثة أشهر أعاني من حزن، ومزاج سيئ، وخاصة في فترة الصباح، وقلق ووساوس، وأفكار سلبية، وتوتر عند مواجهة الناس أو المطالبة بحقوقي.

أغضب لأسباب تافهة وصغيرة، وعلاقتي بزوجتي يشوبها التوتر والمشاكل اليومية.

أرجو منكم نصائح للخروج من هذه الحالة النفسية السيئة، ووصف دواء يساعدني على التغلب على هذه الأعراض؛ حيث إنه ليس هناك إمكانية للذهاب إلى الطبيب النفسي.

ولكم جزيل الشكر.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأعراض تنتابك منذ ثلاثة أشهر، ولا بد أن تكون هنالك مسببات حتى ولو كانت أحداثاً حياتية سلبية بسيطة وواهية، ودائماً نحن نقول للناس واجهوا الأسباب، وحاولوا أن تصلوا إلى حلول فيما يتعلق بها؛ لأن إزالة السبب يساعد كثيرًا في علاج الحالة.

الأمر الآخر: نحن طبعاً لا نعرف إن كان لديك تاريخ مرض في الأسرة، ونوبات القلق الاكتئابي والاضطراب المزاجي كثيرًا ما تكون موجودة في بعض الأسر، ولأن العامل الجيني قد يلعب دورًا.

عمومًا كنت أتمنى أن تذهب وتقابل الطبيب نفسي، لكن إذا كان هذا الأمر ليس بالسهل، أقول لك حاول -يا أخي الكريم- أن تواجه المشكلة، وتضع لها بعض الحلول، إن كانت هنالك أي مشكلة أو أسباب.

الأمر الثاني: عليك بالتفكير الإيجابي، لو قمت بجرد أفكارك السلبية هذه ستجد أن هنالك مقابلات لها، وموازيات لها من الأفكار والأفعال الإيجابية، فيا أخي: تمسك بما هو إيجابي، وهذا ليس بخديعة للنفس.

الأمر الثالث: وهو أهمية أن تكون فعالًا مهما كانت وطأة الاكتئاب أو القلق، وافتقاد الدافعية، لا بد للإنسان أن يجاهد نفسه، وأن يقوم بواجباته الاجتماعية، وكذلك واجباته الدينية، خاصة الصلاة على وقتها، أضف إلى ذلك -يا أخي- أن رياضة المشي بمثل عمرك تفيد كثيرًا طبعاً، والآن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الرياضة والصوم لهما أثر إيجابي جدًا على الصحة النفسية للإنسان، خاصة إذا كان الإنسان يعاني من أعراض القلق أو الاكتئاب.

يفضل -يا أخي- أيضًا أن تجري بعض الفحوصات الطبية عند طبيب عمومي أو طبيب الباطنية، تتأكد من مستوى الدم لديك، تتأكد من وظائف الكبد، الكلى، مستوى الدهنيات، وظائف الغدة الدرقية، وكذلك مستوى فيتامين د، وفيتامين ب 12، هذه فحوصات أساسية وضرورية؛ لأن أي اضطراب في المكونات الأساسية في هذه ربما يؤدي إلى اضطراب في المزاج.

بالنسبة للعلاج الدوائي؛ توجد أدوية كثيرة جدًا، من أفضل الأدوية عقار يسمى سيبرالكس، وهذا اسمه التجاري، ويسمى علميًا استالبرام، نحن نصفه لأنه سليم جدًا، وفاعل وغير إدماني، ونسبيًا سريع الفاعلية، وأنت لا تحتاج له بجرعة كبيرة، ابدأ بجرعة 5 ملجم، وهنالك حبة تحتوي على 10 ملجم فاقسمها إلى نصفين، وتناول نصفها لمدة أربعة أيام، ثم اجعل الجرعة حبة كاملة 10 ملجم يوميًا، لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها 5 ملجم يوميًا لمدة أسبوعين، ثم 5 ملجم يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول السيبرالكس.

هنالك دواء آخر نعتبره دواء داعماً يسمى دوجماتيل هذا هو الاسم التجاري، وعلميًا يسمى سلبرايد، أرجو أن تتناوله 50 ملجم صباحاً ومساءً لمدة شهر، ثم 50 ملجم صباحاً لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله، هو أيضًا دواء فاعل ومتميز جدًا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية، ونشكرك مرة أخرى على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

www.islamweb.net