صرت أتكاسل عن الدراسة وتتراكم على الواجبات، ما الحل؟
2024-12-17 04:01:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا الآن في السنة الرابعة من دراستي للطب، وبعمر 22 سنة، أعاني من مشكلة بدأت منذ الجامعة، ففي المدرسة كنت شديدة التفوق، ومن الأوائل على الصف، ومنذ بدأت الجامعة أصبحت بالعكس تماماً، أراكم دروسي، وأتشتت كثيراً.
جربت إغلاق الهاتف، وضبط وقت محدد لكل مهمة، ولم ينفع، أغرق في أحلام اليقظة وأنا أدرس، ويمر الوقت دون فعل أي شيء، وقد أقرأ الروايات أو أساعد أمي في أي شيء، فقط لكي لا أدرس.
لم أعد أجد المتعة في الدراسة، كنت أحس بالسعادة عندما أدرس، وأجد أني أكتسب معلومات لم أكن أعرفها، ولم أعد هكذا، والوقت الوحيد الذي أدرس فيه بجد هو عند اقتراب الامتحانات، لأني أكون متوترة من الرسوب، أو عدم الحصول على علامة جيدة، وأقول ليتني درست منذ البداية، وأعد نفسي أني لن أكرر هذا الخطأ، وكل مرة أفعل نفس الشيء!
صرت أتكاسل عن الدراسة، حتى وقت الامتحانات، وكنت أستطيع تدارك ما فاتني في السنوات الأولى، لكن يصبح الأمر أصعب كل سنة، حتى كان العام الماضي، وحصلت على تقدير أقل من المرات السابقة، وأثر علي هذا جداً.
قلت لنفسي: سأجتهد هذا العام، واجتهدت في الأول لكن سرعان ما عدت لعادتي السابقة في ترك دروسي تتراكم، لقد سئمت من الوضع الذي أعيش فيه، أريد حلاً.
أفيدوني، رجاءً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
جميل -أختي الفاضلة- أنك وصلت إلى السنة الرابعة في كلية الطب، وما هذا إلَّا دليل على قدرتك على الدراسة والتفوق -بإذن الله عز وجل- ولكن هناك دائماً صعوبات، فبعض ما ذكرتِ في رسالتك أمر منتشر بين الطلاب، سواء في الجامعة أو غيرها، ومنها أنه عندما يقترب وقت الامتحان يتمنون لو أنهم درسوا بشكل مبكر، فيعدون أنفسهم بأن يتداركوا هذا، وما يأتي الامتحان الثاني إلَّا ويجدون نفس المشكلة، فالأمر متكرر.
أعجبني في سؤالك أنك حاولت إغلاق الهاتف والمشوشات، من أجل ضبط الوقت، فهذا من الأمور الهامة.
أختي الفاضلة: كل إنسان يمر في إنتاجه وعطائه بتقلُّبٍ بين الحماس وشيءٍ من الفتور، فهذه هي طبيعة الأشياء.
سأطرح عليك بعض النقاط ربما تفكرين فيها، فأولًا: يا تُرى ما هي أسباب التراجع الذي ذكرته في رسالتك؟ هل هو بسبب الإرهاق أو الشعور بالتعب؟ هل هناك مشاكل نفسية كالقلق أو غيره؟ أو هل هناك مشكلات في الأسرة أو في حياتك الاجتماعية؟
سأذكر لك بعض النقاط التي يمكن أن تساعدك على التركيز، وتحقيق ما تشاءين أو تودين، منها:
- أولًا: وضع أهداف قصيرة المدى، فمثلًا بدلًا من التركيز على الامتحانات الكبيرة، قسِّمي المواد إلى أهداف يومية أو أسبوعية صغيرة، مثلًا قولي في نفسك: (سأراجع اليوم فصلًا من مادة الباطنية -أو غيرها-، وأحلُّ عشرة أسئلة).
- ثانيًا: حاولي تطبيق تقنيات إدارة الوقت، هناك تقنية تعتمد على أن تبذلي وقت الدراسة 25 دقيقة، ثم 5 دقائق راحة، أي 30 دقيقة (نصف ساعة)، خصصي أوقاتًا محددةً للدراسة، وهنا أبعدي عنك الهاتف الجوال قدر الإمكان.
- ثالثًا: حاولي التوازن بين الدراسة والراحة، فكما تُخصِّصين وقتًا للدراسة، خصصي أيضًا وقتًا للرياضة أو بعض الهوايات التي تحبينها.
- في النهاية -أختي الفاضلة- ركِّزي على الهدف النهائي أنك إنما اخترت الطب لأهداف معينة، ذكِّري نفسك بهذه الأهداف، ولعل كل هذا ممَّا يعينك.
- أيضًا لا تنسي -أختي الفاضلة- من أن تكافئي نفسك، فكلما أنجزتِ شيئًا ممَّا تريدين تحقيقه في دراستك، حاولي أن تكافئي نفسك بأمر تحبينه، كتناول وجبة طعام مفضلة، أو مشاهدة فيلمٍ مفيد ونافع، أو غيرها من الأنشطة.
حاولي أن تتجنبي المثالية، فليس هناك شيء مثالي مائة بالمائة، وإنما كلنا يحاول أن يسدد ويقارب.
داعيًا الله تعالى لك بتمام التوفيق والتفوق، لتكوني بعد سنتين أو قُرب ذلك طبيبة زميلة لنا في هذا الميدان الجميل.