أبي يريد أن يزوجني على ابن أخيه بالقوة، ماذا أعمل؟
2024-12-10 00:46:19 | إسلام ويب
السؤال:
أبي يريد أن يجبرني على الزواج من ولد عمي، على أساس أنه يعرف مصلحتي أكثر مني، وأنا لا أرغب بهذا الزواج، ولا أحب ولد عمي، ولا فيه أي صفة تجعلني أتقبله زوجاً لي، وأبي يحلف أنه سيزوجني غصباً عني، فماذا أعمل؟
حاولت أمي أن تقنعه، وحاولنا كلنا لكن ما اقتنع، ويريد أن يزوجني بالغصب، وأنا أبداً غير مرتاحة لهذا الزواج.
صليت صلاة استخارة، والقرار لدي ما تغير، ودعوت وصليت، ووكلت أمري إلى الله سبحانه وتعالى، ولكن أريد منكم نصائح لكي أوجهها لأبي مرة أخرى.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:
لا شك أن الزواج يبنى على الرضا بين الطرفين، ولكن نسألك وأنت في منتصف العشرين أو قريبة من ذلك: ما الذي يحجب بينك وبين الزواج من ابن عمك أصلاً؟ هل هناك أسباب شرعية تحول بينك وبينه؟
لماذا نسألك هذا السؤال؟ من خلال ما نعيشه من واقع، وما يردنا من استشارات، فإننا ندرك أن الفتاة في صغرها يحجبها عن الزواج أحد أمرين:
1- رسم صورة متخيلة للزوج القادم لا صلة لها بالواقع، فتظل ترفض الخطاب، وهي تراهم أقل مما تريد، حتى إذا اقتربت من الثلاثين، وأدركت واقعها جيداً تنازلت عن كثير مما كان عالقاً في مخيلتها، لكن للأسف لا يوفق أكثرهن في الحصول على الفرصة التي ضاعت منهن، ولو تقرئين الآلام التي في الرسائل، لعلمت كم المعاناة التي يعانين منها.
2- أن تكون بالفعل تحب أحداً ما، وتريد الزواج منه، وفي هذه الحالة فإنها ترى المتقدم بصورة أخرى، وربما تدخل في مشاكل مع أهلها لهذا السبب، وقد لا توفق لا لهذا ولا لذاك.
نقول هذا الكلام لك -أختنا- لتقفي بنفسك على الأسباب التي حالت دون رؤية ابن عمك كما ينبغي، فالوالد أحب الناس عنده أنت، وهو أحرص عليك من نفسك، وهو أكثر إدراكاً للواقع منك، ولا يقدم على ذلك إلا وهو يرى فيه أهلية للزواج منك، وابنُ العمِّ بصفة عامة هو من رحمك، وهو من أرفع المنازل
وإن ابن عم المرء -فاعلم- جناحه
وهل ينهض البازي بغير جناح
لذلك نرجو أن تقفي أمام الأسباب، وأن تعيدي النظر في قرار الرفض مرة أخرى، وأن تسمحي لنفسك أن تري ولد عمك على ما هو عليه عند الحقيقة، وألا تعارضي الوالد لمجرد المعارضة.
الأخت الكريمة: إذا فعلت ما ذكرناه، واكتشفت أن الأسباب التي جعلتك ترفضين الخاطب لها أصل من الشرع، كفسق ظاهر فيه، أو مجون مقيم عليه، أو ضراب للنساء، أو غير ذلك؛ فتحدثي مع والدتك بالمعروف، وأخبريها بكل ما ترينه، وهي بدورها إن رأت في كلامك ما يقنعها فستتحدث مع الوالد.
كوني على ثقة بأنه لن يقع في ملك الله إلا ما أراده الله، فإن كان هذا في علم الله زوجك فسيكون، وإن لم يكن لن يكون فاطمئني، وقد صليت الاستخارة، والاستخارة عاقبتها دائماً إلى خير.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.