أعاني حالة من الهلع والخوف الدائم وخائفة من الدواء وأعراضه!
2024-12-17 01:23:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أم لثلاثة أطفال صغار، منذ صغري وأنا أعاني من الوسواس والخوف من الموت، وأخاف من المواجهة الكلامية، ولكن تحسنت مع الوقت.
منذ فترة 3 أشهر ظننت أن لدي سرطانا في الثدي، وقرأت كثيرًا عن الأعراض في الإنترنت، حتى صدقت وعشت الحالة.
بعد أن تأكدت وأجريت الفحوصات، والحمد لله فقد كانت سليمة، لكني أصبحت أعاني من حالة من الهلع والخوف الدائم، وتسارع في دقات القلب، وتنتابني أفكار ووساوس، وأصبحت أخاف من كل شيء.
جربت دواء الزولفت لفترة 5 أيام، ولكن أعراضه التي كانت تسبب لي عدم القدرة على النوم -ولو لدقيقة- جعلتني أتوقف عنه.
أحاول الآن التشافي من غير دواء، ولكن فكرة الخوف من أن تستمر معي هذه الحالة مدى الحياة تقتلني، أحاول أن أبحث عن تجارب على الإنترنت لكي أرتاح، ولكن عندما أرى تعليقًا سلبيًا أخاف، وتسوء حالتي.
أعيش بعيدة عن أهلي، وليس لدي أي دعم، خائفة من فكرة الدواء وأعراضه.
أرجوكم، انصحوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Riham حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب.
حالتك واضحة جدًّا، وهي أن لديك درجة بسيطة إلى متوسطة ممَّا نسميه بقلق المخاوف الوسواسية، وهنالك خوف، وتوجس، وفكر وسواسي، وهنالك قلق، حتى وإن كنت لا تشعرين بالقلق، لكن القلق هو الطاقة الرئيسية التي تجعل الخوف والوسواس يهيمن على الإنسان.
طبعًا -أختي الكريمة- يجب أن تحقري هذه الأفكار، وموضوع القراءة عن هذه الأمراض في الإنترنت سوف يزيد الأمر تعقيدًا، وأنا طبعًا لا أحرمك من اكتساب المعرفة والمعلومات والعلم، لكن تجارب الناس -خاصةً ما يُكتب في الإنترنت في بعض الأحيان- يكون مُضرًّا جدًّا.
أنت قمت بالإجراء الصحيح، وفحوصاتك كلها سليمة، وبعد ذلك أقول لك: حقري هذه الفكرة تحقيرًا تامًّا، واستبدليها بفكرة أخرى.
أنت -ما شاء الله- في سِنٍّ فيها طاقات إنسانية ممتازة، وطاقات ومهارات كثيرة، ورزقك الله تعالى بالذرية الصالحة -إن شاء الله تعالى-، ولديك أشياء طيبة في حياتك، فيجب أن تصرفي انتباهك نحوها، ويجب أن تشغلي نفسك وتتجنبي الفراغ؛ حيث إن الفراغ الذهني وكذلك الفراغ الزمني يولِّدانِ أو يزيدان من حدة الخوف والوسوسة.
سيكون أيضًا من الجميل أن تمارسي رياضة المشي، وهي مفيدة جدًّا، وإن كان البرد طبعًا في كندا في هذا الوقت من العام لا يسمح بالرياضات الخارجية.
من المهم أيضًا أن تمارسي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها؛ هذه التمارين ضرورية ومفيدة جدًّا، وتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.
أيتها الفاضلة الكريمة: بالنسبة للدواء، لا تحرمي نفسك من نعمة الصحة، الدواء أراه أيضًا مهما؛ لأنه أثبت وبما لا يدع مجالًا للشك أن الوساوس، والقلق، والمخاوف ذات علاقة وطيدة جدًّا بالمواد الكيميائية التي تعرف بالموصلات العصبية الدماغية، هنالك مادة تسمى (سيروتونين)، قد يحدث شيء من عدم الانتظام البسيط في إفرازها، ويؤدي إلى هذه الأعراض، طبعًا لا يمكن أن نقيس هذا الاضطراب في الموصلات العصبية في أثناء حياة الإنسان.
والأدوية كثيرة جدًّا، إذا أحسست بآثار جانبية من دواء رائع مثل الـ (زولفت)، فيمكن أن تجربي دواء آخر غيره، والذي يظهر لي هو: أنك من المفترض أن تبدئي بجرعات صغيرة جدًّا، فأنا أنصحك أن تقومي بمحاولة أخرى لتناول الزولفت، لكن تناولي 25 ملجم -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 50 مليجرام- وتناوليها صباحًا، الزولفت أصلًا من الأفضل أن يتم تناوله في أثناء النهار.
فتناولي نصف حبة صباحًا لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يوميًا، واستمري عليها لمدة شهر، ثم اجعليها حبتين يوميا -أي 100 مليجرام- لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى حبة واحدة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة 10أيام، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة 10 أيام أخرى، ثم توقفي عن تناول الزولفت، ويعرف باسم (سيرترالين) فهو دواء رائع جدًّا، خاصة أنه لا يسبب الإدمان أبدًا، ولا يسبب أي اضطراب في الهرمونات النسائية، ومدة العلاج بالنسبة لك هي مدة صغيرة، وكذلك الجرعة التي وصفناها لكِ هي جرعة صغيرة.
وإذا حدث لك نوع من النفور النفسي من الزولفت، فهنالك دواء بديل له أيضًا، دواء رائع وفعال، يعرف باسم (اسيتالوبرام) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (سيبرالكس)، وربما يوجد في كندا تحت مسميات تجارية أخرى.
أيضًا في حالتك ننصح بالجرعة الصغيرة بالنسبة للاسيتالوبرام، هنالك حبة تحتوي على 10 ملجم، وحبة أخرى تحتوي على 20 ملجم، يتم تناولها يوميًا، لا أعتقد أنك في حاجة إلى جرعة الـ 20 ملجم، لذا تحصلي على جرعة الـ 10 ملجم، وتناولي نصفها -أي 5 ملجم- يوميًا، لمدة 10 أيام، ثم تناولي 10 ملجم يوميًا لمدة 3 في أشهر، ثم 5 ملجم يوميًا لمدة أسبوعين، ثم 5 ملجم يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
كل الأبحاث العلمية تُشير أن التطبيقات السلوكية التي أشرنا إليها، إضافة لتناول الدواء؛ تُعطي نتائج رائعة جدًّا أفضل من تناول الدواء لوحدة، أو الاعتماد فقط على التطبيقات السلوكية والمعرفية.
بارك الله فيك، جزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.