أم زوجتي اختارت السكن معنا وهذا يضايقني!

2024-12-17 04:07:20 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أم زوجتي -حماتي- ليس لها إلا ابنتان، وهما: زوجتي، وأختها، وهي متزوجة أيضاً، وحماتي لها إخوة ثلاثة رجال، منهم اثنان يعيشان في محافظة أخرى، وهما متزوجان، وأولادهما -رجالا ونساء- متزوجون، وأخوها الآخر يسكن بالقرب منها بالقاهرة، وهو متزوج أيضاً، وأولاده -رجالا ونساء- متزوجون.

كانت حماتي تعيش في شقتها بالقاهرة، وكنا نزورها نحن وأخوها، وبعض أبنائه الساكنين بالقرب منها، باستمرار، ومع مرور الأيام بدأت أم زوجتي تأتي لتقيم عندنا يوماً أو يومين في الأسبوع، ثم تحولت الأيام إلى أسبوع كامل عندي لتخدمها زوجتي، ثم أسبوع كامل عند بنتها الأخرى، ثم تحول الوضع لشهر وشهرين، وأنا في الحقيقة لم يخطر على بالي أن يصل الوضع لذلك إطلاقاً.

أشعر أن هذا يحد من حريتي، وأشعر بحرج، كما أني اضطررت لشراء سرير زيادة حتى لا أضيق على أبنائي، وأكثر ما يضايقني أيضاً أن حماتي دائماً تتابع المسلسلات والأفلام على شاشة التليفزيون، ودائماً ما يكون التليفزيون مفتوحا أمامها، بدعوى أنها اعتادت ذلك، وأصبح الوسيلة الوحيدة لتسليتها، وأخشى تأثير ذلك على الأبناء.

لا يعجبني هذا الوضع، ولكن لا أعرف نهايته، مع العلم أن حماتي لها معاش تصرف على نفسها منه، وهي لا تعاني من أي مرض، ولكن تظهر عليها تأثيرات الشيخوخة، وتحتاج إلى من يتابعها فقط، إنما هي تأكل وتتحرك، وتدخل الحمام بمفردها.

سؤالي هنا: من هو المسؤول شرعاً عن حماتي؟ وكيف أتعايش وأتقبل هذا الوضع إذا استمر؟ وهل لي من أجر أو ثواب لو بقي هذا الوضع كما هو عليه؟

أرجو النصيحة منكم، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، وشكرًا لك على التواصل، وحُسن عرض السؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يعينك على الصبر.

أرجو أن تقدر زوجتك أيضًا هذا الوفاء منك، ولا شك أن المرأة إذا كبرت سنها الأولى بها هم أولادها الذكور، وإن كانت لا تستغني عن خدمة بناتها، ونبشرك بأجر عظيم، وثواب عظيم عند الله تبارك وتعالى في حال صبرك على هذا الوضع، وإذا كان الأمر كما ذكرت وهي كبيرة وحيدة، فلا أعتقد أن لها حلا غير هذا، ونسأل الله أن يعينك على تحمل هذا الوضع.

إذا كان هناك مجال لأن يكون هناك مسكن مجاور، بحيث يمكن زوجتك أو أخواتها المرور عليها، والإشراف عليها، فهذا لا بأس به، أما إذا تعذر هذا فليس أمامنا إلا أن نصبر على هذا الوضع.

مسألة تشغيلها للمسلسلات وتأثير ذلك على الأبناء، بلا شك هذا تحدٍ كبير، ووجود كبار السن أصلًا في البيت من المعوقات التربوية؛ لأنهم قد يخالفون الآباء والأمهات، يعني الجدات دائمًا عندهم عاطفة زائدة، فهذا قد يترك آثارا.

حتى لو حصل هذا، أرجو أن تجتهدوا في حماية الأبناء من الأشياء السالبة، مع إبقاء المكانة لجدتهم، فهي تظل جدة، واحترامها واجب، ونسأل الله أن يعينكم على تجاوز هذه الصعاب.

أريد أن أقول: إن التعايش والصبر مع هذا الوضع، مع الاجتهاد في تحسين الأوضاع، هو المطلب الشرعي، والأجر والثواب عظيم جدًا عند الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

إذا كان هناك قرار ينبغي أن يكون عن طريق بنتها، فإنه من المحرج جدًا أن تشعر أنك غير قابل بوجودها، ولكن بنتها تستطيع أن تصارحها وتصارح إخوانها؛ حتى يقوم الجميع بأدوارهم.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net