التغيرات الجسدية والنفسية بعد قراءة القرآن، وتفسيرها..
2025-06-17 23:43:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
منذ عدة أيام بدأت بحفظ سورة البقرة، وعندما وصلت نهاية الجزء الأول عدت إلى المنزل، وأنا أشعر بنعاس شديد، فنمت، وشعرت بأن هنالك شيئًا داخل جسدي يخنقني، ويتحكم بي، فقرأت جزءًا من سورة البقرة، حتى توقف -والحمد لله-، وبعدها بأيام تكرر الحادث بالليل، وكنت أحلم أن كلبًا أحمر اللون كبيرًا يطاردني، وأنا أهرب، حتى وصلت إلى المنزل، فنمت، ثم جاء الشيء، وخنقني.
وآخر مرة تكرر بالنهار، وهذه المرة استمر كثيرًا رغم قراءتي للبقرة، وغيرها من الآيات، وأخيرًا استمعت إلى رقية الشيخ/ محمد جبريل، فاحمرت عيناي، وشعرت بصداع نصفي، فهل لهذا علاقة بالجن العاشق، أو السحر، أو غيرها، خصوصًا وأن إحساسي بأن هذا الشيء ذكر، ودائمًا أحاول الهرب منه، ولا أنجح؟
وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أساور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظكِ بحفظه، ويكفيكِ كل شر، ويشرح صدركِ بنور كتابه، ويُبعد عنكِ كل همٍّ وبلاء.
أولًا: ما تشعرين به ليس وهمًا، فقد ذكرت له أعراضًا، منها:
- الشعور بالخنق أثناء النوم.
- الأحلام المتكررة بالكلاب أو الهروب.
- الإحساس بشيء في الجسد يتسلّط.
- التغير المفاجئ في الجسد: كاحمرار العين، والصداع النصفي عند سماع الرقية.
وكلها تشير إلى أحد هذه الأمور: إما مس، أو حسد، أو سحر، وأمرها -بإذن الله- هين؛ فالتزامكِ بسورة البقرة والرقية هو العلاج الصحيح، وهذه الأعراض رغم شدتها علامة على تأثّر العارض، وبداية ضعفه، وليس قوّته، وننصحك بما يلي:
- المداومة على الرقية الشرعية؛ بأن تحافظي على الرقية الشرعية قراءةً أو استماعًا، ولا بأس بالاستماع إلى من تؤثر فيك قراءته.
- قراءة سورة البقرة يوميًا، والاستماع لها.
- حافظي على التحصينات اليومية.
- المحافظة على أذكار الصباح والمساء.
- النفث في اليد ثلاثًا بعد المعوذات، ومسح الجسد قبل النوم.
- قولك : "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ٣ مرات صباحًا ومساءً-.
- شرب ماء مقروء عليه: الفاتحة، آية الكرسي، آخر البقرة، والمعوذات يوميًا.
- البُعد عن العزلة ومواطن الظلمة.
- احرصي على عدم النوم وحدكِ تمامًا.
- لا تنامي في غرفة مُظلمة تمامًا، واتركي ضوءًا خفيفًا، واستصحبي الأذكار معك، وكوني على وضوء.
- لا تفكّري كثيرًا في العارض؛ فالشيطان يفرح بأنكِ منشغلةٌ به.
- الدعاء المتواصل، ولا تهملي الدعاء وقت السحر، وبعد الصلوات.
ثانيًا: قد يكون ما يحدث وسوسة نفسية تتجسد أثناء النوم، وقد ورد في الحديث الصحيح: "الرؤيا ثلاثة: رؤيا من الله، ورؤيا من الشيطان، ورؤيا مما يحدث به المرء نفسه" [رواه مسلم]؛ فقد تكون رؤياكِ انعكاسًا لحالة القلق والخوف، وتحوّلت إلى كوابيس وضيق.
أختنا الكريمة: إن علم النفس يقرر أن الكوابيس والخنق عند النوم تحدث بسبب اضطراب في النوم، أو الضغط النفسي، أو القلق المزمن، وترافقه أعراض مثل:
- الإحساس بوجود شيء ثقيل على الصدر.
- عدم القدرة على الحركة أو الكلام.
- أحيانًا سماع أصوات، أو رؤية ظلال.
لكن الفرق أن الوسوسة أو القلق النفسي وحده، لا يسبب أعراضًا شديدةً بعد سماع القرآن، لذا يُرجَّح -في حالتك- أن الأمر يجمع بين السبب النفسي، والأثر الروحي معًا.
ولذلك فإن العلاج ينبغي أن يكون مزيجًا منهما، وعليه فننصحك مع ما ذكرنا من المحافظة على تدينك، وصلاتك، والرقية الشرعية أن تفعلي ما يلي:
- طمئني نفسكِ بأن ما ترينه أمر عارض وزائل بحول الله.
- لا تفكري كثيرًا في الرؤية أو الأعراض، بل تجاهليها بوعي، ولا تسجّليها أو تتابعيها.
- لا تنامي وأنتِ قلقةً.
- حاولي ممارسة تمارين التنفّس، أو الاسترخاء قبل النوم.
إن بقيت الأعراض بعد مدة، فلا مانع من مراجعة أخصائية نفسية.
ختامًا: أنت لست وحدكِ، وما تعانينه يمرّ به كثير من المؤمنين الصادقين، ثم يزول عنهم العارض بأمر الله تعالى، فاطمئني، فأنت في طريق الشفاء ما استقمت على ذلك.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.