زوجتي تدفعني للطلاق وأنا لا أريد طلاقها، فكيف أتعامل معها؟

2025-06-18 23:09:33 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد تزوّجت منذ شهرين، وزوجتي حادّة المزاج، وهذا الأمر كان يسبّب لنا بعض المشاكل والخلافات، وزوجتي لا تطيق أن يُملي عليها أيّ شخص ما يجب أن تفعله، حتى لو كنتُ أنا، وهذا الشيء يضايقني، مع أنني أصبر عليها أحيانًا، إلا إنني في أوقات أخرى لا أستطيع، فأقوم بالردّ عليها بالكلام بطريقة مماثلة.

أكرمني الله بحملها، وهي الآن في شهرها الثاني، لكن الأمر ازداد سوءًا، فأصبحت أكثر تقلّبًا في المزاج، ولسانها سليط، ولا تتقبّل النصيحة مني، بل أصبحت تقول إنها لم تعد تطيقني، ولا تقوم بأعمال المنزل، وتقول: إذا لم يعجبك الأمر، طلّقني، وأنا لا أريد تطليقها.

أرجو منكم إعطائي حلًّا، وأسلوبًا للتعامل معها.

بارك الله فيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير، وبارك الله لكما في ذريتكما، وأتمّ عليها هذا الحمل، وجعله من الصالحين.

فاعلم -أخي الكريم- أن مدة شهرين ليست كافية للحكم على أحد أو التأقلم معه، ومما لا يخفى عليك: أن الطلاق يكثر في السنة الأولى من الزواج، وذلك بسبب قلّة الصبر، وعدم تأقلم الطرفين مع بعضهما، وعدم فهم كلٍّ منهما للآخر.

وأنصحك: بالإكثار من التحاور معها؛ لتُفهمها ما تحتاجه أنت، وكيف تريد منها أن تتعامل معك، وأن تسمع منها أيضًا ما هو الأسلوب الذي تفضّله، وكيف تحبّ أن تطلب منها ما تريد.

وأخبرها بأسلوب جميل أنك زوجها، وأنه يجب عليها طاعتك بالمعروف، فالحياة الزوجية في الإسلام ليست شراكة كما هي عند غير المسلمين، بل هي ولاية، فالزوج ليس شريكًا فقط، بل هو ولي أمر زوجته، لأن الولاية تنتقل بعد عقد الزواج من والدها إلى زوجها.

ولذلك، قدّم الشرع طاعة الزوج على طاعة الوالد؛ لأن الطاعة لا تجب شرعًا إلا لوليّ أمر شرعي، والزوجة مأمورة شرعًا بطاعة زوجها.

والطاعة بالمعروف تكون في حالتي المنشط والمكره، وقوامة الرجل على زوجته بنيت على ولايته عليها، والولاية لها شروط، أهمها: القدرة على تحمل مسؤولية الرعاية، فالزوج هو ولي أمر زوجته وأولاده، وهو المسؤول الشرعي عن رعايتهم، وهو محاسب أمام الله عنهم وعن تصرفاتهم في الدنيا والآخرة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:" كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده، وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته" [متفق عليه].

فطاعة الزوجة لزوجها هي في الأصل طاعة لربها، وطلبًا للثواب في الدنيا والآخرة، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا صلّت المرأةُ خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي من أيّ أبواب الجنة شئتِ"، وفي رواية: "دخلت من أيّ أبواب الجنة شاءت".

فالعلاقة بين الزوجين هي علاقة هرمية؛ لأن الأسرة مؤسسة تمثل كيانًا اعتباريًا، يرأسها الزوج، ولا يستقيم أي كيان أو مؤسسة إلا برئيس واحد، ومن أكبر معاول هدم الأسرة: تفشي مصطلح الشراكة بين الزوجين، وهو مفهوم غربي أفسد الأسرة الغربية، وأصبح معول الهدم الأول في بيت الأسرة المسلمة.

وننصحك أيضًا أن تستعين بأصهارك لإرشادها، فلعل أباها أو أمها يساعدناك في إقناعها بما هو مطلوب منها شرعًا تجاه زوجها.

وأما: تغير مزاجها أثناء الحمل، ونفورها منك، فهذا أمر طبيعي، وعليك الصبر والتحمل، وتذكر أن هذا عارض مؤقت وسيزول.

وأما قولها: إذا لم يعجبك الأمر فطلّقني، فهذا مما لا يجب أن يذكر في بيتٍ مستقرّ، ولا يليق ذكر الطلاق بقصد الاستفزاز، خاصةً في الغضب، وخصوصًا من قِبَل الزوجة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أيّما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس، فحرامٌ عليها رائحة الجنة"… [رواه أحمد وغيره]، فلا يجوز للمسلمة أن تطلب الطلاق من زوجها من غير بأس وضرر.

والله الموفق.

www.islamweb.net