أخي الطيب تغيرت أخلاقه وسلوكياته وصار سيئاً!
2025-06-18 01:50:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لقد كانت حياتي أنا وأسرتي حياةً عاديةً، وهادئةً، بها بعض المشكلات، ولكنها لم تكن مشكلات مميتة، ولكن فجأةً بدأ أخي الذي كان الناس يحبونه، ويحسدون أمي على تربيته وطيبته وأخلاقه بالتغير فجأةً؛ حيث أصبح شخصًا لا يخاف علينا، ولا يحبنا، ويخون كل من اقترب منه من أصدقاء أو عائلة، ويأخذ من مالهم، والآن أصبح الجميع يكرهنا لكرههم لأخي، والجميع يلوم أمي على تربيتها، ولكنها والله ما قصرت معه في شيء، ولا معنا -أنا وأختي-، ولا يزال الجميع يثني علينا أنا وأختي.
أخي يقوم بافتعال أقصى المصائب، وكل هذه المصائب تأتي علينا نحن، ولا نعلم ماذا نفعل معه؟ كما أنه يكذب كثيرًا، ودائمًا أدعو الله أن يرده لشخصه القديم، وأن يعود كما كان قديمًا، حتى نسيت الدعاء لنفسي، ولكن مع كل هذا الدعاء المستمر تزداد المصائب سوءًا يومًا بعد يوم.
أعلم أنه ابتلاء من الله، وأنه من الواجب علينا الصبر على هذا المصاب، ولكن عظم الابتلاء جدًا، ولا نستطيع إيجاد حل لكل هذا.
لا أعلم ماذا أفعل؟ حتى إنه من كثرة المصائب يوجد احتمال بأنني لن أستطيع إكمال دراستي الجامعية، ولا أعلم لماذا أشكو وأكتب رسالةً هنا، ولكنني فقط أريد أن يطمئن قلبي أن الله سيبدل الحال، وستعود الأيام كما كانت.
شكرًا لكم مقدمًا، وأرجو الرد على رسالتي، مع عدم مشاركة اسمي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بكِ -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لكِ اهتمامك وحسن عرضك للسؤال، ونسأل الله أن يَقَرَّ أعينكم بصلاح هذا الشقيق، وأن يُلهمه السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.
أنتِ في مقام بناتنا، وهو في مقام أبنائنا، ونحن نرحب بكم ونسعد بالمشاركة في حل هذه المشكلات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا جميعًا، وأن يرفعنا عنده درجات.
سعدنا لأنكِ تكثرين الدعاء لشقيقك، ونؤكد أن دوركِ كبير في إصلاحه وعودته إلى الصواب، ونتمنى أن تكون الأسرة على خُطة موحدة، والوالدة أيضًا ينبغي أن تُكثر له من الدعاء؛ فإن دعوة الوالدة أقرب للإجابة.
وإذا كان هذا الشاب -ولله الحمد- قد بدأ بدايةً صحيحةً، فإننا نبشّركم بأنه سيعود إلى قواعده؛ فالبدايات الصحيحة لا بد أن يعود إليها؛ لأن هذا هو الأصل الذي تُبنى عليه شخصية الإنسان، وتقوم عليه تربيته، فأكثروا من الدعاء، واجتهدوا في التوجه إلى الله تبارك وتعالى.
وكنا نحتاج إلى بعض التفاصيل، وليس من الضروري أن تكون الاستشارة مكشوفةً؛ فبإمكانكم طلب حجب الاستشارة، ثم تعرضون المشكلات الحاصلة تفصيلًا، مع ذكر الجوانب المشرقة في شخصية هذا الشقيق، وجوانب الخير الموجودة فيه، وكذلك جوانب الخلل الحاصلة،؛ حتى نستطيع أولًا أن نتفهم شخصيته، ثم نتعاون جميعًا في وضع الخطة الدعوية والعلاجية التي تكون -بإذن الله- سببًا بعد توفيق الله في إصلاحه وعودته إلى الحق، والخير، والصواب.
نحتاج أيضًا إلى معرفة هل لهذا الانحراف علاقة بمن حوله؟ وهل تعرض لموقف؟ وهل انتقلتم إلى بيئة جديدة؟ بحيث معرفة أسباب الانحراف وظروف الانحراف ممَّا يعين -بإذن الله- على الإصلاح والتصحيح.
كذلك نحن بحاجة إلى أن نعرف ما عنده من إيجابيات؛ حتى نتخذها مدخلًا إلى نفسه، ونتمنى أيضًا أن يكون من الأخوال والأعمام، والعقلاء والفضلاء، من يُعينكم على الإصلاح، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.
أمَّا مسألة الدراسة: فنحن لا نشجع على ترك الدراسة؛ لأن ذلك سيعقد المشكلة، وتتحول المشكلة إلى مشكلات متعددة، فاستمري في دراستك، وواصلي مع أختكِ طريق التميز؛ فإن هذا التميز هو رصيد للأسرة، وعون لكم -بإذن الله- على تجاوز هذه الصعاب.
لا تستغربي من تواصلك مع الموقع؛ فهذا الموقع منكم وإليكم، ولكم الحق أن تعرضوا فيه شكواكم، وتطرحوا ما عندكم، ودورنا أن نكون في خدمتكم.
نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يرد هذا الشاب إلى الحق ردًّا جميلًا، وأن يُطمئن قلوبكم، وأن يصلح الأحوال، ونحن على ثقة بأن ربنا الكريم قادر على أن يُبدِّل الأحوال، فتوجهوا إلى الله بصدق، وستعود الأيام -بإذن الله- أحسن مما كانت، وهذا ابتلاء، ونسأل الله أن يجعلنا ممَّن إذا أُعطوا شكروا، وإذا ابتُلوا صبروا، وإذا أذنبوا استغفروا.
ونكرر لكِ الشكر على تواصلك مع الموقع، ونشكر لكِ هذا الاهتمام بأمر شقيقك؛ فهذا دليل على الخير والحرص الذي عندكِ، ونسأل الله أن يوفقكِ، واجتهدوا في إرضاء الوالدة؛ فإن برّها عبادة لرب البرية، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.