تسارع ضربات القلب، هل لها علاقة بالحالة النفسية؟
2025-07-15 02:07:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ فترة من تسارع في ضربات القلب بشكل مستمر، وأعاني أيضًا من تنميل ووخز في أصابع قدمي ويدي، وأشعر بدوخة شديدة وزغللة في عيني، ولدي دائمًا ضيق في التنفس وألم في الصدر.
أجريتُ عدة فحوصات، مثل فحص صورة الدم الكاملة، وفحص الغدة الدرقية، وفحص سرعة الترسيب، وأيضًا فحص البراز، وجاءت جميع النتائج سليمة، والطبيب يقول: إن السبب نفسي، لكنني لا أشعر بأي تحسن، ولا أعرف ما سبب كل ذلك.
ملاحظة: كنت أتناول دواء "إندرال 10"، ولم أجد أي نتيجة، فرفعت الجرعة إلى مرتين في اليوم، ومع ذلك لم أجد تحسنًا أيضًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا جزيلًا على سؤالكِ وحرصكِ على فهم حالتكِ بشكل أفضل؛ فهذا يدل على وعيكِ واهتمامكِ بصحتكِ، ونسأل الله لكِ تمام العافية وراحة البال.
ذكرتِ أنكِ تعانين منذ فترة من تسارع في ضربات القلب بشكل مستمر، مع تنميل ووخز في أصابع القدمين واليدين، كما أنكِ تشعرين أحيانًا بدوخة، أو بزغللة في العيون، وضيق في التنفّس.
وقد ذكرتِ أنكِ أجريتِ جميع الفحوصات المطلوبة، بما في ذلك فحوصات الدم، ووظائف الغدة الدرقية، وكانت كلها سليمة، وذكر الطبيب أن حالتكِ نفسية.
أختي الفاضلة: هذه الأعراض تدخل ضمن ما يُسمى بـ (اضطراب القلق) أو الاضطرابات النفسية الشائعة، وهي من الاضطرابات التي يمكن التخلص منها بالعلاج النفسي والدوائي، فأرجو ألّا يكون لديكِ أي نوع من التردد أو الخوف من مراجعة الأطباء المختصين في هذا المجال، وطالما أنكِ قمتِ بإجراء الفحوصات اللازمة، واطمأننتِ من الناحية الجسدية، فلا بد من مواجهة موضوع الحالة النفسية، لأن علاجها يمكن أن يخلّصكِ تمامًا من هذا القلق والتوتر، الذي قد يؤثر على حياتكِ مستقبلًا.
أما استخدام دواء (إندرال، Inderal) بجرعة 10 ملغ، أو زيادة الجرعة؛ فهو قد يُفيد في تخفيف بعض الأعراض الظاهرة (مثل خفقان القلب)، لكنه لا يعالج القلق من جذوره، وهناك الكثير من الأدوية الأخرى التي يمكن استخدامها لعلاج القلق بشكل فعّال، ولكن من الأفضل أن يتم اختيارها من قِبل الطبيب المختص، بعد تقييم دقيق لحالتكِ.
أنصحكِ بزيارة طبيبة نفسية لتقييم حالتكِ من الناحية النفسية، واطمئني؛ فاضطراب القلق من الاضطرابات التي يمكن التحكُّم فيها تمامًا، وعلاجها بدرجة كبيرة، وقد لا تكون هناك حاجة دائمة لاستخدام الأدوية، بل يمكن لبعض الحالات أن تُعالج بالعلاج السلوكي المعرفي فقط، وتعود الحياة إلى طبيعتها بإذن الله.
كما أنني أنصحكِ أيضًا بممارسة بعض العادات اليومية التي تُساعد على تحسين حالتكِ النفسية والاجتماعية، والتي تساعد على التخلص من القلق عمومًا، ومن ذلك:
• إعادة تنظيم حياتكِ اليومية.
• الالتزام بالأكل الصحي وبمواعيد منتظمة للوجبات.
• تنظيم النوم المبكر وتثبيت مواعيده.
• ممارسة الرياضة بانتظام.
• تخصيص وقت للاسترخاء والتأمل.
ولا نغفل أهمية الجوانب الإيمانية؛ فهي من الأمور المؤثرة جدًّا، مثل: المحافظة على العبادات في أوقاتها، والإكثار من الأذكار اليومية وأذكار الصباح والمساء، فكل هذه الوسائل مجتمعة تُساعد على الاسترخاء، وتُسهم بشكل كبير في التخلّص من القلق والاضطراب النفسي.
نسأل الله لكِ الصحة والعافية.