الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب.
لا شك أن العين حق، ولكن هذه الأعراض التي تحدثت عنها هي أعراض طبية من وجهة نظري، وتخوفك من العين أمر مفهوم، ولكن -إن شاء الله تعالى- المسألة بسيطة، وحلها يسير جدًّا، فحصّني نفسك بالصلوات، وبالورد القرآني اليومي، بالأذكار، وبالرُّقية الشرعية.
لا أستطيع أن أحكم بأن ما تعانينه له علاقة بالعين أو الحسد، وفكرة أن نربط أعراضًا معينةً بالعين، أو أعراضًا معينةً بالسحر، فهذا كلام غير دقيق علميًا، ونرجو ألا تصلي إلى مرحلة الوسوسة حول هذه الأمور؛ لأنك حينها ستفسرين كل شيء بهذا التفسير.
أمَّا من الناحية الطبية: فشعورك بأن شخصًا يتنفس، أو ينفخ بقوة بالقرب من أذنك اليسرى، فهو نوع من الهلاوس الحسية الكاذبة (Pseudo-Hallucinations)؛ لأن الإنسان حين يكون مُجهَدًا نفسيًا أو جسديًا، ويكون قلقًا بطبيعته، فإنه قد تحدث له مثل هذه الظواهر، وهذا ليس مرضًا ذهانيًا، ولا مرضًا عقليًا، بل هي حالة عُصابية نفسية بسيطة (Neurotic Anxiety)، وليس أكثر من ذلك.
أمَّا بالنسبة لشعورك بالتعب الشديد عند الاستيقاظ، وأنك منهكة دائمًا: فأرجو أن تُجري بعض الفحوصات الطبية الأساسية للاطمئنان على صحتك الجسدية، مثل:
1. مستوى الهيموجلوبين (Hemoglobin).
2. وظائف الكبد (Liver Function Tests).
3. وظائف الكلى (Renal Function Tests).
4. وظائف الغدة الدرقية (Thyroid Function Tests).
5. مستوى الدهنيات (Lipid Profile).
6. مستوى السكر (Blood Glucose).
7. مستوى فيتامين ب12 (Vitamin B12).
8. مستوى فيتامين د (Vitamin D).
هذه فحوصات بسيطة، وغير مكلفة، ولكنها ضرورية، وإن وُجدت أي نواقص مثل: نقص (فيتامين د)، أو (فيتامين ب12)، أو فقر الدم (Anemia)، فهذه أسباب رئيسية للشعور بالإرهاق والخمول، وكذلك اضطرابات الغدة الدرقية، وخاصةً أنها شائعة لدى النساء، وقد تسبب كسلًا عامًا في الجسم.
أنا لا أقول إنك مصابة بهذه الأشياء، ولكن نحن منهجنا هنا في إسلام ويب هو الانضباط الطبي والمهني الصحيح، ويجب إجراء هذه الفحوصات، وإن وُجد أي نقص فإن تعويضه سهل جدًّا بالعلاج المناسب الذي يصفه الطبيب.
ومن الناحية النفسية: أرجو أيضًا أن تلجئي إلى تمارين الاسترخاء، وهناك ما يعرف بـ تمارين التنفس المتدرج، وهي مفيدة جدًّا لمثل حالتك، وأرجو الرجوع إلى الاستشارة رقم: (
2136015) في إسلام ويب، حيث تم توضيح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء بالتفصيل، وستجدين فيها فائدةً كبيرةً.
أيضًا أرجو منك الالتزام بالنصائح التالية:
1. تجنّب النوم النهاري قدر المستطاع.
2. تجنّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين (كالشاي والقهوة) بعد الساعة 6 مساءً.
3. الحرص على نظام غذائي صحي ومتوازن.
وبالنسبة للعلاج الدوائي: سأصف لك دواءً ممتازًا جدًّا يُساعد في علاج القلق، والتوترات، وكذلك المخاوف، والدواء اسمه التجاري (سيبرالكس، Cipralex)، واسمه العلمي (إسيتالوبرام، Escitalopram).
طريقة تناوله:
• ابدئي بجرعة 5 ملجم (نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 ملجم) يوميًّا لمدة 10 أيام.
• بعد ذلك تناولي الجرعة الكاملة وهي 10 ملجم يوميًّا لمدة 3 أشهر.
• ثم خفّضي الجرعة إلى 5 ملجم يوميًّا لمدة أسبوعين.
• ثم اجعليها 5 ملجم يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين.
• ثم توقفي عن تناول الدواء.
حالتك -بإذن الله- بسيطة، ومع التزامك بالإرشادات التي ذكرتيها، وتناول الدواء بالطريقة الموصوفة، ستتحسن حالتك المزاجية وتتجدد طاقاتك النفسية والجسدية.
كما ذكرت لك، إجراء الفحوصات الطبية أمر ضروري؛ حتى نطمئن على صحتك البدنية، لأن علاج القلق يبدأ من الطمأنينة على الحالة الصحية الجسدية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.