كيف أتخلص من ديون الربا، وألبي احتياجات الأسرة؟
2025-07-31 02:21:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا موظف، متزوج وأبٌ لثلاثة أطفال، وقد اضطررت إلى أخذ قرض من أحد البنوك، وقد ندمت على ذلك،
ففي السنتين الأخيرتين، كثرت عليَّ الديون وتفاقمت، حتى أصبحت أشعر وكأنني داخل دوامة لا مخرج منها؛ حيث أن راتبي الشهري المتواضع يُصرف بالكامل في سداد الأقساط الشهرية، بالإضافة إلى ما عليَّ من ديون تجاه الناس، أصبحت أتحاشى لقاءهم، خوفًا من مطالبتهم بديونهم، في ظل عجزي عن تلبية احتياجات أسرتي اليومية؛ مما جعلني منعزلًا وكثير التفكير ليلًا ونهارًا.
فما هي الأدعية المأثورة، التي تُعينني على الخروج من هذه الضائقة، وأشعر بالراحة؟ وهل توجد طريقة للخلاص مما أنا فيه، مع التوبة من القرض الربوي؟
جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الهادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قرأت رسالتك، وشعرت بك وقدرت الظرف الذي تمر به، ولكن لا بأس عليك، فالحياة تحتاج إلى صبر، وتأقلم للإنسان مع وضعه الحالي، وإجابتي على رسالتك هي على النحو الاتي:
أولاً: أخي عبد الهادي: وإن كنت مضطراً لأخذ القرض من أحد البنوك، فمن خلال رسالتك فهمت أنه قرض من بنك ربوي، والربا ليس فيه اضطرار، فالله تعالى حينما ذكر الاضطرار في المحرمات في الميتة والدم وغيرها، لم يذكر الربا إلا بإعلان الحرب، كما قال تعالى: (فأذنوا بحرب من الله ورسوله)، فقد حذرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من الربا، فقال عليه الصلاة والسلام: (يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء أكل من حلال أم من حرام) أخرجه البخاري، ومعلوم أن التعامل بالربا من أكبر الكبائر، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) متفق عليه.
فعلى الإنسان أن يتوب إلى الله تعالى، وينتهي من التعامل بالربا، مهما كانت ظروفه، ثم -أخي الكريم- ما ذكرته واصفًا دوامة القرض الربوي، وأنه لا مخرج له ولا خلاص، فهذه في الواقع شكوى الكثير ممن ابتلوا بالقرض الربوي؛ لأن البركة ممحوقة، كما قال الله تعالى: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات)، لكن ما دمت قد ندمت وتبت إلى الله تعالى، فلا بأس عليك حتى تتخلص من هذه الأقساط.
ثانيًا: مع سداد أقساط دينك التي للبنك، حاول جهدك عدم الدخول في ديون أخرى مع الناس، ولا تفتح هذا الباب، فالدين همٌ بالليل وذل بالنهار، فلا تجلب لنفسك شقاءً بسبب تكالب الديون، وحاول أن تعمل بالأسباب التي تخرجك من هذا الوضع في تراكم الديون، وأقترح عليك الآتي:
1- أعظمها اللجوء إلى الله الغني المتعال، سبحانه وتعالى، فهو وحده بيده خزائن السماوات والأرض، قال تعالى: (فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون).
2- عليك بالتزام بعض الأدعية المأثورة، والتي سألت عنها في رسالتك، وأهمها:
أ- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض، ورب العرش الكريم) متفق عليه.
ب- دعوة ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
ت- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أصاب أحد هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضائك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجًا، فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها) أخرجه أحمد.
فحافظ على هذه الأدعية، واعمل بالأسباب الشرعية والمادية، أسال الله تعالى أن يفرج همك، وأن يقضي دينك عاجلاً غير آجل، وأن يوسع عليك في الرزق، اللهم آمين.