التاريخ العائلي يؤكد وراثة الزهايمر، فكيف أحمي نفسي وعيالي منه؟
2025-08-19 00:06:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جدي لأبي (والد أبي) وعمّه (عم والد أبي) عانيا من الزهايمر في أواخر حياتهما، ثم توفيا. كذلك، أم جدتي لأمي (جدة أمي) وأخت جدتي لأمي (خالة أمي) عانتا من الزهايمر في أواخر حياتهما، ثم توفيتا.
أمَّا جدي لأمي (والد أمي) فهو يعاني كذلك من نسيان بسيط، وهو على قيد الحياة الآن. أمَّا جدتي لأمي (والدة أمي) فهي على قيد الحياة، لكنها لا تعاني من الزهايمر، وعمرها الآن أكبر من أختها التي أصابها الزهايمر عند وفاتها، بل وأكبر أيضًا من عمر والدتها تقريبًا عند وفاتها.
عائلة أبي وأمي مختلفتان، ولكن من نفس السلالة الوراثية، أي يلتقيان تقريبًا عند الجد الخامس أو السادس. وأقصد بالزهايمر الذي أصاب جدي لأبي أنه نسيان جزئي، بينما عمّه تقريبًا كان يعاني من نسيان كلي (زهايمر كامل).
وأم جدتي لأمي كانت مصابة بالنسيان الكلي، وأخت جدتي لأمي تقريبًا يمكن تسميته نسيان شبه كلي أو شديد جدًا، أما جدي لأمي، الذي على قيد الحياة الآن، فيعاني من نسيان جزئي بسيط فقط.
ولاحظت أن أعمار المتوفين نسبيًا لم تكن طويلة:
• جدي لأبي توفي تقريبًا قبل منتصف السبعينات من العمر.
• عم جدي لأبي، لا أعلم عمره بالضبط، لكن يبدو أنه لم يكن كبيرًا جدًا.
• أم جدتي لأمي توفيت تقريبًا في منتصف السبعينات.
• أخت جدتي لأمي توفيت تقريبًا في الستينات.
أمَّا جدي لأمي فهو الآن فيبلغ من العمر 94 عامًا، ولا يعاني إلَّا من النسيان الجزئي البسيط، وجدتي لأبي توفيت منذ زمن، ولم تكن مصابة بهذا المرض.
سؤالي هو: كيف يمكنني حماية نفسي وأطفالي – إذا أنجبت فيما بعد إن شاء الله بعد الزواج – من أن نصاب بالزهايمر وراثيًا من هذه العائلة؟ وبماذا تنصحون؟
آمل أن يكون شرحي واضحًا، وشكرًا جزيلًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد لله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرًا على التوضيح التفصيلي فيما يخص تاريخ الزهايمر في الأسرة، وأريدك ألّا تنزعج لهذا الأمر، نعم نحن لا ننكر أنه ربما يكون هنالك شيء من التأثير الوراثي في بعض حالات الزهايمر، لكن بالنسبة لأسرتك الكريمة حتى الذين أصابهم هذا المرض أصابهم في أعمار متأخرة نسبيًّـا، والشيء المطلوب هو أن تحاول بقدر المستطاع ألّا تزعج نفسك بهذا الأمر، هذه قضية مهمة جدًّا.
وبالنسبة للوقاية من الزهايمر، طبعًـا علميًّـا نستطيع أن نقول إنه لا توجد وقاية حقيقية، لكن أشير إلى أن ممارسة الرياضة، والنوم الليلي الممتاز، والقراءة، والإكثار من القراءة، واكتساب المعارف يساعد في تأخير متلازمة الزهايمر.
هذه هي الأشياء التي ننصح بها، ومن الأشياء التي ننصح بها أيضًا ما يشير إلى أن قراءة القرآن الكريم، بل الحرص على حفظه أو حفظ أجزاء منه، يساعد الإنسان في حفظ ذاكرته.
الشيء الآخر وهو ضروري جدًّا، أنه قد ظهرت الآن الأدوية المضادة لما يُعرف بـ (الأمايلويد – Amyloid)، نعم هذه الأدوية يُقال إنها مفيدة جدًّا في إيقاف الزهايمر في بداياته، فإذًا هنالك الآن -الحمد لله- فرصة لأن يكون هنالك شيء من العلاج المبكر المفيد لمن يُصابون بالزهايمر.
وأيها الفاضل الكريم، ليس النسيان البسيط نعتبره زهايمر، بل هناك نسيان بسيط يحصل مع العمر، وهذا قد يُعتبر طبيعيًّـا لدرجة كبيرة.
وهناك من يتحدث مثلًا عن أن بعض الأدوية مثل الأدوية التي تُستعمل لعلاج الروماتيزم، كعقار (إيبوبروفين – Ibuprofen) مثلًا، قد تساعد في منع حدوث الزهايمر في سنٍّ مبكرة، لكن ليست هنالك ثوابت علمية قوية في هذا المجال.
نسأل الله تعالى أن يحفظك ويحفظ أسرتك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.