كيف يتقي المسلم شر الجن بحيث لا ينقلون أخباره؟

2025-08-26 23:41:47 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

هناك أشخاص يعرفون أخباري عن طريق الجن، فكيف أمنعهم من نقل أخباري؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخي الكريم- في إسلام ويب، وردًا على استشارتك أقول مستعينًا بالله تعالى:

عالم الجن عالم حقيقي، وهو من عالَم الغيب، فقد ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم، والتعامل معهم فيه خطر عظيم؛ لأنهم لا يقدّمون خدمتهم بلا مقابل، بل يطلبون أمورًا شركيّةً ممن يريد منهم الخدمة: كالذبح، والسجود، والنذر لهم، أو رمي المصحف الشريف في الأماكن القذرة -عياذًا بالله-، أو غير ذلك.

وكل إنسان معه قرين من الجن، يوسوس له، ولا يأمره إلا بالشر، إلا رسولنا -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن قرينه قد أسلم، ولا يأمره إلا بالخير، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: «ما مِنكُم مِن أحَدٍ إلَّا وقدْ وُكِّلَ به قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ»، قالوا: وإيَّاكَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: «وإيَّايَ، إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَنِي عليه فأسْلَمَ، فلا يَأْمُرُنِي إلَّا بخَيْرٍ».

ومن جملة ما يقدّمه الجن من الخدمات لأسيادهم: نقل الأخبار عن الناس؛ وذلك عن طريق قرين الإنسان، فهؤلاء الجن يأتون إلى القرين فيسألونه عن أخبار الشخص: ما تكلّم به، أو عمله، أو ما عزم على فعله، وهذا أمر تخادمي بينهم، ولا غرابة في ذلك، فقد ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في بعض كتبه.

ينبغي عليك ألا تخاف إطلاقًا، وأن تكون متوكّلًا على الله تعالى، فقد قال سبحانه: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 3]، وكل ذي نعمة محسود، فلا تُظهر ما عندك، واستعن على قضاء حوائجك بالكتمان كما أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال:«استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود».

ولن تستطيع كتمان كل ما تعزم على فعله، ولكن قلّل من التحدّث بما ستفعله، فإنك إن سكت فلن يستطيع الجن التعرف على ذلك، وبالتالي فلن يعرف أولئك الناس ما أنت عازم على فعله.

وأكثِر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأشغل لسانك بذكر الله تعالى، فإن فعلت ذلك عند بداية أي عمل، فإن الشيطان يخنس ويتأخر عنك، ويقيك الله شره وشر وسوسته في ذلك الوقت، وقد أمر الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة فقال: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ﴾ [المؤمنون: 97-98].

وفي الحديث: أن الله أمر نبيه يحيى -عليه السلام- أن يأمر بني إسرائيل بخمس خصال، ومنها قوله: «وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك مثل رجل خرج العدو في أثره سراعًا، حتى إذا أتى إلى حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله».

وهؤلاء الجن إما أن يكونوا كفارًا، أو مسلمين فسَقةً، وبالتالي فقد يكذبون في بعض الأمور التي يوصلونها لأسيادهم، والواجب عليك ألا تبالي بما يعرفونه، ولا تتضجر؛ فإن الناس قد يعرفون ما فعلتَه، أو ما ستفعله من خلال تناقل الأخبار بينهم، فكما أنك لا تتأذّى من ذلك، فلا تُبالِ بهؤلاء، وعليك أن تتكتّم في أمورك حتى تضيق عليهم سُبل نقل أخبارك.

وحافظ على أذكار اليوم والليلة، وداوم عليها؛ ففي ذلك وقاية لك من الشرور -بإذن الله تعالى-.

وتضرّع بالدعاء بين يدي الله تعالى، وتحين أوقات الإجابة، وخاصةً وأنت ساجد، وفي الثلث الأخير من الليل، واسأل ربك أن يصرف عنك شر الأشرار، وكيد الفجّار، وكن على يقين بأن الله سيستجيب دعاءك، فقد قال سبحانه في الحديث القدسي: «أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء، إن ظنّ خيرًا فله، وإن ظنّ شرًّا فله».

نسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يعطيك من الخير ما تتمنى، وأن يصرف عنك كل ما تكره، إنه سميع مجيب.

www.islamweb.net