يغلبني النوم وتفوتني صلاة الفجر، فكيف أواظب عليها؟
2025-08-25 04:18:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاكم الله خيرًا على هذا العمل الطيب.
أردت أن أسأل عن موضوع صلاة الفجر، فكما تعلمون، فإن لصلاة الفجر فضلًا عظيمًا، والحمد لله أنا أحرص على أدائها، لكن أحيانًا يغلبني النوم، وقد قرأت أن من غلبه النوم فلا حرج عليه، ويكفيه أن يستغفر الله.
المشكلة أن استيقاظي لأداء الصلاة في وقتها لا يمنحني القسط الكافي من النوم، خاصة كمراهقة، والسبب الرئيسي هو السهر، ففي بيتنا لا ننام مبكرًا.
حاولت أن ألتزم بالنوم المبكر، لكنني لا أستمر أكثر من ثلاثة إلى خمسة أيام، كما أنني أعاني من مشكلة النسيان، وعندما بحثت وجدت أن من أسبابه قلة النوم.
أود أن أوضح مجددًا أنني لا أريد ترك صلاة الفجر، وقد قصدت موقعكم طالبة نصائح وإرشادات تساعدني على النوم الصحي، وأنا ممتنة جدًا لكم على إفادتكم للناس وإجابتكم على أسئلتهم.
أسأل الله أن يحسن أحوالكم ويرزقكم من خيراته، وأن يرزقكم من فضله الطيب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك الله فيك على حرصك على صلاة الفجر؛ وهذا دليل على صدق الإيمان وحب الله، نسأل الله أن يثبتك ويرزقك لذة الطاعة.
ودعينا نقسم لك الجواب إلى ثلاثة محاور حتى يكون عمليًا وواضحًا:
1. فضل صلاة الفجر؛ لتزداد قوة دافعك:
• قال ﷺ: «من صلى البردين دخل الجنة» (أي الفجر والعصر).
• وقال ﷺ: «بشِّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة».
• وقال عليه الصلاة والسلام: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما عليها).
إذن استيقاظك للفجر -وإن كان على حساب شيء من الراحة- هو استثمار عظيم في الآخرة، والله يعوضك في الدنيا بالبركة والطمأنينة.
2. فهم التوازن بين النوم والعبادة.
النوم الكافي مهم لصحتك العقلية والجسدية -خاصة في سن المراهقة، يحتاج الجسم 8–9 ساعات غالبًا-، وإذا غلبك النوم عن الفجر مرة بعد أخذ كل الأسباب، فهذا عذر، لكن لا تجعليه عادة، والأفضل أن تبذلي جهدك ثم تستغفري الله إذا حصل تقصير.
3. نصائح عملية للنوم الصحي والاستيقاظ للفجر.
أ. قبل النوم:
• حاولي النوم مبكرًا قدر المستطاع، ولو تدريجيًا، بتقديم النوم نصف ساعة كل عدة أيام.
• قللي من استخدام الهاتف، أو الأجهزة قبل النوم بساعة؛ فهي تسبب الأرق والنسيان.
• اقرئي الأذكار: آية الكرسي، خواتيم البقرة، المعوذات، فهي تحفظك وتعينك.
ب. أثناء الليل:
• اطلبي من أهلك أو أختك أن يساعدوك في التذكير بالنوم المبكر، ولو أن يطفئوا الأضواء، أو يخففوا الضوضاء.
• يمكنك ضبط منبّه أو تطبيق “أذان الفجر” ليساعدك.
ج. عند الاستيقاظ:
• لا تستسلمي للوسادة، انهضي مباشرة، اغسلي وجهك، أو توضئي لتنشطي.
• بعد الصلاة، إن شعرتِ بالتعب الشديد، يمكنك العودة للنوم ساعة أو ساعتين لتعويض جسدك، النبي ﷺ كان ينام بعد العشاء، ويقوم للفجر، وأحيانًا ينام قيلولة.
4. نصائح لمشكلة النسيان:
• نعم، قلة النوم تؤثر على الذاكرة والتركيز، لكن أيضًا كثرة السهر والهاتف سبب رئيسي.
• احرصي على الحصول على نوم كافٍ ومنتظم.
• تلاوة القرآن (قال ابن القيم: “القرآن يحفظ العقل والقلب”).
• الإكثار من الدعاء: «اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي».
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.