أعيش في تعاسة مع زوج خائن عنيد بذيء..فهل من حل معه؟!

2025-11-25 00:47:09 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مشكلتي وأتمنى منكم الرد.

زوجي خانني بمراسلة بنات من الجامعة، ومن خارجها، وأصبح أكثر عنادًا، ولا يتفهم ولا يريد أن يسمعني، صارت مشاكلنا معروفة في الحارة بسببه، فبعد أن كنا أسرة متفاهمة والناس يمدحوننا، أصبحت سمعتنا سيئة بسبب المشاكل والصياح.

عشنا مع هذه المشاكل في حدود عشر سنوات، والآن في هذه الأيام دائمًا يسبني ويشتمني، ولا يعود إليّ إلا وقت مصلحته من أجل النوم في الفراش، لكن إلى متى سأبقى على هذا الحال؟ أنا أشعر أنني مُهانة ولا أملك كرامة، الحياة ليست مجرد علاقة جنسية، بل هي حب وتفاهم بين الزوجين.

زوجي لا يبوح لي بأسراره، بل يشاركها مع صاحبه، رغم أنني أشاركه كل ما يحدث معي، وهو يستمع لكلام صاحبه ضدي، فتزداد مشاكلنا أكثر، وحتى كلمة "أحبك" لا يقولها، هذا الرجل عذبني كثيرًا حتى اقتنعت أنني أبقى معه فقط من أجل أولادي.

أنا وابنتي عملنا في الخياطة، وجمعنا مالًا، لكنه أصر أن يبقى المال معه لحين احتياجنا، وإلا سيمنعنا من العمل، أعطيته المال، واكتشفت الآن أنه يصرف منه دون علمنا، ولما واجهته قال: "مالك دخل، هذه فلوس ابنتي وأنا حر."

لقد تعبت من هذه التصرفات: عناد، سب، وكل شيء، قلت له إنني سأذهب إلى بيت أهلي، فحلف عليّ يمين الطلاق ألا أخرج، فقررت أن أعاقبه في الفراش حتى يتأدب، وأنا الآن أرفضه كل يوم، فيعود ويدعو عليّ، هل أبقى معه ذليلة يذلني مثل الحيوان؟

أنا إنسانة، ومن حقي أن أعيش حياتي وأن تكون لي حقوق عنده، لكنه مقصر معي، لا يعطيني شيئًا، وحتى لو طلبت منه يقول: "اصرفي من فلوس ابنتك".

أنا لم أستمتع بحياتي؛ منذ كان عمري 29 سنة ونحن في مشاكل إلى الآن، حسبي الله ونعم الوكيل، هل هذه حياة؟ أريد منكم جوابًا شاملًا، إذا سمحتم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بكِ -أختنا- في الموقع، ونشكر لكِ الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لكِ الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يهدي هذا الزوج لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يصرف عنه سيئ الأخلاق والأعمال، لا يصرف سيئها إلَّا هو.

ونحن سعداء بهذا التواصل الذي يدل على حرصكِ على الخير، وحرصكِ على البقاء مع أولادكِ، ونتمنى أيضًا أن ينصلح الحال بينكِ وبين هذا الزوج، والذي نوصيكِ به هو: أن تزدادي طاعةً لله -تبارك وتعالى- وازديادًا في فعل الخيرات، وتوجهًا لرب الأرض والسماوات، فإن العظيم قال في كتابه: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ}، ما هي المؤهلات؟ ما هي المواصفات؟ {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}.

فليس هناك طريق أقصر من طريق الطاعة لله، واللجوء إلى الله، والاستعانة بالله، والتوكل على الله تبارك وتعالى، والإنسان يتخذ الأسباب، ثم يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.

وسعدنا بأن الحياة بدأت بطريقة جميلة، وكنتِ مضرب المثل، ثم تغيَّر الحال، هذه الأحوال من المهم فيها أن نقف أمام الأشياء التي تغيرت: هل لدخول صديق؟ هل لظروف مالية؟ ما الذي حدث؟ هذا من النقاط المهمة.

الأمر الثاني هو: الحرص على أداء ما عليكِ من الحقوق، نحن لا نريد أن تقابلي إساءة الزوج بإساءة، أو تقصيره بالتقصير، فلا تحرمي نفسكِ وتحرميه من العلاقة الخاصة؛ لأنك بذلك تعاقبين نفسكِ قبل أن تعاقبيه، وهذا لا أعتقد أنه يزيد الأمور إلَّا سوءًا.

ولذلك من المهم جدًّا أن تدركي أن العلاقة الزوجية عبادة لرب البرية، وأن الذي يُحسن من الزوجين يجازيه الله، والذي يُسيء أو يُقصّر يعاقبه الله تبارك وتعالى، والزوج المقصر في حق زوجته على خطر عظيم؛ لأنه عاصٍ لله، وكذلك الزوجة لو قصرت في حق زوجها.

ولذلك أتمنى أن تتجنبي مقابلة عناده بالعناد، وحاولي أيضًا أن تُؤمّنيه، تأْمني أسراره، حتى يستطيع أن يبوح لكِ بالأسرار، فالزوج يهرب بأسراره خارج البيت إذا كثرت المشاكل، وإذا كانت الزوجة تتكلم بالأمور التي يخبرها بها، وبالتالي هو يحتاج إلى أن يأمن أن أسراره محفوظة، بل يريد أن يأمن أن الرد على كلامه لن يكون سلبيًا؛ لأن الزوج أحيانًا يأتي لزوجته فيعترف بالخطأ، فتُذِلٌُّه وتهينه وتقول: "أنت يُلْعب عليك، أنت فيك كذا"، مثل هذا الزوج يهرب بأسراره، ونحن لا نؤيد هذا، لكن نريد أن نبحث عن أسباب التغير هذا.

أمَّا بالنسبة لما يحصل منه من خيانات وتجاوزات؛ فهو عاصٍ فيه لله -تبارك وتعالى- ونتمنى أن تجتهدي في أن تتزيني له، أن تكوني إلى جواره، أن تفهمي احتياجه، وقبل ذلك أن تخوّفيه وتذكّريه بالله -تبارك وتعالى- واعلمي أن هذا الزوج له حق عليكِ، ومن ذلك حق النصح ودعوته إلى الله -تبارك وتعالى- واستبشري بقول النبي ﷺ: «لَأَنْ يَهْدِي اللهُ بِكَ رَجُلاً خيرٌ لكِ من حُمر النَّعم»، فكيف إذا كان هذا الرجل هو الزوج، هو أبو العيال؟!

أمَّا بالنسبة لما حصل من أخذه من أموال ابنته؛ فأرجو أن تتكلم البنت بنفسها، نحن طبعًا لا نؤيد هذا، لكن دائمًا لما تتكلم البنت وتطلب من والدها أموالها، وتطلب أشياء تهمها، تقول لوالدها: "اشتر لي منها كذا وكذا"، يعني بهذه الطريقة الطريفة؛ لأن ممَّا يزيد المشاكل الدخول بينه وبين أبنائه وبناته، خاصةً إذا كانوا كبارًا، فهم يستطيعون أن يتحدثوا بأنفسهم، الذي يجعله يُعاند هو أنه يشعر أنكِ تُملين على البنت، أو أنكِ تريدين أن تفرضي شيئًا معينًا، وقطعًا هذا أمر لا بد أن تتكلم فيه البنت مع والدها.

وليس هناك ذِلَّة لمرأةٍ تطيع ربها وتؤدي حق زوجها، فنحن عزنا في طاعتنا لله تبارك وتعالى، ولن تكوني مثل الحيوانة، بل هو الذي على خطر عظيم إذا عصى الله وقصَّر في القيام بما عليه.

أرجو أن تغيري هذه النظرة، فإن كرامتنا في طاعتنا لربنا، كرامتنا في فعل ما أوجبه الله -تبارك وتعالى- علينا، وكرامتنا في السير على توجيهات هذا الشرع الذي شرفنا الله -تبارك وتعالى- به.

ولذلك لا تقابلي أخطاءه بالخطأ، ولا تستعجلي في الذهاب إلى بيت أهلكِ، خاصةً بعد أن حلف يمين الطلاق، ولكن حاولي أن تقومي بما عليكِ حتى يشعر بتغيُّر، أدّي ما عليكِ كاملًا، استعيني بالله -تبارك وتعالى- اختاري الأوقات المناسبة لمناقشته، تواصلي مع موقعكِ، وأكثري من اللجوء إلى الله -تبارك وتعالى- انتبهي لأسرتكِ وبيتكِ، لا تهتمي بكلام الناس، واجعلوا همكم إرضاء رب الناس.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net