أصبحت أركز في نعم الناس وأخاف أن أحسد أحداً!

2025-12-10 00:17:23 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أخاف أن أحسد أحداً، مع أني لست شخصا حسوداً، لكن مؤخراً أصبحت أركز في نعم الناس قليلاً، مع أني في السابق لم أكن أهتم مطلقاً، ولا أعلم هل أنا أحسد هكذا أم لا، ولا أعلم ما العمل؟!

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك.

خوفك من الحسد دليل على خير في قلبك، لا على أنك حسودة، فالحاسد الحقيقي لا يخاف أن يؤذي أحدًا، ولا يراجع نفسه، ولا يشعر بالقلق الذي تشعرين به، لذا دعينا نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: مجرد ملاحظتك لنعم الناس، لا يعني أنك تحسدين، فالتفات القلب أحياناً إلى ما عند غيرك -وإن كان غير شرعي- ليس حسداً، إلا إذا تمنى الإنسان زوال النعمة، أو ضاق صدره لوجودها عند غيره.

فما دام قلبك لا يريد شراً لأحد، ولا تتمنين أن تزول نعمة عن أحد، فليس هذا حسداً، بل خواطر عابرة يبتلي الله بها عباده ليمتحن صدقهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّم)، فالخواطر وحدها لا تُؤاخذين عليها.

ثانياً: ما العمل مع الشعور الجديد؟ إليك خطوات عملية تطمئن قلبك:
1. استعيني بالدعاء لهؤلاء بالبركة: إذا رأيت نعمة عند أحد، فقولي في قلبك: (اللهم بارك لهم، وزدهم من فضلك)؛ فهذا يطفئ أي بوادر حسد، ويشرح صدرك.

2- الالتفات لنعم الآخرين غالباً يأتي من الفراغ الداخلي، أو التعب النفسي، فإذا انشغلت بنعمك التي وهبك الله إياها ذهب هذا الشعور.

3. الإكثار من الأذكار: من أفضل ما يطمئن القلب بعد تذكر نعم الله كثرة ذكر الله وخاصة: أذكار الصباح والمساء والمعوّذتين، خاصة سورة الفلق، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوّذ بهما صباحًا ومساءً.

4. لا تعطي الوساوس أكبر من حجمها: كثير ممن يخافون من الحسد هم في الحقيقة يحسنون الظن بالناس، ولا يريدون إيذاء أحد، لكنهم يظنون أن مجرد التفات القلب خطيئة، والحقيقة أنه مجرد خاطر لا قيمة له ما دام لا يُتبع بعمل، أو نية سيئة.

5- عند رؤية النعم يستحب للإنسان أن يعظم المنعم، فيجمع بين ذكر الله تعالى، والدعاء بالبركة لصاحب النعمة، وهذا من أدب القلب وسلامة الصدر، وقد دلّت النصوص على هذا الأدب: قال تعالى في قصة صاحب الجنتين: ﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾، وهذا ذكر يقال عند رؤية النعمة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ، أَوْ مِنْ نَفْسِهِ، أَوْ مِنْ مَالِهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيُبَرِّكْهُ، فَإِنَّ العَيْنَ حَقٌّ)، ولهذا فقولك: «اللهم بارك» هو من السنّة؛ لأنه دعاء بالبركة لصاحب النعمة، وفيه دفع للعين والحسد، كما أنّه علامة خير في القلب.

ويمكنك أن تجمعي بين الأذكار على هذا النحو عند رؤية النعمة:
• ما شاء الله، لا قوة إلا بالله.
• اللهم بارك لهم وزدهم من فضلك.
• اللهم اجعلها نعمة دائمة، واصرف عنها كل سوء.

فإذا التزمت بهذا الذكر كلما رأيت نعمة؛ طهرت نفسك من الوساوس رويدًا رويدًا، نسأل الله أن يحفظك، والله الموفق.

www.islamweb.net