علاج الاكتئاب والقلق وضبط المزاج

2006-08-25 07:13:14 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة / الدكتور محمد عبد العليم سلمه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير الجزاء - يا دكتور - على ما تبذله في خدمة إخوانك المسلمين، وأسأل الله العلي القدير أن يسعدك في الدنيا والآخرة، وأن يعينك على ما سخرت نفسك وعلمك له.

أنا من المصابين بالاكتئاب والرهاب الاجتماعي، وأستخدم الزيروكسات من ست سنوات، وقد قطعته قبل سنتين تقريباً فعاد لي الاكتئاب والرهاب، ولا يخفى عليكم مدى ألم الاكتئاب فعاودت العلاج من جديد وجرعتي 40 ملج.

أسئلتي يا دكتور:
1-هل هناك ما يمنع استخدام الزيروكسات مدى الحياة أو لفترات طويلة جداً؟

2-الاكتئاب الشديد لدي ينقطع بمجرد المواصلة على العلاج، وكذلك تذهب نسبة كبيرة من الرهاب ولكني لا أعيش استقراراً نفسياً، أعيش أحياناً قلقاً وأحياناً غضباً، وأحياناً تشتتاً، وأحياناً خوفاً، وأحياناً اكتئاباً بسيطاً فبم تنصحونني في ذلك؟

3- ما هي أقصى مدة مسموح بها لاستخدام الفلونكسول، وما هي الجرعة المثالية لمثلي؟

4-هل تنصحونني للتحويل لزيروكسات سي ار لمفعوله الطويل؟ وما هي الآلية لذلك؟

5- ما هي المدة القصوى التي يجب الانقطاع بعدها عن الزناكس لكي لا تتحول إلى جرعة إدمانية؟ وما هي المدة الفاصلة من إنهاء العلاج وإلى بدايته مرة أخرى؟

6- هل هناك علاج يساعد على ضبط المزاج ويناسب حالتي؟

وعذراً - يا دكتور - على الإطالة.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أخي الفاضل! جزاك الله ألف خير على ثقتك في شخصي الضعيف وفي استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لنا ولك المغفرة والعمل الصالح، والحياة السعيدة في الدنيا والآخرة بإذنه تعالى.

أسأل الله لك يا أخي الشفاء من الاكتئاب ومن الرهاب ومن كل مكروه، وأنا أعرف الألم الذي يسببه الاكتئاب النفسي، وفي ذات الوقت أيضاً أعرف أنه والحمد لله أصبحت الآن توجد الكثير من الوسائل التي من خلالها يستطيع الإنسان أن يتخلص من هذا المرض ويعيش حياة سعيدة بإذن الله تعالى.

لكي أجيب على أسئلتك:
بالنسبة السؤال الأول: ليس هنالك أي مانع من أن يستخدم الإنسان الزيروكسات مدى الحياة أو لفترة طويلة؛ حيث أن الزيروكسات من الأدوية السليمة ومن الأدوية التي لا تسبب أي نوع من الإدمان أو التعود، ربما تحدث هنالك زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس وهذه بالطبع يمكن التحكم فيها، كما أنه ربما يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف لدى الرجال، وهذا بالتأكيد لا يسبب مضايقة حقيقة للكثير من الناس، وهو لا يحدث في جميع الحالات.

أما بالنسبة للسؤال الثاني: لا شك أن انقطاع الاكتئاب لمجرد مواصلة العلاج يدل على أن الاكتئاب الذي تُعاني منه هو من النوع البيولوجي، أي أنه يعتمد بدرجة كبيرة على الموصلات العصبية، فالتصحيح البيولوجي الذي يحدث نتيجةً لتناول العلاج يضع الموصلات والناقلات والمسارات العصبية في وضعها الصحيح، وهذا بالتأكيد يؤدي إلى النفع العلاجي.

كما ذكرت يا أخي: مهما تحسن الإنسان ربما تبقى هنالك بعض الآثار البسيطة التي يعاني منها الإنسان من خوف وقلق وتوتر وتشتت، وهذه إن شاء الله بسيطة، ويمكن للإنسان أيضاً أن يحاصرها ويتغلب عليها، وذلك بالاستفادة من المعينات العلاجية الأخرى، ويعتبر التفكير الإيجابي أهم وسيلة للتخلص منها، وكذلك مقاومتها، وأن ينظم الإنسان وقته، وأن يكون فعّالاً في حياته، أي لا يدع مجالاً للاكتئاب أن يسيطر ويعطله في حياته اليومية والعملية والاجتماعية، كما أن ممارسة الرياضة تعتبر مفيدة.

إذن يا أخي عليك بالتفكير الإيجابي، وعليك بالفعالية، وعليك بممارسة الرياضة، وعليك دائماً أن ترى في نفسك شخصاً صحياً، أي أنك تعيش صحة نفسية ممتازة، ولا تنظر لنفسك مجرد أنك معاق أو تعاني من علة أساسية... هذا أمر ضروري جدّاً.

وبالنسبة للسؤال الثالث: فالفلونكسول يعتبر من الأدوية المساعدة، وفي جرعة صغيرة يعتبر من الأدوية الطيبة لعلاج القلق ولعلاج التوترات، أما في جرعة كبيرة 2 مليجرام أو أكثر في اليوم فيُستعمل لعلاج بعض الاضطرابات الذهانية، وأقول لك: إن الفلونكسول يمكن أن يستعمل لأطول مدة ممكنة، وهنالك من يتناوله لسنوات، ولكن الإنسان يمكن أن يتدرج في الجرعة، بمعنى أنه حين يتحسن يمكن أن يخفف الجرعة، وفي حالات القلق الجرعة المثالية هي من حبة واحدة إلى ثلاث حبات في اليوم؛ حيث أن لكل إنسان ظروفه، ولكل إنسان الجرعة التي تناسبه.
إذن هي من حبة واحدة إلى ثلاث حبات في اليوم.

السؤال الرابع: ليس هنالك ضرورة بأن تحول إلى الزيروكسات CR، والزيروكسات CR ربما يتميز بميزة واحدة؛ حيث أن الإنسان إذا أراد أن يتوقف عن الزيروكسات ربما يكون الـ CR أفضل؛ حيث أنه لا يؤدي إلى آثار انسحابية مثل التي تحدث مع الزيروكسات العادي، وعلى العموم يفضل التدرج حين يريد الإنسان أن يخفف الجرعة أو يتوقف عنها.
لا أرى حقيقة ميزة حقيقية تجعلك تتحول من الزيروكسات العادي إلى الزيروكسات CR.

أما بالنسبة الخامس: فكل الكتب التي تهتم بالعقاقير تقول: إن الإنسان يجب ألا يداوم على الزاناكس بصورةٍ مستمرة أكثر من ستة أسابيع، خاصةً إذا كانت الجرعة 1 مليجرام أو أكثر من ذلك، والذي أود أن أقوله أن لكل إنسان ظروفه، ولكل إنسان الجرعة التي تناسبه، والقابلية للتعود لا تعتمد فقط على الجرعة ولكنها تعتمد أيضاً على الشخصية وقوتها والدفاعات النفسية التي يتميز بها الإنسان.

إذن: ستة أسابيع تُعتبر هي المدة الوسطية المعقولة التي يجب أن لا يتعداها الإنسان، وأقول ذلك وإن كنت أعرف أن هنالك الكثير من الإخوة يتناولون الآن الزاناكس لسنين دون أي مشكلة، ولكن الجرعة التي يتناولونها هي في حدود ربع إلى واحد مليجرام في اليوم.

بالنسبة للمدة الفاصلة ما بين انتهاء العلاج وبدايته مرةً أخرى، فإني أرى أن أسبوعين إلى ثلاثة قد تكون مدة معقولة لتكون هي ما يُعرف بالإجازة العلاجية، أي يكون الإنسان فيها قد أبتعد وانقطع عن الدواء.

السؤال السادس: هنالك أدوية كثيرة تُساعد على ضبط المزاج، والأشخاص الذين يعانون من اكتئاب متواصل أو اكتئاب متقطع ولم يستجيبوا بصفةٍ كاملة إلى الأدوية المضادة للاكتئاب فقط، يمكنهم إضافة عقار يعرف باسم لامكتال، وهو علاج أصلاً مضاد للصرع ولكن يستعمل أيضاً لضبط المزاج خاصةً إذا كانت نوبات الاكتئاب أكثر.

والدواء الثاني هو الليثيم، والليثيم دواء قديم وعريق وهو يُستعمل لضبط المزاج، كما أنه يُقال أن لديه فعالية مضادة للاكتئاب، ولكن الليثيم يتطلب ضوابط معينة؛ حيث أنه لابد من أن يتأكد الإنسان أن وظائف الكلى لديه جيدة، وكذلك الغدة الدرقية، كما أن الليثيم لابد أن يتم قياسه في الدم من فترة لأخرى، ولا أنصح به كثيراً في حالتك، وربما تكون جرعة صغيرة من اللامكتال، ربما تكون جيدة في حالتك، والبداية هي 25 مليجرام يومياً لمدة أسبوع، ثم 25 مليجرام صباح ومساء لمدة أسبوعين، ثم 50 مليجرام صباح ومساء، يمكن أن تستمر عليها لمدة، وحقيقة أقول ذلك وإن كنت أرى أنك ربما لا تكون في الأصل في حاجة لهذه الأدوية، فأنت وضعك معقول جدّاً على الزيروكسات.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأشكرك مرة أخرى يا أخي على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وثقتك في شخصي الضعيف.

وبالله التوفيق.



www.islamweb.net