الزيادة المفرطة في تعرق اليدين والرجلين، وهل بينها وبين النحافة علاقة؟

2006-09-03 06:55:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المشكلة الأولى: أعاني منذ الصغر من زيادة مفرطة وبشكل غير طبيعي في تعرق اليدين والرجلين، وقد زرت عدداً كبيراً من أطباء الجلد، وجربت عدداً هائلاً من الأدوية من مراهم وسوائل وبودرة وغيرها لكن دون أي فائدة ملموسة.

والتعرق الذي يحدث معي يحدث باستمرار ولمدة 24 ساعة بدون أي مبالغة، مما أثر على نفسيتي في الحياة الاجتماعية؛ وذلك بسبب الخجل عند المصافحة مع الآخرين.

وقد قرأت عن هذا الموضوع كثيراً، وعلمت بأن إفرازات الغدة الدرقية هي المسئولة بشكل أساسي عن إفرازات الغدد العرقية.

وسؤالي هو: هل سأجد الحل الأمثل عند زيارتي لطبيب الغدد؟ خصوصاً (وبصراحة) بعد فقد ثقتي بأطباء الجلد، وإذا كان الجواب لا، فهل من المعقول أن الطب الحديث لم يصل لعلاج يحد من زيادة إفرازات الغدة الدرقية؟

المشكلة الثانية: مشكلة النحافة، فأنا نحيف جداً وبشكل ملحوظ، وسؤالي: هل هناك علاقة بين إفرازات الغدة الدرقية والإفرازات العرقية وبين نحافتي؟

آسف على الإطالة وشكراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ الضراغمة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: مشكلة التعرق باختصار:

فليست كل مشكلة التعرق متعلقة بالغدة الدرقية، فأمراض الغدة الدرقية قد تكون سبباً من أسباب التعرق المفرط الذي له أسباب عديدة أخرى غير الدرقية.

والمهم في علاج التعرق هو علاج السبب كالغدة الدرقية مثلاً، وهناك علاج جيد وفعال ولكنه مكلف وهو البوتكس ولكنه مؤقت.

وبالتفصيل:

إن فرط التعرق من اليدين مشكلة طبية شخصية اجتماعية، فهي تحتاج التدخل الطبي لإنقاذ المريض من المعاناة والخجل الاجتماعي والإحراجات، ولانتزاع المريض من تخريب الأشياء الحساسة التي يمسك بها من أوراق وغيره.

إن فرط التعرق هو قدر مقدر من العرق لكل مخلوق، فمنا من يعاني الكثرة، ومنا من يعاني القلة، وكلا الأمرين فيه حكمة، فلولا الجوع لما شعرنا بنعمة الشبع، ولولا العطش لما شعرنا بنعمة الارتواء، وهكذا.

يوصلنا ما سبق إلى أن أغلب العلاجات المحافظة هي مؤقتة، أي العرق ظاهرة حياتية تدوم مع الحياة.

من العلاجات المتوفرة للتعرق في الراحتين مادة ألمنيوم كلورايد 10% أو بتركيزات أكبر أحياناً، ويتم العلاج بغطس الراحتين لمدة 10 دقائق من مرة إلى مرتين حسب اللزوم، وهذا يعطي تحسناً مؤقتاً، أي يمتد يوماً أو بعض يوم، ولكنه مريح في فترة التجفيف، وكذلك هناك مواد كيمياوية أخرى تطبق بنفس الطريقة.

هناك جهاز كهربائي يعمل بالبطارية اسمه دريونيك (Drionic) غير موجود في السوق المحلية، يعطي جفافاً أكثر من مادة ألمنيوم كلورايد، ولكنه يكلف نصف ساعة يومياً من لمس الراحتين على سطحه، مع مرور تيار كهربائي نزيد حدته يوماً بعد يوم، إلى أن نصل إلى الجفاف المطلوب، ثم نرتاح إلى ما يقرب ستة أسابيع ثم نعيد العلاج لأسابيع وهكذا، ويوجد منه شكل يناسب الإبطين أو القدمين، ويمكن طلبه عن طريق الإنترنت (علماً أنه قد يسبب بعض التأثيرات الجانبية إن لم يستعمل بشكل صحيح).

وقد كان الأطباء يلجئون إلى عملية قطع العصب الذي ينشط عملية التعرق، وهذه العملية لها استطبابات، وتترك للحالات الشديدة والمزعجة، ومع ذلك فهي لا تخلو من المشاكل والمضاعفات.

حديثاً فإن حقن مادة البوتكس بيد خبيرة يعطي راحة لعدة أشهر، ولكنه مكلف، ويعتبر أفضل الموجود وأغلاه، وإن حقن مادة البوتكس كعلاج لتعرق اليدين والقدمين ليس له أضرار جانبية إن أعطيت بيد خبيرة بالجرعة المناسبة، وتؤخذ في الراحتين أو القدمين أو المواضع التي نريد علاج فرط التعرق فيها، ويعطيها طبيب الأمراض الجلدية في العيادة.

ثانياً: مشكلة الغدة الدرقية:

الغدة الدرقية تؤثر على الشهية وعلى سرعة القلب والحركة والنشاط والوزن، كما وتؤثر على كمية التعرق، وعلاجها ضروري حتى ولو لم يكن هناك زيادة تعرق.

ثالثاً: مشكلة النحافة:

ليس هناك علاقة بين التعرق والنحافة، ولكن العلاقة بين زيادة إفراز الغدة الدرقية والنحافة، وإن علاج الغدة غالباً ما يؤدي إلى استقرار الاستقلاب، وعودتك إلى وزنك المفترض، إن لم تكن هناك أسباب أخرى لهذه النحافة.

وراجع استشارة رقم 242959.

ونسأل الله لك الشفاء العاجل، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net