معاملة الأم المقصرة في حق أولادها
2006-08-29 11:43:27 | إسلام ويب
السؤال:
أمي تكرهني وتفضل أخواتي عليّ ودائماً تمدحهم كثيراً أمام الناس مع أن لهم أخطاء كثيرة، وهي تعرف ذلك لكنها تتجاهل تلك الأخطاء وتهينني وتستهزئ بي إذا كلمتها بالموضوع.
عندما أتحدث عن شيء أو أعطي رأيي أمام الناس تنتقدني وتقول عكس ما أقول ولو كان كلامي هو الصحيح، وتشعرني بأنني فاشلة ولن أنجح بشيء، مع أني كنت أنجح في كثير من الأمور وهي تقارنني بغيري ممن يقاربونني سناً، مع أني لا أقوم بشيء خاطئ.
أنا لا أشعر بحنانها، وأحياناً أخاف منها وأشعر بأنها تريد أن تؤذيني، فحين أنظر إلى فتاة تكلم والدتها وتتعامل معها كصديقة أشعر بالألم والحرمان، وأيضاً هي تميز بيني وبين أختي التي تصغرني بسنتين، وهي متزوجة، وأحس دائماً بأن تعاملها مع أختي هذه بالذات بكل محبة ولأولادها، كأنها تريد أن تزيد شعوري بالألم لأني لم أتزوج، وأختي التي تصغرني تزوجت قبلي ودفعني ذلك لأن أكره أختي كثيراً.
أنا الآن أحاول بكل ما أقدر بأن لا أتواجه معها كي لا أجد مزيداً من المشاكل التي تسببها لي، مع أني متدينة ولا أحب عقوق الوالدين، وأحاول بكل ما أستطيع ألا أغضبها ولكن بالنسبة لها لا فائدة من ذلك.
أفيدوني ماذا أفعل أفادكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر لك ذنبك.
أنت مأجورة على صبرك على أذى والدتك، وأرجو أن تزيدي في برك لها، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب ينسى ما يجد من الآلام، ومرحباً بك في موقعك وبين آبائك والإخوان.
أرجو أن تعلمي أن تقصير أمك في حقك وتفضيل الأشقاء والشقيقات عليك، لا يبيح لك التقصير في برها، وأرجو أن تبحثي عن أسباب ذلك، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، فقد تكون تصرفاتك تزعج الوالدة، وربما تكون مواقفك الأولى هي السبب، وربما كان حب الأب أو أحد الأهل لك هو سبب نفور الوالدة، المهم حاولي معرفة سبب ما يحصل لك من الوالدة.
نحن نتمنى أن لا تعاملي والدتك بالندية، ولا تحرجيها أمام الناس، ولا تظهري أنك أفهم وأعلم، حتى لا تقارنك بمن هن في سنك، ومن الضروري أن تعرف الفروق بينك وبين أخواتك، وحاولي الاقتراب من والدتك، وشاوريها واهتمي بكلامها ولا تقاطيعها إذا تكلمت، واطلبي من والدك أن يساعدك على إرضائها، وأن يحسن صورتك في عينها.
في الحقيقة نحن سعداء بحرصك على إرضائها، وتفاديك لمواجهتها، وتأكدي أنها لن تؤذيك، واعلمي أن الواجب عليك أداء ما عليك، ولا يضرك بعد ذلك ما يحصل، فاتقي الله واحرصي على ذكره وشكره، وتوجهي إليه، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ولا تشعري بالألم لزواج أختك، بل افرحي لها، واسألي الله من فضله، وسيأتيك ما قدره لك ربك، وغداً ستخرجين إن شاء الله من المعاناة.
نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح والعمل الصالح، وبالله التوفيق.