دعوة الوالد الظالم المهمل على ولده في ميزان الشرع

2006-09-21 17:11:14 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي سؤال وأرجو الجواب عنه ولكم الأجر والثواب.

نحن أسرة مكونة من 4 بنات و3 صبيان ووالدة أطال الله بعمرها، وأبي تركنا وكنت في ثالث سنة من عمري دون أي مبرر أو أية مشاكل بينه وبين أمي كما حدثتنا عنه، ولم يكن له أي صور كي نتعرف عليه.

كما أنه لم يسأل عنا ولم ينفق علينا فلساً حتى هذه اللحظة، وكان يتشاجر مع أمي كثيراً، ويضربنا أيضاً، وكان شرساً جداً بحيث يضرب طفلاً رضيعاً.

سؤالي: هو كيف يكون الأب الذي يترك أولاده وزوجته الطيبة العفيفة والتي تحافظ على بيتها وأولادها ويذهب بعيداً ولا يسأل عنا ولا ينفق علينا، ولا حتى يريد أن يرانا؟

كيف حال هذا الأب الذي فعل كل هذا بنا، فهل الله يعفو عنه؟ وهل يقبل الله دعاءه؟

منذ فترة سمعنا عن أحد أقاربنا أنه دعا على أختي الكبيرة بأنه إذا تزوجت لا تنجب الأطفال طول عمرها، ويدعو علينا كثيراً، وحتى أمي، فهل يقبل الله دعاءه وهو الذي فعل بنا ما لا يفعله شخص بأحد؟

لا أقول: إن الله قبل دعاءه على أختي، لكن أنا أشك في ذلك لأن أختي المسكينة تزوجت منذ سنتين، وهي تحاول كثيراً أن تنجب طفلاً واحداً، ومع هذا الأطباء أكدوا لها أن لا شيء بها وهي سليمة هي وزوجها.

أنا أقول في نفسي: قد قبل الله دعوة أبي على أختي وعلينا جميعاً، فكلنا لا نصيب لدينا في محبة الناس والزواج إن كان من الأولاد أو من البنات.

أعتذر عن إطالة سؤالي ولكنني كنت أريد التوضيح والجواب علي، ولكم كل الأجر والثواب، وجزاكم الله خيراً في الدنيا والآخرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه سبحانه أكرم وأعدل وأرحم من أن يقبل دعوة الظالم على من ظلمهم وأهملهم وقصر في حقهم، وهو سبحانه أدخل امرأة النار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فكيف الحال مع من يقصر في حق أطفاله الذين سيسأله الله عنهم يوم القيامة؟! سواء أكان على وفاق مع زوجته أو في شقاق وطلاق؛ لأن النفقة تلزمه في كل الأحوال، وكفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت.

أرجو أن تعلموا أن الناس لو اجتمعوا على أن ينفعوكم بشيء لم ينفعوكم إلا بشيء قد كتبه الله لكم، ولو اجتمعوا على أن يضروكم لم يضروكم إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليكم، فإن الكون ملك الله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده، فلا تشغلوا أنفسكم بما تسمعون، وتوكلوا على الله وحده، فإن الله يقول: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق:3].

هذه وصيتي لكم بتقوى الله، ولن يضركم بعد ذلك شيء، فإن الله سبحانه (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل:128].

ولا يفوتني في الختام أن أحيي هذه الأم الحنون على مجهودها وصبرها، ونسأل الله أن يعظم أجرها، وأن يقر عينها، وأن يلهمكم السداد والرشاد.

والله الموفق.

www.islamweb.net