الرهاب الاجتماعي ومدى فاعلية دواء زيروكسات في علاجه

2006-10-12 13:10:46 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أحب أن أشكر جميع القائمين على الشبكة الإسلامية بصفة عامة، وأشكر الدكتور/ محمد عبد العليم بصفة خاصة على ما تقدمونه من خدمات عظيمة وجليلة، ونسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتكم ويوفقكم لما يحبه ويرضاه، إنه قريب مجيب الدعوات. وبعد:
فقد سبق وأن استشرت عن مشكلتي وأجبتم عنها أثابكم الله أنها من الرهاب الاجتماعي، ورقم الاستشارة الأولى هو (258945)، وأتمنى مراجعتها، وكنت قد ذكرت بها الارتباك والخوف، وذكرت أني أصاب بالرعشة عند مجالسة النساء، والقصد بالنساء هنا هو بعض النساء اللواتي أكون لهن بمثابة المحرم، وأخص بالذكر "خطيبتي" عندما أكلمها تصيبني الرعشة ودقات القلب تتسارع ولا أجيد التحدث معها، بينما قبل الاتصال يكون الأمر طبيعياً من حيث أردت منها استفساراً أو أي شيء آخر، وبعد أن أكلمها يتشتت ذهني ولا أدري ماذا كنت أريد أن أقول لها. رجاءً أريد حلاً لهذه المشكلة.

وسؤالي الآخر: من حيث العلاج الدوائي الذي وصفته لي وهو عقار "زيروكسات " والمتوفر لدي هو عقار "سيروكسات " هل بينهما اختلاف أم لا؟

وإن كان الجواب بـ "لا" فهل يوجد عقار بديل له لا يؤثر على النشاط الجنسي؛ لأنه حسب ما قرأته في النشرة لهذا العلاج أن من أعراضه الشائعة وقوع تأثير على النشاط الجنسي، علماً أنني سأتزوج قريباً إن شاء الله، ولا أريد أي تأثير من هذه الناحية. أرجو أن تكون فهمت قصدي، وأنتظر الرد منك يادكتور محمد وشكراً جزيلاً.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً أخي على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وعلى ثقتك في استشاراتها، ونسأل الله الثواب والقبول، ونسأل الله أن يجعلنا من عتقائه من النار في هذه الأيام الطيبة..

أخي: لقد تفهمنا محتوى رسالتك تماماً، وأرجو أن أؤكد لك أن الحالة هي نوع من الرهاب الاجتماعي البسيط جدّاً، وهذا التسارع في دقات القلب وكذلك الرعشة، هي حقيقة ناتجة عن إفراز مادة الأدرانيل، هذه المادة تؤدي إلى هذا التسارع في ضربات القلب وكذلك الرعشة وربما التشتت الذهني كما ذكرت.

أيها الفاضل الكريم! حقيقة أنت إذا عرضت نفسك لهذه المواقف بكثرة -أي التحدث مع الخطيبة وقابلتها وأكثرت من ذلك- سوف يحصل لك نوع من التطبع النفسي، أي أن هذه الرهبة سوف تقل حتى تنقشع وتختفي تماماً؛ لأن أحد وسائل العلاج لجميع أنواع الرهاب هو أن يتعرض الإنسان إلى مصدر الخوف مهما كان هذا المصدر.

إذن أخي: أؤكد لك بالتدرج وبالتعرض المستمر سوف تختفي إن شاء الله هذه الأعراض، الشيء الآخر هو: أخي أرجو أن تحافظ على تمارين التنفس وتمارين الاسترخاء، خاصة حين تحس بهذا الارتعاش أو تسارع ضربات القلب، يمكنك أن تأخذ نفس عميق ولا يشعر به الطرف الآخر؛ لأنك تكون قد دربت نفسك على إجراء هذه التمارين الاسترخائية.

وبالنسبة للعلاج وهو الزيروكسات، أرجو أن أشير إلى الاسم العلمي
وهو: باركسوتين Paroxetine، إذن أرجو أن تتأكد من الاسم العلمي للدواء. وحقيقةً زيروكسات وسيروكسات هي نفس الشيء؛ لأن باللغة الإنجليزية يبدأ بـ S ولكن ينطق Z.. إذن الدواء هو واحد حقيقة.

أخي الفاضل: أتفق معك أنه قد أثير الكثير عن الآثار السلبية في الأداء الجنسي التي ربما تنتج من استعمال الزيروكسات والأدوية المشابهة.. ولكن أرجو أن أؤكد لك أن هنالك مبالغة كبيرة في هذا الأمر، كما أن تناوله بجرعات صغيرة مثل نصف حبة وحبة لا يؤثر مطلقاً، بل على العكس تماماً أن الرجال الذين يعانون من سرعة القذف يستفيدون كثيراً من هذا الدواء.

أخي: أرجو ألا تبني حاجزاً نفسياً بينك وبين الزيروكسات، فهو دواء فعّال جدّاً، حقيقة الذي أراه هو أن تبدأ به يا أخي، وسوف تشعر إن شاء الله بالارتياح التام ولن يؤثر عليك من الناحية الجنسية.

أما إذا كان تخوفك بالدرجة التي سوف تحرمك من الانتفاع من هذا الدواء، فالبديل هو العقار الذي يعرف باسم فافرين، وفافرين ليس لديه مؤثرات جنسية سلبية، ولكن فعاليته أقل قليلاً من فعالية الزيروكسات فيما يخص علاج الرهاب الاجتماعي.

وجرعة الفافرين هي 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل، تستمر عليها لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة بعد ذلك إلى 100 مليجرام ليلاً، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 50 مليجرام لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنها.
وفي حالة اشتداد الرعشة وضربات القلب يعتبر الإندرال هو العلاج الجيد والممتاز والفعال، وجرعته هي 10 مليجرام صباحاً ومساءً، وهو دواء بسيط جدّاً يمكنك أن تستعمله إذا كان – كما ذكرت لك – الخفقان بالصورة المزعجة.

أرجو لك -يا أخي- عاجل الشفاء، وأسأل الله أن يتم لك الزواج، وأن يجمع بينك وبين زوجتك على خير وتوفيق.. وكل عام وأنتم بخير.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net