ما كيفية التعامل مع المعاق عقلياً بعد كبره، وعدم تداركه بالتدريب في الصغر؟
2006-11-07 13:11:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي قريبة أخوها معاق عقلياً (شلل دماغي ولكنه ليش بالشديد)، فعندما ولد لم تساعده أمه، أي: لم يذهب إلى مؤسسة أو مركز للتدريب لجهلها، المهم: المشكلة تتلخص أنه الآن في سن المراهقة (17 سنة)، وبدأ يتصرف بتصرفات غير مقبولة ويبكي لوحده ويغلق الباب بقوة، ولا يذهب إلى الحمام بمفرده، أحياناً يخبر أمه برغبته في الذهاب، وأحياناً يبول على نفسه، مع محاولات أمه الكثيرة، ولا يعرف أن العورة عيب ومن المفروض ألا يراها أحد.
أمه الآن جداً متعبة معه وتريد النصح، وأيضاً أصبح يبكي لوحده، أرجوكم لا تبخلوا علينا بالنصح، فهي تعطيه مهدئات حسب ما وصف لها طبيب نفساني، فهو دائماً عصبي ويرمي الأشياء، فما رأيكم في الموضوع، علماً بأن المراكز لا تستقبله، فهو كبير ونصحوهم بأن يشغلوا وقته ويدخلوه عدة دورات كالرسم والسباحة، أو النحت لعلها تنفعه وتشغله لأنه يمر بمرحلة المراهقة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلا شك أن هذا الشاب وصل للعمر الحرج، وفي هذا العمر بالتأكيد هنالك متطلبات وجدانية وجسدية وعاطفية قد تظهر على السطح بصورة واضحة جدّاً، وتظهر في شكل اضطرابات مسلك، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من محدودية أو إعاقة في مستوى الإدراك والقوة المعرفية، كما هو الحال بالنسبة لهذا الشاب.
أتفق معك تماماً أن المبدأ الأول هو التدريب والتأهيل، والإنسان مهما كانت درجة تخلفه أو إعاقته يمكن أن يدرب ويمكن أن يمرن، ولكن هذا يتطلب الصبر، ويتطلب الجهد، ويتطلب أن تكون البدايات منذ الصغر، وبكل أسف هذا لم يُتح لهذا الشاب، والآن أصبحت الأمور حادة وتظهر على السطح بصورة كبيرة.
نعم الأدوية النفسية تساعد في تهدئته وتساعد في التقليل من الاضطرابات، ولكن بالتأكيد لا بد أن يدرب على الذهاب إلى الحمام، كيف يقضي حاجته، هذه أمور أساسية، ربما يصعب على والدته، ولا بد أن يعاونها أحد من الذكور، خاصة فيما يخص عورته وكشف عورته وهذه الأشياء.
بالنسبة للعلاج الدوائي هنالك دواء يعرف باسم (رزبريدون)، يعتبر من الأدوية الحديثة والجيدة والمفيدة في مثل هذه الاضطرابات، أرجو أن يعطى له بجرعة (واحد مليجرام) ليلاً لمدة أسبوعين، وإذا بدأ في الهدوء النسبي يمكن أن يعطى نفس هذه الجرعة، أما إذا لم يهدأ ولم يزل مضطرباً بصورة مزعجة فيمكن أن ترفع الجرعة إلى (2 مليجراماً) وهذه سوف تكون جرعة كافية جدّاً.
لا مانع مطلقاً أن يستمر عليها لأي مدة، لو استمرت لأشهر أو حتى لمدة عام أو عامين؛ لا بأس في ذلك لأن هذا الدواء دواء سليم، ولكن طبعاً من المؤكد أن الأدوية إذا كانت تحت الإشراف الطبي المباشر فهذا سيكون هو الأفضل وهذا هو الأحسن.
أما بالنسبة لجانب التدريب والتأهيل فهو مهم جدّاً -كما ذكرت-، دائماً نفضل أسلوب الترغيب والترهيب، في مثل هذا الشاب نرى أن يتم نوع من التحليل لسلوكه، التحليل الدقيق، ونرى الأشياء التي يرغب فيها والأشياء التي يبغضها، نحاول أن ننمي ما يرغب فيه ونحاول أن نقلل ما يكرهه، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى تطور في سلوكه، يجب أن نحفزه ونشجعه حتى على الأشياء البسيطة.
كما أنه من الضروري جدّاً أن يؤخذ إلى الحمام كل ست ساعات مثلاً حتى وإن كان لا يريد أن يقضي حاجته، إلا أن ذلك سوف يؤدي إلى نوع من التدريب بالنسبة له، وبعد ذلك سوف يذهب إلى الحمام بصورة آلية ولا تتطلب أي نوع من المساعدة.
بالتأكيد يمكن أن يُفهم فيما يخص العورة وأنه من العيب أن يكشف الإنسان نفسه، هذا يأتي أيضاً بالصبر والتدريب ومخاطبته بلغة بسيطة جدّاً، لغة يفهمها، ويمكن أن تكون اللغة كلامية أو لغة حركية أو حتى بالإشارة أو بالرسومات البسيطة وهكذا، هذا هو الذي أراه.
بالنسبة لما يشغل وقته؛ فهذا بالطبع يتطلب أن نعرف مستوى إدراكه ومستوى الأشياء المتوافرة وظروف الأسرة، كل شيء يشغله ويكون مفيداً لا بأس به أبداً، على ألا يخل ذلك بالتزامات الأسرة وارتباطاتها ووقتها، وفي نفس الوقت يكون أمراً يناسب عمره ومقدراته، وأود أن أشكرك مرة ثانية على اهتمامك بأمر هذا الشاب وهذه الأسرة.
وبالله التوفيق.