الاستعجال في اختيار طرفي الحياة الزوجية

2006-12-07 11:28:59 | إسلام ويب

السؤال:
لقد انتهى موضوعي، ولكن أريد أن أعرف إذا كان تفكيري صحيحاً أم خاطئاً: لقد علمت بأن هذا الشخص تقدم للعديد من الفتيات قبلي بعد فترةٍ لا تتجاوز الأسبوع من فسخ خطوبته من خطيبته السابقة، ولكنهن رفضنه لأسباب مختلفة، كما أن خطيبته السابقة زميلة لي في العمل ولكنني لا أعرفها، وهو مُصرُّ أن يتزوج موظفة لكي تعينه على مسئوليات الحياة، ولقد أحسست بأنه يريد أن يثبت لها أنه يستطيع أن يأخذ واحدةً أحسن منها في ظرف مدةٍ قصيرةٍ من فسخ الخطوبة، وعندما تقدم لي أحسست بأنه يتعجل مني القبول، ولم يسألني أي أسئلة ليتعرف بها على ملامح شخصيتي على الأقل، فقد كنت أنا التي أسأله وهو يجيب.

ولقد بدأ الأمر بأنه يريد الارتباط بأي إنسانة محترمة وبنت ناس دون أن يهتم بأن يعرف هل هناك توافق في الأفكار أو الطباع ولو عن طريق الأسئلة، ولقد أحسست بأنه لا فرق عنده بين رفضي وموافقتي، فهناك العديد من الفتيات في العمل يتمنين الزواج، ولا تخفى عليكم العنوسة.

ولقد طلب مني أن أقنع أهلي بظروفه، ولا يأتي إلى البيت إلا بعد أن أقنعهم، أين دوره من هذا الإقناع؟ وكأني مرتبطة به وليس زواجا تقليدياً.

كما أنني لم أقابله سوى مرتين، وكل مرة لا تتعدى النصف ساعة، فأنا لا أعرفه جيداً، ولقد كنت أريد أن أشعر بأنه متمسك بي على الأقل، لكنني وجدت عكس ذلك.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون محباً لك وعوناً على طاعته ورضاه، ومقدراً لجهودك.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإن الذي يبدو فعله أن هذا الزواج ما كان ليكون إلا مجرد ردة فعل نتيجة ما حدث لهذا الشاب دون مراعاةٍ لأي ضوابط أخرى، وبالتالي يصبح كالقنبلة الموقوتة التي تنفجر في وقت، وبالتالي فهو غير مأمون العاقبة؛ لأنه لم يقم وفق ما تعارف عليه الناس أو حث الشرع عليه.

وما دام أن الموضوع قد انتهى فأتمنى ألا تتعجلي مستقبلاً، حتى ولو اقتضى الأمر بعض التأخير؛ لأن الحياة الزوجية لها أصولها التي لا يجوز التفريط فيها لأنها شركةٌ طويلة الأمد تحتاج إلى مزيد من العناية والاهتمام خاصة في اختيار أطرافها.

وكونك لم تتزوجي أهون بكثير من كونك مطلقةً تَزَوَّجت ثم فشلت في حياتها، فهناك فرق كبير جداً.

وكم أتمنى ضرورة توافر الشروط الشرعية قدر الاستطاعة؛ لأن هذا في صالحك -أنتِ- قبل كل شيء، حيث إذا تزوجك العبد الحسن الصالح عَلِمَ أن حسن معاملتك جزء من شرع الله وليس مِنَّة منه أو تفضلاً عليك، وإذا قدر الله وحدث أي خلاف فلن يستطيع أن يحيد عن الشرع كذلك لأنه يعلم أنه لا يجوز له ذلك، وفوق ذلك لن تسمعي غالباً كلمة نابية، أو عبارة ساقطة، أو سباً، أو لعناً، أو خيانة أو شكاً وريبة، فأوصيكِ ثم أوصيكِ بعدم العجلة، واعلمي أن ما قدره الله فهو كائن لا محالة، ولا يرد القضاء إلا الدعاء فعليك به.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net