ما العلاج المناسب لمرض البرص؟

2006-12-04 08:30:35 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله

بداية أود أن أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع.

فيما يخص سؤالي فهو كالتالي:

لدي أخ صغير يبلغ من العمر سنتين، منذ ثلاثة أشهر ظهر في جلده بعض البقع التي تتقشر فتعطي لونا أبيضا ناصعا، أخذناه إلى طبيبة فقالت إن به البرص، وإنه ليس له دواء، ووصفت له بعض الأدوية التي قالت إنها يمكن فقط أن تحد من انتشاره في الجسم كله، وبعد استعمال الدواء لاحظنا أنه ليس لديه أي مفعول، فالبقع تنتشر في الجسم وتتوسع.

أرجو منكم إفادتي في هذا الموضوع وبسرعة قبل أن ينتشر البرص في جسم أخي الصغير المحبوب الذي أريد وبشدة أن يشفى من هذا المرض أو على الأقل أن يحد من الانتشار لأنه لم يصل إلى وجهه بعد؟

أريد أن أعرف أسباب هذا المرض، من أين يأتي، وهل يمكن العلاج منه أو حده على الأقل؟

علماً أن هذا المرض لم يصب أحداً منا أو من عائلتنا من قبل، أرجو منكم إفادتي في القريب العاجل وشكراً.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهناك فرق بين البهاق والبرص، فالبرص بياض كامل الجسم بما في ذلك العين والشعر.

والبهاق هو مرض طارئ يصيب بعض أجزاء الجلد أو الشعر بالبياض، وغالباً ما يكون متطورا ولأسبابه نظريات سنوردها لا حقا، واسمه بالإنكليزي للبحث عنه (Vitiligo).

وما يهمنا جداً هو هل فعلاً أخوك مصاب بالبهاق أم بمرض آخر؟ لأن البهاق هو تغير في لون الجلد إلى البياض دون تقشر، وإن وجود التقشر يدل على أن البياض هو نقص اللون التالي للاندفاع، أو هناك سبب يجب التحري عنه ومعرفته.

ننصح بمراجعة الطبيبة وأن تكون أخصائية أمراض جلدية لتأكيد التشخيص.

ومع ذلك فنحن سنحترم تشخيص الطبيبة بأنه بهاق، ونقول أن الأسباب للبهاق هي غير معروفة، ولكن هناك نظريات أو فرضيات، النظرية العصبية وذلك لوجود البهاق على توزع الأعصاب.

النظرية الوراثية وذلك لوجود 30 % من الحالات بشكل عائلي، نظرية التخريب الذاتي، أي أن الخلية الملونة للجلد تخرب نفسها بنفسها، نظرية المناعة الذاتية وهي أن يهاجم الجسم الخلايا الملونة ويعتبرها غريبة، مثل حالات الرفض المناعي بعد زراعة الأعضاء (وذلك لتصاحب البهاق ببعض الأمراض المناعية مثل مرض الغدة الدرقية والسكري وغيرها).

نظرية الغذاء وذلك بسبب نقص الفيتامينات مثل ب 12 والفوليك أسيد، فالبهاق إذن مرضٌ جلدي وراثي مناعي، يتظاهر على الجلد على شكل بقع بيضاء ناصعة، وهو مرض غير معد (أي لا ينتقل بالتلامس).

وأما بالنسبة للعلاج فهناك العديد من الاحتمالات تختلف حسب سن المريض وشدة المرض وتوزعه ومع ذلك نجمل العلاج بالنقاط التالية:

1- الهدف من العلاج هو اجتماعي تجميلي وليس ضرورة طبية، إلا إذا كان على الأماكن المكشوفة، والمريض يعمل متعرضاً للشمس لفترات النهار الطويلة.

2- عند أصحاب البشرة شديدة البياض (ولم تذكري ما لون بشرته) قد لا يظهر المرض، وعندها ننصح المريض بتجنب التعرض للشمس؛ حتى يخف اسمرار الجلد المكتسب، فلا تستطيع العين التمييز بين اللونين (وهذا ما يتبع في البلاد الأوربية نظراً لقرب لون المرض من لون الجلد الطبيعي).

3- عند وجود بقع صغيرة على المواضع المكشوفة من الجلد يُنصح باستعمال الكريمات الملونة للبشرة، والتي يوجد منها في الأسواق التخصصية ما يُناسب لون البشرات المتفاوت (وهذا يُعطي نتيجة جمالية فورية ولكنه ليس علاجاً، كما أنه يحتاج للتطبيق المتكرر عند اللزوم)، مثل الكوفر مارك والدرم بليند.

4- بعض الحالات الموضعة تحتاج وتستجيب للمراهم الكورتيزونية الموضعية أو الحقن الموضعي (تحت إشراف طبيب) وقد تستطب الكورتيزونات الفموية، أو عن طريق الحقن في بعض البروتوكولات الخاصة وفق استطبابات خاصة.

5- أما العلاج بالمحسسات الضيائية الموضعية أو الجهازية، فهو ليس للأطفال (وهذا يحتاج إلى إشراف طبيب) فهي شديدة الفاعلية، ولكن لها مضاعفات كالحرق إن لم تُستعمل بخبرة كافية من الطبيب المعالج، أو باتباع صحيح للتعليمات من قِبل المريض الذي يتعالج، كما أنه من الضروري لبس النظارة الواقية من الأشعة فوق البنفسجية 100% لكل من الزمرة (أ) و(ب) لمدة 24 ساعة بعد الجلسة؛ وذلك لاحتمال بقاء الدواء في العين لمدة 24 ساعة على شكل مذاب.

ولكنه لو تعرض لأشعة الشمس المباشرة أو الأشعة فوق البنفسجية لترسب خلال سنوات، وقد يؤدي على المدى البعيد إلى تشكل الساد أو الكاتاراكت، ولكن العلاج الأحدث هو الليز من نوع إيكسايمر أو التيرالايت إن كانت المناطق المصابة محدودة ومحصورة، وهناك النارو باند 311 التي هي متوفرة ورخيصة، ولا تحتاج حبوب قبلها، وهي بالتدريج تأخذ مكان الأشعة التي تحتاج حبوبا.

6- العلاج الجراحي وله أشكال عديدة، كالطعوم الذاتية الصغيرة، وزراعة الخلايا الملونة وحقنها، والطعوم الجلدية على شكل شرائح تؤخذ من المناطق المستورة في نفس المريض إلى الأماكن المكشوفة (تحتاج مراكز خاصة وتسهيلات جراحية تجميلية).

7- بعض المرضى قد يستفيد على الفيتامينات إن كان عنده نقص (خاصة ب12، وحمض الفوليك، وكذلك فيامين ث).

8- العامل النفسي وتأثيره على المرض يجب ألا يُهمل.

9- علاج بعض الاضطرابات الهرمونية خاصة الدرق.

10- في حال فشل كل ما سبق، وانتشار المرض إلى درجة أن أغلب الجلد أصبح أبيضاً، عندها يستعمل التبييض، ولكنه عملية غير عكوسة، أي تخرّب الخلايا الملونة للجلد إلى غير رجعة، ولا يُنصح باستعمال هذه الطريقة في المناطق الاستوائية؛ لأن اللون يحمي المريض من الأشعة الشمسية الحارقة لأصحاب البشرة البيضاء، ولا تُستعمل هذه الطريقة إلا تحت إشراف طبي، وعلى مسئولية الطبيب المعالج.

11- وأخيراً: علينا ألا ننسى الرضا، والدعاء، والصبر، والتوكل على الله، فهو أول وآخر الأدوية، والله هو الشافي (وإذا مرضت فهو يشفين) وعلينا أن نجمل في طلب التحسن، وأن يكون ذهابنا إلى الطبيب هو من باب الأخذ بالأسباب، وليس من باب الواجب الأكيد الذي يعاقب تاركه.

وختاماً: فالمهم تأكيد التشخيص أولاً ثم مراجعة الأسباب، وأخيراً اتباع العلاج المناسب، ويفضل أن يكون تحت إشراف طبيب.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net