أسباب الصداع المزمن

2006-12-25 14:06:39 | إسلام ويب

السؤال:
أعاني من صداع شديد منذ صغري منذ (15) سنة لا يزيله سوى كبسول (الكيتوفان) وهذا الصداع مع النبض وبذل الجهد، مما يعطلني كثيراً ويجعلني لا أريد التحدث مع أحد ولا أريد القيام بأي شيء، وإذا لم آخذ (الكيتوفان) يظل الصداع يلازمني حتى نهاية اليوم، وهذا الصداع دائماً يكون في المنطقة التي توجد فوق العين اليسرى أو اليمنى أول وخلف الرأس.
كذلك أعاني من قلة التركيز وحدث هذا لي فجأة، حيث لا أستطيع النظر في عين من يحدثني إطلاقاً، وهذا لا أعرف هل هذا نتيجة للسرحان أو عدم الاهتمام أو وساوس قهرية، وهذه مشكلة أخرى تصيبني وتجعلني لا أمارس الحياة اليومية بالشكل الطبيعي، وفي أوقات أخرى هذه المشكلة ليس لها وجود، فهل هي مزمنة، الرجاء الرد علي في أسرع وقت ممكن، وشكراً جزيلاً لكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مثل هذا الصداع المزمن بالتأكيد أسبابه ليست عضوية، بمعنى أنه لا توجد أي نوع من التغيرات العضوية في داخل المخ أو الالتهابات المزمنة.

هنالك أسباب مثل التهاب العصب الخامس الذي يؤدي إلى صداع مزمن، وكذلك نوع من التهاب الشرايين الطرفية التي توجد على الوجه خاصة في الجهة اليمنى أو اليسرى، وبالطبع مشاكل قصر النظر أو أي نوع من المشاكل المتعلقة بالعيون، وكذلك التهابات الأسنان المزمنة.
فهذه الأسباب في جملتها التي تحدث وتؤدي لهذا الصداع المزمن، ولكن هنالك نوع من الصداع معروف جدّاً يعرف بالصداع النصفي أو الشقيقة، وهذا هو الأرجح في حالتك خاصة أنه يستجيب (للكيتوفان).

هنالك أسباب نفسية للصداع لدى بعض الناس خاصة القلق، فالقلق النفسي ربما يظهر في شكل صداع، ولكن هذا الصداع لا يكون بالحدة الشديدة، كما أنه يكون في شكل انقباض فقط على عضلة الرأس والوجه.

الذي أراه أن هذا الصداع هو نوع من الشقيقة، والشقيقة في حد ذاتها أيضاً تكون مرتبطة في كثير من الحالات بالقلق والتوتر النفسي.

الذي أرجوه منك هو ألا تكثر من تناول الكيتوفان، فالكيتوفان يعرف أنه يحتوي على مادة الكودايين وهي مادة تعودية، أعرف أنه يزيل الألم وفعّال جدّاً، ولكن الذي يتناولها لن يستجيب للأدوية الأخرى.
إذن يجب أن تقلل من استعمال الكيتوفان ( المسكن ) حتى تتوقف عنه تماماً، وهذا هو الشيء الضروري.

أرى أن تتبع نظاماً غذائياً معيناً حيث أن هنالك بعض الأطعمة التي تحتوي على بعض المواد، منها مادة تعرف باسم (تيرامين)، فربما تؤدي هذه إلى زيادة في استشعار أعصاب معينة وكذلك أوعية دموية معينة، وهذا يؤدي إلى انقباضها مما ينتج عنه الصداع والشقيقة.

من الضروري جدّاً ألا تتناول الأجبان والألبان أو كل شيء يحتوي على خميرة، أو المركبات مثل القهوة المركزة والشكولاته، فهذه كلها لا ينصح بها مطلقاً، وأرجو الابتعاد عنها.
الشيء الآخر: أرجو أن تنام على مخدة واحدة ( وسادة ) لأن ذلك يريح كثيراً عضلات الرقبة وكذلك عضلات الرأس.

سيكون من الجميل أيضاً أن تلجأ إلى نوع من الدلك للمنطقة التي تؤلمك وكذلك الاستحمام بالماء الحار مع الاسترخاء يعتبر مفيد جدّاً، ولا شك أن الحجامة أيضاً فيها خير كثير جدّاً.
أرجو أن تتأكد من النظر لديك، فهذا شيء لابد أن نلتفت له، وبما أنك تعاني من قلة التركيز وعدم القدرة على المواجهة وكذلك السرحان؛ فهذا في نظري من أعراض القلق، وهذه الحالات تستجيب لأدوية بسيطة جدّاً مثل العقار الذي يعرف باسم موتيفال، وهو متوفر في مصر ولا يكلف أبداً، فأرجو أن تبدأه بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعها إلى حبة صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عنه.

سيكون من الجميل أن تعبر عن نفسك وألا تترك الأمور تتراكم وتختزن في داخل النفس؛ لأن ذلك يؤدي إلى انقباضات في العضلات قد ينتج عنها الصداع، عليك أيضاً بممارسة الرياضة، وعليك أن تحافظ على عباداتك وصلواتك وأذكارك، فهي تجلب الطمأنينة وتزيل الصداع بإذن الله تعالى.
فهذه المشكلة ليست مزمنة، وأرجو ألا يكون لديك هذا التفكير التشاؤمي، فإنه يعرف عن الصداع أنه قد يتأتى في فترات معينة في حياة الإنسان ثم بعد ذلك يختفي.

وأرجو أن تكون مواجهاً، لا تتجنب الآخرين، فالتجنب يزيد من المخاوف، وأرجو أن تطور من عملك في وظيفتك فأنت محاسب وهذه وظيفة تتطلب الدقة، ويمكنك أيضاً القيام بدراسات عليا، بمعنى آخر أرجو أن تسخر طاقاتك وإمكاناتك الفكرية والذهنية والوجدانية لمزيد من الأشياء التي تفيدك كثيراً وسوف تبعد أفكارك وتركيزك عن الصداع، لأننا نعتقد أن الصداع مهما كان منشأه يوجد هنالك جانب نفسي قوي جدّاً.

أرجو اتباع الإرشادات السابقة وتناول الدواء الذي وصفته لك وسوف يختفي هذا الألم.
وبالله التوفيق.

www.islamweb.net