ابنتي الصغيرة يراسلها ولد.. أفيدوني ماذا أفعل؟

2007-01-22 11:11:26 | إسلام ويب

السؤال:
أنا زوجة لي أربعة أبناء ولي ابنة في العاشرة من عمرها، واكتشفت أخيراً أن هناك زميلاً لها يعطيها جوابات ويكتب لها على ظهر الصور.

أنا أعلم بصغر سنها ولكني في قمة الحيرة ولا أدري ماذا أفعل لأعالج الأمر بحكمة وهدوء؟ من فضلكم أفيدوني، وجزاكم الله خيراً.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يستر عليك وعلى أولادك، وأن يعينك على تربيتهم تربية إسلامية رشيدة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فهوني على نفسك، واجتهدي في ضبط تصرفاتك وردود فعلك؛ لأنك أمام تحديات جديدة تجعل الحليم حيرانا، فالذي حدث مع ابنتك ما هو إلا رد فعل هذا الغزو الإعلامي الذي يزكى نار الشهوة والهوى ويبارك العلاقات غير المشروعة ويحث عليها، وفوق ذلك التفلت الواضح من الأخلاق والقيم والمبادئ والسلوك المحترم، وكذا الأزمات الاقتصادية التي تجعل الكثير يهرب من مشاكله الحقيقية بإقامة مثل هذه العلاقات، والتي يبحث من خلالها عن كلمة طيبة أو عبارة حانية أو صدر دافئ يضمه ويأوي إليه بصرف النظر عن الحل والحرمة، وابنتك ما هي إلا ضحية لهذا كله، وكذا الشاب الذي يكتب إليها لذا أرى أن تتعاملي مع هذا الحدث بهدوء، وعدم انفعال، وأن تحاولي أن تقفي مع ابنتك، ولا تقفي ضدها حتى لا تخسريها نهائياً، وحاولي البحث معها عن أول هذه العلاقة وحدودها وإلى أي مستوى وصلت، وما هي الدوافع لإقامتها، فقد يكون الأمر بسيطا، وابنتك لا تعرف خطورة ما تفعل، ولذلك بشيء من التوعية والتذكير بخطورة هذه العلاقات سوف تعود إلى رشدها ووعيها إن شاء الله، خاصة وأنها ما زالت صغيرة، والتعلق القلبي في مثل هذه السن لا يكون عميقاً أو مؤثراً وإنما هو مجرد كلام أو عبارات مريحة على الأقل من طرفها، إلا إذا كان الطرف الآخر أكبر منها بكثير، فهذا يحتاج الأمر إلى نوع أقوى من العلاج يتمثل في شرح الآثار المترتبة على ذلك أولاً، ثم بيان عدم تكافؤ هذه العلاقة.

ثانياً: هذا الشاب ما هو إلا ذئب بشري محروم يريد أن يتسلى بها، وبيان حكم هذا العلاقات، ثم محاولة الاحتواء من قبلك وزيادة جرعة الاهتمام والمحبة والدفء العاطفي لاحتمال أن تكوني قد شغلت عنها بأشياء أخرى، وأصبح دورك فقط مجرد الأكل والشرب والملابس، فالاهتمام بالجانب العاطفي، وهو أهم ما يحتاجه الأولاد في هذه الفترة وحتى نهاية مرحلة المراهقة على الأقل، أتمنى أن تتحلى بالصبر وضبط الأعصاب، وأن تعلمي أن ابنتك في حاجة إليك فلا تقفي ضدها، وإنما كوني معها وأشعريها بحبك لها وأنك لن تتخلي عنها حتى تصارحك وتتغلب على هذه المشكلة، ولا تنسى الدعاء فإنه أعظم سلاح.
والله الموفق.

www.islamweb.net