رفضه أهلي لعدم إعجابهم بشقة الزوجية
2007-01-22 13:09:52 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، ولقد تعرفت على شاب في مثل سني، ونشأت بيننا علاقة حب لمدة 6 سنوات، وتقدم لخطبتي، وهو على دين وخلق، وأهله على درجة عالية من الأخلاق والدين، وحالته المادية تؤهله للزواج، وحالته الاجتماعية معقولة، وأهلي معترضين عليه لعدم الإعجاب بشقة الزواج، وأبي يريد من العريس أن يغير الشقة ويشتري واحدة أخرى، والشاب ليس لديه الإمكانية لشراء شقة أخرى. فماذا أفعل؟
وكيف أقنع أهلي بأني راضية بهذه الشقة، ولا أجد مشكلة بها؟ كما أني أرى أن كل سعادتي هي في الزواج من هذا الشاب، ولا أقبل بشخص آخر زوجاً لي.
أرجو المساعدة لأني فعلاً مدمرة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذا الأب بتصرفه هذا يضر بك وبأخواتك مستقبلاً من حيث يريد أن ينفعكم، فالتمسوا له العذر، وابحثوا عن شخص يؤثر عليه من الأعمام والعمات والأخوال، واقتربي من والدتك وعبري لها عن قناعاتك الشخصية ورغبتك في الارتباط بذلك الشاب ورضاك بالوضع.
ولا يخفى على أمثالكِ أن المهم في الموضوع هو قبولك ورضاك وحصول التوافق بينكما، فإن الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
وأرجو أن توقفي أمواج العواطف وتتقيدي بأحكام الشرع حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، وحاولي إقناع أهلك بهدوء، ولست أدري ما هي الضوابط التي كانت تحكم علاقة الست سنوات الماضية، وهل كنتم تتقيدون بأحكام الشرع وآدابه، فإن الخطبة ما هي إلا وعدٌ بالزواج لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، واعلمي أن التزامك بأحكام الشرع هو الذي يسهل لكم الأمور، فحافظي على وقارك وحيائك، وتوجهي إلى ربك بدعائك وتضرعك وابتهالك، واطلبي مساعدة عمك وخالك، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، وشكراً على تواصلك واهتمامك، ونحن في خدمتك وفي خدمة إخوانك وأخواتك، ونسأل الله أن يسهل أمرك ويصلح لك بالك.
وإذا كان الشاب كما ذكرتِ من الدين والأخلاق فاحرصي على التمسك به، وأظهري رغبتكِ في دينه وأخلاقه، وليت الآباء والأمهات أدركوا أن الدين هو الأساس، وتذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم وجه إليهم الكلام في قوله: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض).
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله والحرص على طاعته، وأرجو من كل أب وأم أن يعينوا أولادهم وبناتهم على الحلال، وعلى طاعة الكبير المتعال، وليتهم علموا أن الطلبات الكثيرة تجعل الخطاب يهربون، وإن لم يهربوا واستجابوا لتك الطلبات فإنها تتحول إلى بغض ومعاناة ومشاكل تدفع ثمنها البنت المسكينة؛ لأن الزوج يتذكر تلك التكاليف الباهظة مع كل نقطة خلاف، وقد يضطر إلى الدخول في ديون، وهي هموم وغموم، كل هذا فقط من آجل أن يقول الناس، وكلام الناس لا ينتهي، ورضاهم غاية لا تدرك، والعاقل يطلب رضوان الله، ويتأسى برسول الله الذي زوج وتزوج باليسير، حتى أنه زوج بعض أصحابه بخاتم الحديد، أو بما يحفظ من القرآن المجيد، فعاش الناس في أمنٍ وطمأنينة.
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك.
وبالله التوفيق.