أستخدام عقار (الروأكيوتين) لعلاج حب الشباب، فما علاقته بحالات الإمساك؟
2007-02-12 08:11:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لقد كانت لدي استشارات سابقة مع أخصائي الجلدية حول الدواء (روأكيوتين)، وبعد تناول الدواء لفترة حسب الوصفة التي كانت في استشارة سابقة، وقد تناولت 40 ملغم يومياً بدأت أشعر بالإمساك، وبمعنى آخر صلابة في البراز، فهل للدواء علاقة بذلك، وما هي طرق الوقاية والعلاج من ذلك؟ وهل للدواء علاقة بآلام الظهر -خصوصاً أنني أعاني من جنف بسيط مكتسب-، وهل للدواء علاقة بآلام تخص الجهاز الهضمي مثل المعدة أو القولون؟
أريد أن أطمئن، ولكم مني خالص الشكر والتقدير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيكاد لا يخلو تعاطي أي دواء من أخطار، وبعبارة أخرى آثار جانبية، والآثار الجانبية للروأكيوتين كلها مؤقتة، أي تزول بانتهاء الجرعات.
وقد سجل للروأكيوتين قائمة طويلة من الأعراض الجانبية وهي تزداد مع الزمن؛ لأن كل ما يسجل في الأدب الطبي من تأثيرات يضاف إلى هذه القائمة حتى ولو كان نادراً.
وينبغي لكل مستعمل لأي دواء أن يقرأ النشرة المرفقة باهتمام وعناية لمعرفة الدواء الذي سيأخذه، وما هي الاحتمالات الممكنة أثناء العلاج، وهناك بعض الأعراض الجانبية التي تحدث بشكل فردي ونادر، وهناك ما يحدث بشكل عام وشائع.
إن دواء الروأكيوتين خاصة لا ننصح باستعماله إلا تحت إشراف طبي، وذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية من البداية إلى النهاية، وذلك لأن الطبيب سيطلب لك التحاليل اللازمة وسيعيدها حسب بروتوكول العلاج، وسيرشدك إلى الجرعة وكميتها ومدتها وكيفيتها.
وأما الإمساك فهو ليس من الشائع لا في سجلات مرضانا ولا في النشرات المرفقة، ولكن لا يعني ذلك عدم وجود صلة، فقد يكون الإمساك عندك بسبب الروأكيوتين وهو من الأعراض الجانبية الشخصية -كما ذكرنا أعلاه-، كما وقد يكون بسبب تغير وظائف الكبد أو بسبب التغيرات العديدة التي تحدث في الجهاز الهضمي وسجلها الأدب الطبي كتأثيرات جانبية للروأكيوتين، وبالتالي إحداثها للإمساك بشكل غير مباشر، وقد يكون بسبب تغير المزاج وبالتالي تغير نوعية الطعام وبالتالي يحدث الإمساك.
ونكرر على ضرورة أخذ الدواء تحت إشراف طبي، فهو ليس من الأدوية التي تباع إلا بوصفة طبية وتحتاج إشرافا طبياً قبل وأثناء وبعد أخذ الدواء.
وأما آلام الظهر فمن الشائع أن يحدث آلام في العضلات أو العظام أو المفاصل بعد تناول العقار، ولكنها متناسبة طردياً مع الجرعة، أي كلما زادت الجرعة زادت الآم وكلما انخفضت الجرعة نقصت الأعراض، وتتوقف الأعراض تدريجياً بتوقفه.
كما أن استعمال مشتقات الفيتامين (A) عموماً يؤدي إلى ذلك، سواء أكان بجرعات عالية لمدة قصيرة أو بجرعات متوسطة لفترة طويلة، فإن كانت هذه الأعراض خفيفة فأنقصي الجرعة أو أوقفي الدواء مؤقتاً ثم عودي بجرعة أقل، وإن كانت هذه الأعراض شديدة فعليك بإيقاف الدواء والمتابعة مع طبيبك الذي وصف لك الدواء.
إن وجود الجنف هو عامل مساعد في الآم الظهر، وستزول هذه الآلام تدريجياً مع إيقاف الدواء لو كانت بسببه.
وأما الآلام التي تخص الجهاز الهضمي مثل المعدة أو القولون فمن الممكن أن يكون لهذا الدواء العديد من التأثيرات الجانبية على الجهاز الهضمي، ومنها الاضطرابات غير النوعية والغثيان والتهاب القولون ونقص الوزن وآلام البطن غير المفسرة.
وغالباً ما تكون هذه الأعراض متعلقة بالشخص المستخدم، أي أنها تحدث عند بعض الأشخاص وليس عند جميع من يستعمل الدواء، وأيضاً غالباً ما تكون متناسبة مع الجرعة طرديا، وغالباً ما تتحسن تدريجياً مع إيقاف الدواء.
وختاما يجب التأكيد على ما يلي:
1- أخذ الدواء تحت إشراف طبيب أمراض جلدية من الأول إلى الآخر.
2- لهذا الدواء فوائد كبيرة في التغلب على حب الشباب، ولكن في الوقت نفسه له تأثيرات جانبية متفاوتة، منها ما هو نادر ومنها ما هو شائع ومنها ما هو مسجل لحالات قليلة أو لحالة واحدة، وبعد التحري يضاف للتأثيرات الجانبية وقوائمها إن ثبت أنه من الدواء وليس بسبب التواقت في الحدوث بين أخذ الدواء والأعراض.
3- نضع في الميزان الضرورة لأخذ الدواء والآثار الجانبية، ونعمل ما هو أهم، أي لو كان حب الشباب سيهدم حياتنا فإننا لا بد أن نتحمل الدواء ولو بتأثيرات جانبية شديدة -تحت إشراف طبيب-، ولو كان حب الشباب معقولاً عندها نستغني عن الدواء بدون تردد.
4- من المهم جداً معرفة أن هذا الدواء لا يُعطى للمتزوجات إلا بعد توقيع موافقة وتعهد بأن المتزوجة تعرف أن هذا الدواء يؤثر على الحمل إن حصل أثناء أخذ الدواء إلخ.
5- ننصح في الوقت الحالي بإيقاف الدواء ومراجعة طبيب الأمراض الجلدية وعدم الاكتفاء بالاستشارة عن بعد، وبعد الفحص والمعاينة وإعادة التقييم لكل من الحالة العامة والهضمية والعظمية، وحب الشباب يتخذ القرار بالعودة للدواء وبأي جرعة أم إيقافه والاستغناء عنه، ولا يعني هذا الكلام وجود ضرر، بل يعني مزيداً من الحذر، فالوقاية خير من العلاج.
والله الموفق.