وجوب المحافظة على الصلوات ولو قصر في أدائها الآباء والأمهات
2007-02-18 09:55:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أهمل فرائضي منذ صغري؛ لأن أهلي لم يعودوني عليها، فما تعلمته منهم هو الأخلاق فقط.
وفي عمر الرابعة عشرة تعلمت الصلاة من صديقتي، وحينها صليت خِفية رغم أنه قد لا يمنعني أحد، ولا أستطيع تفسير ذلك، فربما كان ذلك هرباً من الإطراء، ولكن هذا الشعور لا يزال معي، حيث أجد صعوبة في أداء الفرائض التي يهملها أهلي، وأشعر بذنب كبير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ننصحك بالاقتراب من صديقتك والصالحات، وبضرورة المحافظة على الصلوات، حتى لو قصر في أدائها الآباء والأمهات، وحاولي تذكيرهم بلطف وأدب، وأعلني صلاتك وسجودك أمامهم، فإن ذلك يجعلهم يألفوا هذه الطاعة، واسألي الله لهم التوفيق والهداية، وكوني واثقة من نفسك فأنت في عمر وسن من تفهم وتعي وتُسأل أمام الله، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك السداد والثبات.
ولا يخفى عليكِ أن الصلاة هي أهم أعمال المسلم وطاعاته بعد توحيده لله، وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر العمل، وإن فسدت فسد سائر العمل، وهي الفارق بين المسلم وغيره لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).
ولا عذر لمسلم ولا مسلمة في ترك الصلاة، وأرجو أن تجتهدي في معرفة أحكام الصلاة، واعرفي مكانتها في حياة المسلمة، فهي أمان وطمأنينة وخضوع لله وسكينة، وكان الصحابة يقدمون إليها عند الصعاب يتأولون قول الله: ((وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ))[البقرة:45]، وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: (أرحنا بها يا بلال).
واعلمي أنكِ ستقفين بين يدي الله وحدكِ في يومٍ يفر فيه المرء من أخيه وأمه وأبيه، وينظر فيه الإنسان أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار من تلقاء وجهه.
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأن الصلاة: (من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة يوم القيامة، وحُشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف)، وهؤلاء هم أئمة الكفر والضلال، فما ظنكِ بمن يحشر معهم؟
ونسأل الله أن يسددك ويلهمك الرشاد، وأن ينفع بك أهلك والعباد.
وبالله التوفيق.