علاج عادة قضم الأظافر والخوف من الثقوب لدى الأطفال
2007-02-20 11:00:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لدى طفل عمره 12 سنة، كلما رأى ثقوباً في أي مكان يتوتر، كما لو رأى ثقوب خلية النحل، وكذلك يأكل أظافره باستمرار، مع العلم أنه جيد في دراسته، فما تفسير ذلك؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالخوف لدى الأطفال يعتبر أمر طبيعياً في بعض المراحل العمرية، خاصةً الخوف من الظلام والخوف من الحشرات وما شابهه، والخوف بصفة عامة هو أمر متعلم، ويعتمد بدرجة كبيرة على المحيط الأسري وما يقره المجتمع.
وهذا الطفل -حفظه الله- في هذا السن من المفترض أن يكون قد تخطى معظم المخاوف المرتبطة بالطفولة، لكن الخوف من الثقوب الذي يعاني منه ربما يكون مرتبطاً بتجربة سلبية حدثت له، أي ربما يكون رأى ثقباً وفيه شيء مخيف أو تم تخويفه بواسطة شخصٍ ما أو هكذا، إذن فهي تجربة متعلمة في نهاية الأمر.
وأما بالنسبة لأنه يأكل أظافره ويقضم أظافره بصفة مستمرة، فهذه يرى العلماء أنها ربما تكون من سمات ما يعرف بعصاب الطفولة، فبعض الأطفال ربما يكون لديهم نوعٍ من القلق البسيط فيلجأ لأكل أظافره، ولكنها تعتبر أيضاً من الحالات التي سوف تنتهي بمرور الزمن.
وليس من الضروري أن تكون دائماً مرتبطةً بالقلق، فربما أيضاً تكون شيئاً من التعود، وأشاهد في بعض الأسر أن هذه العادة منتشرة بالرغم من الاستقرار النفسي الشديد لهذه الأسر.
عموماً الحمد لله أن هذا الابن يبلغ الآن من العمر اثنا عشر سنة، وهو في عمر الاستيعاب، فيستطيع أن يستوعب ويستطيع أن يفهم الأمور بصورة معقولة، فأرجو أن تشرحي له عن الثقوب وأنه لا داعي للخوف منها مطلقاً، وأرجو أن تعرضي عليه بعض الصور التي بها ثقوب أو هكذا.
والمبدأ الأساسي في العلاج هو أن يتم تعرضه لهذا، وحبذا لو أحذت بيده وجعلتيه يُدخل يده في هذه الثقوب ويتلمسها، فربما يستنكر ذلك أو يقلق في بداية الأمر، ولكن بالتكرار أعتقد أنه سوف يحدث له نوع من فك الارتباط الشرطي من هذا الخوف ويجد أن الأمر طبيعي.
والطفل الذي يعاني من المخاوف بصفة عامة دائماً نبحث لأن ننمي شخصيته ومهاراته بصفة عامة، هذا وإن كان أمراً عامّاً لكنه يساعد بصورة مباشرة وغير مباشرة على إزالة المخاوف ويقوي من شخصية الطفل بصفة عامة.
فأرجو أن يشعر هذا الطفل باعتباره وأنه يُستشار وأن يعطى فرصة لأن يعبر عن نفسه، كما أنه لابد أن يشجع بأن يدير شؤونه، مثل مصروفه وكيفية التصرف فيه، وكذلك ترتيب ملابسه، ويا حبذا لو بدأ في غسل وكي ملابسه لوحده وهكذا، فهذه أمور مهمة جداً تساعد في بناء الشخصية، ويجب أن يعلم أيضاً كيفية استقبال الضيف وهكذا.
فهذه الأشياء من وجهة نظرنا تنمي الشخصية وتنمي المهارات وتقوي من كينونة الطفل وتجعله يتخطى كل هذه العقبات، وهي بالطبع أمر محبذ أيضاً من الناحية التربوية.
وبالنسبة لأكل الأظافر فيمكن أن يُشرح له أن هذه العادة ليست عادة حميدة من الناحية الاجتماعية ولابد أن يتخلص منها.
وأرجو حين يبدأ بوضع أظافره في فمه أو أصابعه في فمه أن يطلب منه أن يقوم بعمل آخر، ويمكن أن تذكروه وقولوا له: حين تضع يدك في فمك سوف نقوم بالطلب منك أن تقوم بعمل آخر تستعمل فيه يدك، وفي هذه الحالة إن شاء الله سوف يتعود على فعل جديد، وهذه الأفعال الجديدة سوف تقلل من قضم الأظافر وهكذا.
ويمكن أن يطلب منه أن يأخذ يده على فمه، وقبل أن يوصلها إلى فمه يقوم بضرب يده بقوة على جسم صلب، ويتأمل أنه يريد أن يأكل أظافره، فهذا أيضاً من العلاجات السلوكية الطيبة جداً، حيث الهدف أن يربط السلوك الذي يقوم به مع استشعار أو إحساس أو فعل مخالف، وفي هذه الحالة بالطبع هو إدخال الألم عليه، فحين يرتبط الألم بالفعل السلوكي المحبب للطفل فهذا يؤدي إلى إضعاف هذا السلوك، وهذه كلها تقوم على تجارب علمية معتبرة جداً.
والشيء الآخر هو في بعض الحالات نقوم بإعطاء هؤلاء الأطفال بعض الأدوية، فهناك عقار يعرف باسم تفرانيل، وأنا لا أحبذ استعمال الأدوية بصفة عامة في الأطفال، ولكن الحمد لله هذا الطفل يبلغ من العمر ما يجعلنا نكون مطمئنين جداً لأن يستعمل الدواء إذا كانت الحالة لم تستجب للإرشادات السلوكية السابقة.
والدواء الذي يعطى له يعرف باسم تفرانيل، وهو يحتاج إلى جرعة صغيرة جداً، وهي 10 مليجرام ليلاً لمدة شهر، وإذا لم يتحسن يمكن أن ترفع إلى 25 مليجرام، ويستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض بعد ذلك إلى 10 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم يمكنه التوقف عنها.
وهذا الدواء جيد جداً في علاج المخاوف وكذلك القلق الذي ربما يكون هو السبب في أن يقضم أظافره، وعموماً أنا مطمئن جداً لهذا الطفل ما دام هو جيد في دراسته وجيد في سلوكه، فقط أرجو أن يشعر بكينونته وأن تبنى مهارته ولابد أيضاً أن نساعده لأن يكون أكثر التزاماً بدينه؛ لأن ذلك من أصول التربية التي تقوي شخصية الطفل وتجعله يعتمد على نفسه.
نسأل الله أن يحفظه وأن يجعله من الناجحين الصالحين.
وبالله التوفيق.