علاج ثآليل القدمين (عين السمكة)

2007-03-25 09:57:23 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.
أريد الاستفسار عن حالتي ولكم الأجر والثواب:

أنا حامل في الشهر السادس، وظهر عندي (فالول) في رجلي بين الأصبع الكبير والذي بجانبه، وبدأ بالانتشار إلى أن أصبح 12 فالولة، ذهبت إلى الطبيب وقام بكيها، ومنذ أسبوعين، وإلى الآن لم ينشف الجرح، ودائماً فيه سوائل كالمصل، فما هو الحل؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهناك العديد من الاستشارات المتعلقة بالثآليل والتي سنشير لأحدها فيما بعد، ولكن الجديد في سؤالك هو:

أنك حامل، وأن الشكوى هي بسبب العلاج وليس بسبب المرض.

فالحوامل ينبغي ألا يتعرضن لألم شديد خاصة في الثلث الأخير من الحمل؛ لما قد يسببه من ألم انعكاسي وتحريض لتقلصات الرحم، وبالتالي الولادة المبكرة، وقد يتم ذلك حتى من ألم إبرة المخدر الموضعي أو أي ألم مماثل.

والشيء الثاني: يجب السؤال والتحري عن أي علاج يتعارض مع الحمل؛ لأن أغلب المواد المخربة للثؤلول هي مواد كيمياوية كاوية، وبعضها إن امتص قد يتعارض مع الحمل، ومن ذلك مادة (البودوفيللين) التي تستعمل للثآليل في المنطقة التناسلية، ويمنع استعمالها مع الحمل، والحمل قد يضعف مقاومة الحامل؛ لذلك قد تنتشر الثآليل أثناؤه، وقد لا يضعف المقاومة فتبقى على حالها، فإن ضعفت المقاومة يمكن أن تتحسن الثآليل بعد الولادة بعودة المقاومة والجسم لوضعه الأصلي.

وأما ما حصل عندك فهو التهاب الموضع الذي تم تخثيره بالكي الكهربائي، ولعلاج ذلك يجب استعمال مطهرات ومجففات مع مضاد حيوي موضعي، وإيقاف استعمال أي كاو موضعي لا كيميائي ولا كهربائي.

ومن المطهرات الموضعية والتي تحدث جفافاً للموضع الملتهب مادة (برمنغنات البوتاسيوم) بتركيز 1 إلى 5000 تغطس القدم فيها لمدة 10 دقائق مرتين ثم تترك لتجف، وبعد حوالي الساعة يدهن الكريم فيوسيدين أو باكتروبان، ويفضل أن نستمر بذلك إلى أن يجف الموضع الملتهب، وقد يحتاج ذلك عدة أيام.

وبعد زوال الأعراض تماماً ننظر هل بقي هناك ثآليل؛ فإن بقي نلجأ للطرق المحافظة الهادئة أو ننتظر إلى أن تتم الولادة بالسلامة ونستعمل ما أوتينا من وسائل للقضاء عليها مثل مادة (Verrumal lotion) يدهن مرة يومياً إلى أن تنتهي المشكلة تماماً ويتم استئصال المرض تماماً.

ولو انتظرنا إلى نهاية الحمل لا ضرر، ولكن نتخذ أسباب عدم نشر العدوى في البيت، خاصة الاشتراك باستعمال ما يلبس في القدم والقدم مبتلة.

ويرجى مراجعة الاستشارة رقم (235596)، ففيها تفاصيل الثآليل في القدم وعلاجها، وهذا نصها:

مسمار اللحم أو عين السمكة هما الاسمان الشهيران للثآليل الأخمصية (أي التي تصيب القدمين من الأسفل) وسبب هذه الثآليل الأخمصية فيروس، وهو مرض معد (أي ينقل العدوى) باللمس، خاصةً إذا كان الجلد مبتلاً، أو إن حصل تماس صميمي، أو كان أحد الجلدين مقشوراً، وتنتقل العدوى باللمس المباشر أو باللمس غير المباشر، ومع أنه مرض معد، إلا أنه ليس بالمرض الخطير ولكنه مزعج.

وبالنسبة للعلاج، فأولاً العلاج السببي: وذلك بتجنب اللمس مع المرضى، خاصةً الحمامات المشتركة وما يستعمله الناس فيها، فعلى المريض ألا يعرّض غيره للعدوى باستعمال الأدوات المشتركة، وعلى غير المريض تنبيه المريض ونشر هذا الوعي الصحي، وكذلك فالمريض يمكن أن ينقل العدوى في جسمه من موضع لآخر باللمس، أو عن طريق تبديل الجوارب المبتلة، ووضع اليمين في الشمال والشمال في اليمين.

ثانياً: العلاج الدوائي، وله وسائل عديدة نعدها باختصار:

1- التقشير اليومي: ووضع أحد المستحضرات التجارية العديدة التي تحوي مواد كاوية مخربة، مثل الفيرومال أو الديوفيلم، أو حمض الصفصاف بتركيز (40 %) فوق الثؤلول بحذر، دون إصابة الجلد الطبيعي المجاور، أو حماية الجلد المجاور بلزقة طبية، أو دهن الفازلين، ويجب الاستمرار اليومي بالدهن إلى أن يقضي عليها تماماً، وإلا نكست (أي ظهر المرض من جديد) وانتشرت، وقد تحتاج فترة طويلة تصل إلى عدة أسابيع، وأحياناً عدة أشهر.

2- التخثير البارد بالآزوت السائل، ولا يُستعمل إلا بيد الطبيب، وتختلف درجة النجاح حسب شدة الإصابة وعدد الآفات، وخبرة الطبيب المعالج.

3- التخثير الكهربائي، ولا يُلجأ إليه في أخمص القدم؛ لأنه يؤدي إلى تشكيل ندبة مؤلمة قد تكون أسوأ في الإزعاج من الثآليل نفسها.

4- المنومايسين، وهو غال وغير متوفر في أسواقنا المحلية، ولا يُستعمل إلا بيد الطبيب الخبير.

5- مركب السولكوديرم، وهو فعّالٌ جداً وقوي، ولكنه أيضاً لا يستعمل إلا بيد الطبيب الخبير به، وهو أيضاً من الأدوية غير المتوفرة في أسواقنا المحلية حالياً.

6- الليزر فعّال ولكنه مكلف، وهو كمن يضرب مسماراً صغيراً بمطرقة ضخمة .

7- الاستئصال الجراحي، ولا يُلجأ إليه في أخمص القدم؛ لأنه يؤدي إلى تشكيل ندبة مؤلمة قد تكون أسوأ في الإزعاج من الثآليل نفسها، مثله مثل التخثير الكهربائي.

8- يمكن المشاركة بين أكثر من طريقة.

المهم في العلاج هو الاستئصال وليس التحسن، أي أن نستمر إلى أن يختفي المرض (100%) وليس (99%)، وإلا عاد أو انتشر.

ختاماً: عليك الإسراع بالعلاج ليس لأنه ضروري، ولكن لأن المرض قد ينتشر منك إلى نفسك وإلى غيرك، فالإصابة الصغيرة تحتاج أياماً من العلاج، وكلما كبرت احتاجت أياماً أكثر ومعاناةً أطول، وحل المشكلة في أولها أسرع وأريح وأكثر فاعلية وأقل عدوى.

نسأل الله لك الشفاء العاجل.

www.islamweb.net