الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيبدو من القصة أن التشخيص هو الشرى أو الأورتيكاريا، وقد سبق من أيام أن عرضنا لحالة مشابهة (استشارة رقم
110694 والتي فيها التفصيلات الضرورية تقريباً لكل من يشتكي من الشرى، ونعتبر أنه من الضروري الاطلاع عليها)، ولكن مع وجود بعض الاختلافات:
1- السبب عندك غير معروف؛ ولذلك ينبغي التحري وبنوع من الحرص الأكيد إلى أن تصلي إلى معرفة الأسباب، وعند عدم القدرة على المعرفة اليقينية عندها يفضل تجنب الأسباب حتى ولو كانت تحت الشبهة وليس إثبات التهمة (من تفاصيل الاستشارة المذكورة).
2- أحدثت الأورتيكاريا عندك انتفاخاً في الشفتين، وهذا أمر هام جداً لأن انتفاخ الشفتين قد يؤدي إلى ضيق المجرى التنفسي، وبالتالي الاختناق؛ ولذلك ينبغي أخذ الاحتياطات الوقائية أولاً، والاحتفاظ بالمادة الدوائية العلاجية الإسعافية في البيت بدون تساهل؛ وذلك لأخذها عند الضرورة، حتى ولو كان ذلك الاحتياج مرة في السنة، أو حتى ولو مرة في العشر سنوات أو حتى في العمر.
ويجب إجراء التحليل التالي: (C1 Esterase inhibitor levels) لنفي وجود الوذمة الوعائية العائلية، (Hereditary angioedema)، ولكن غالباً ما يكون هناك قصة عائلية، وغالباً ما يبدأ المرض في عمر أبكر، مع العلم أن هذا التحليل مكلف أي غالي الثمن.
3- تركت الأورتيكاريا أثراً دائماً وهو انتفاخ في الشفتين، وهذا أمر غير شائع مغير متوقع في الشرى؛ لذلك فهو يحتاج إلى متابعة مع طبيب أمراض جلدية - وقد يكون سببه الالتهابات المتكررة، والتي قد تسبب تبدلات في عمق الجلد تؤدي إلى تبدلات دائمة، أو قد تسبب هذه الالتهابات المتكررة انسداداً في الأوعية الليمفاوية مما يؤدي إلى الوذمة الدائمة، ومن الضروري معرفة أن الوصف للحساسية بكل عناصره يتطابق مع الشرى أو الأورتيكاريا إلا في نقطة الوذمة الدائمة، ولذلك يجب مراجعة طبيب أمراض جلدية لتقييم الوضع، وتحديد ما يمكن إجراؤه من خلال المعاينة، وطلب التحليل المذكور لو وجد له مبرر من خلال متابعة الحالة وتفاصيلها مع الطبيب المعالج.
ختاماً: نكرر بأنه يجب الأخذ بعين الاعتبار كل ما ورد في الاستشارة المذكورة أعلاه، بالإضافة إلى عناية خاصة لموضوع انتفاخ الشفاه، وإجراء التحليل المذكور (لو استطب لأنه مكلف)، والاطمئنان من خلاله، والاحتفاظ بالدواء للضرورة، والمتابعة مع طبيب أخصائي جلدية.
نسأل الله لك الشفاء العاجل.
وبالله التوفيق.