الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سويرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيجب البحث عن الأسباب ثم علاجها، وإلى أن يتم ذلك يمكن استعمال المنظفات والعطور، وللوصول إلى ذلك يجب مراجعة طبيب أمراض جلدية لأخذ قصة مفصلة عن الحالة، ومتى بدأت وتطورها والعوامل التي تزيدها ثم طلب بعض التحاليل العامة.
وبعدها نأتي لدور النصح والعلاج، والذي قد أوردنا تفصيلا في استشارة مشابهة، وسنورده أدناه بتصرف، مع ملاحظة أن بعض النقاط قد تنطبق وبعضها ينطبق بشكل أقل، وذلك يشمل كل المواضع التي يكثر فيها التعرق أو الرائحة، ولكن على كل حال ففيها الفائدة وبعض الإشارات المفيدة.
وقبل أن أبدأ بالإجابة بودي التذكير بأنه ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له الدواء.
وبودي أن أقول إني خلال 25 سنة من الممارسة في عيادة الأمراض التخصصية الجلدية والتي تشمل كل ما يتعلق بالجلد وتوابعه، كالرائحة الغريبة والتعرق وغيرها، وخلال كل هذه الفترة لم ترد إلى شكوى مشابهة لشكواك.
الأخت الفاضلة! هوني عليك، فلكل مشكلة حل، ولكن الأمر يحتاج إلى روية وتدبر وتفكير، ومراجعة وصبر، وتعاون وتجريب ومتابعة.
ونظراً لضخامة الشكوى وكثرة المعاناة، فقد آثرت أن أطيل الإجابة المتعلقة بموضوعها، وألا أكتفي بالإشارة إليها، وذلك لتسهيل الموضوع ودمجه، ولو أن بعض الإجابات متعلقة بالتعرق العام، والآخر بالقدمين أو الفطريات، وبعضها بالرائحة بشكل عام، وقد يكون فيها بعض التداخل أو التكرار، نظراً لتشابه الشكوى والأعراض.
إن من القواعد الهامة البديهية، أنه لا يوجد شيء إلا وله سبب، وإن جهلنا بالسبب فهذا لا يبرّئ المسبب، وإنّ تجاهلنا لسبب يحرمنا التحسن من آثاره.
من الأسباب المعروفة لرائحة البدن الكريهة واحد أو أكثر من الاحتمالات التالية:
A. التعرق وفرط التعرق، ونوعية التعرق تراجع الاستشارات رقم (
18638 و
235478 و
18547).
B. أكل بعض المواد الغذائية كالبصل والثوم وغيره الكثير مما يأكله بعض الناس أو الشعوب، فتتميز برائحة قد لا يحتملها غيرهم، وقد يصاب بها أشخاص دون آخرين.
C. هناك بعض العروق (أو المجموعات الأثنوية) تتميز بروائح عن غيرها من العروق، (مثلا الزنجي أو تميز الهنود برائحة أو غيرها) علماً أن بعض العادات من أكل وعطر وثقافة سلوكية معينة، قد ينجم عنها تميز أصحابها بروائح معينة.
D. بعض الأدوية قد تؤدي إلى روائح معينة بالعرق أو البول أو الجسم بشكل عام.
E. بعض الأمراض تتميز برائحة مثل السكري، ورائحة الاسيتون، وقصور الكلية، والصدفية ورائحتها، والفقاع ورائحته، وهكذا.
F. يجب نفي وجود ناسور، أي فتحة من الأمعاء إلى الجلد، فهي تؤدي لرائحة شبيهة برائحة البراز، ولكن ينبغي أن تكون في منطقة العجان (أي الحوض وما حوله) وقد يكون هذا الناسور صغيرا، أي فتحة دقيقة تحتاج إلى تحري المخرج، وذلك بتتبع مصدر الرائحة (ولو كان هذا السبب لتم إصلاحه جراحيا بسهولة).
G. بعض الإنتانات تتميز برائحة خاصة، مثل الجراثيم والإنتانات الرطبة والإفرازات الدورية، وخاصة في المناطق الحساسة والتناسلية، وفي حالتك يجب نفي وجود الفطريات، خاصة في الأطراف السفلية أو مواضع الرائحة.
H. عدم الاستحمام الدوري، أو عند اللزوم، أي بعد جهد، أو تعرض للحرارة، أو عمل رياضي، أو غيره من موجبات الغسل، ولكن الأمر مختلف عندك؛ لأن الرائحة تفوح بعيد الاستحمام.
ومما يمكن عمله للتغلب على الرائحة هو:
1. تقصي الأسباب وتجنبها وتغيير العادات المؤدية لها.
2. الغسل اليومي.
3. علاج الالتهابات إن وجدت على اختلاف أشكالها وتوضعاتها.
الرائحة الكريهة في العرق قد يكون لها أسباب عديدة، راجعي على الإنترنت المتعلقات بعنوان (Bromohidrosis bromhidrosis or) والتي تعني العرق ذا الرائحة الكريهة، ونذكر بتجنب المأكولات المبهرة والبصل والثوم وغيره، مما يشك فيه، وانتبهي إلى أن هذه الرائحة تتحسن بزوال الأكل المسبب لها، ولكن على درجات وليس فوراً (مثلا هل تخف مع الصيام؟)
وإن التعرق ذا الرائحة الكريهة غالباً ما يحدث في الإبطين والقدمين أو ما حول المنطقة التناسلية وغالباً ما يترافق مع:
أ- زيادة التعرق.
ب- سوء وظيفة الغدد العرقية المفرزة.
ج- إنتانات فطرية أو جرثومية. ولذلك قد يفيد التغسيل بالصوابين المطهرة مثل السياتل أو السبيباميد واستعمال الكريمات أو السوائل ذات التأثير المضاد الحيوي (فيوسيدين أو الإريثرومايسين أو الكليندامايسين).
د- تفكك الحموض الدسمة يؤدي لرائحة متميزة.
هـ- بعض أنواع الطعام مثل الثوم، البصل، وفرط تناول البروتينات.
و- أو الانسمام ببعض المعادن الثقيلة، كالزرنيخ وما أظنك تتناولينه.
أما المعالجة للرائحة الكريهة في العرق:
1. فأولها معالجة السبب إن أمكن (خاصة الطعام والإنتانات الموضعية، وخاصة الفطرية منها).
2. تنظيف عام للجسم وحمامات متكررة.
3. تغيير الألبسة، خاصة الداخلية والجوارب بشكل متكرر.
4. واستخدام ألبسة غير ضيقة وتجنب التعرق المفرط.
5. تجنب بعض أنواع الطعام مثل كثرة البروتينيات ـ الثوم ـ البهارات.
6. تهوية المنطقة.
7. بودرة خاصة للقدمين قبل ارتداء الجوارب أو بودرة خاصة للإبطين.
8. أما الإبطين خاصة، فمزيلات الرائحة المتوفرة بمستحضرات مختلفة، ومنها الدرايكلور، ولكن يجب الحذر من الحساسية الموضعية الناجمة عن بعض هذه المركبات. وهناك مستحضرات السيباميد للجلد الحساس ومنها ما هو معطر وهناك أنت بريسبارينت من نفس السيباميد.
9. صوابين مطهرة مضادة للجراثيم (انتي سيبتيك سووب).
10. كما يمكن للبوتكس أن يخفف التعرق، وبالتالي تخف الرائحة التي يحملها العرق، حتى ولو كان العرق خفيفا، وأنصح بتجربته حتى ولو كان تأثيره جزئياً، أو مؤقتا، خاصة قرب المواضع شديدة الرائحة.
11. وآخر الدواء الكي، فإن كانت الغدة التي تفرز العرق القليل بالكمية، والكريه بالرائحة لا تستجيب لأي من العلاجات السابقة، فهناك الاستئصال الجراحي لهذه القطعة، خاصة من جلد الإبط الحاوية على هذه الغدد، وليس من القدمين، وبهذا تنتهي المشكلة إلى الأبد، وهذا الإجراء يحتاج إلى طبيب مجرب، وقد كان من الإجراءات المتبعة قبل عهد البوتكس.
وإن كانت هذه الرائحة متعلقة بالقدم، فلابد أنها مكتسبة وليست من الولادة أو من الطفولة.
فإن كانت مكتسبة، فلابد من وقت بدأت به، وهو إما مع البلوغ، أو وقت آخر معلوم للمريض، وغالباً ما تصاحب بأي من التبدلات التي تدل على السبب.
تتميز القدم الطبيعية بشكل طبيعي غير مرضي، وعند كل البالغين برائحة مزعجة، ولكن إن زادت عن حد معين فهي مرضية، وبحاجة للتدخل أو الاستقصاء أو العلاج.
بشكل عام يجب فحص القدم ورؤية التغيرات الموجودة ووصفها، وخاصة ما بين الأصابع والأظافر وأخمص القدم، فقد يكون هناك زيادة في التعرق، أو حويصلات صغيرة، أو وسوف أو تعطن أو طبقة بيضاء، أو تسمك في الجلد، أو ثخانة في الأظافر أو ما تحتها أو غيره.
أما العلاج فهو بعلاج السبب إن عرف، أو باتخاذ الأسباب العامة التالية:
A. الغسل اليومي المنتظم ولكن بالماء والصابون وليس بالماء فقط.
B. التنشيف والتجفيف بعد كل غسل، ولكن بالورق وليس بالفوطة أو المنشفة القماش.
C. تغيير الجوارب اليومي مرة أو مرتين.
D. استعمال الحذاء المهوي، أي الذي فيه فتحات، وليس كتيما (أي استعمال الحذاء الذي يحوي مسام مفتوحة أو خروم أو موديل يسمح بالتهوية أثناء استعماله).
E. استعمال مغاطس (ليد صب اسيتيت 10%) مرة إلى مرتين يومياً لمدة 10 دقائق (تقل المدة مع التحسن).
F. عدم إبقاء الحذاء لفترات طويلة؛ لأن ذلك يؤدي إلى التعرق واحتباسه وعدم تهوية القدمين.
G. استعمال المنيوم كلورايد ودهن القدمين، خاصة من الجهة الأخمصية وبين الأصابع.
H. دهن كريم بيفاريل أو كانيستين أو داكتارين مرتين يومياً على كامل القدم، مع التركيز على الأخمص، وأما ما بين الأصابع فيدهن نفس المستحضر على شكل لوشن وليس كريما.
I. إن لم تتحسن فيمكن إضافة استعمال بخاخ سائل أو بودرة مضاد فطريات (نفس الأسماء السابقة) داخل الجورب وقبل استعماله مباشرة في كل مرة نستعمل الجورب.
J. لا تستعملي نفس الحذاء ليومين متتاليين، ولكن البسيه كل يومين بالتناوب مع غيره، أو كل ثلاثة أيام، أو حتى كل أربعة أيام، حسب المتوفر.
K. لو كنت من هواة الرياضة، فلا تستعملي الجورب الرياضي استعمالا متكررا بحجة أنه للرياضة، بل غيره واغسليه بعد كل استعمال.
L. في الفترة الأولى قد تحتاجين الالتزام بصرامة مع التعليمات المذكورة، ولكن مع الزمن ستشعرين أن الرائحة بدأت تخف بالتدريج، ويصبح الالتزام عند التحسن الذي يرضيك أقل ضرورة، بل حسب الحاجة.
M. قد تكفي واحدة أو أكثر من الإجراءات المذكورة، والتي نزيد عددها حسب الضرورة، ونكثر من الالتزام بها حسب حاجتنا لمزيد من التحسن.
الإجراءات المذكورة أعلاه تفيد في حفظ صحة القدم ووقايتها من التعرق الزائد والفطريات والعدوى، سواء أكانت طبيعية أم مرضية.
وأما لوشن للجسم فهناك مستحضر للويس ويدمر خاص بالجسم واسمه ديو سبراي، وآخر للإبط واسمه ديو كريم
ونذكر باستعمال بعض العطور التي تحمل رائحة الصوابين فهي مطيبة للرائحة وتعطي رائحة نظافة أو رائحة فواكه وغيره من الروائح.
وأخيراً: استعيني بالله وفتشي عن الأسباب وتجنبيها واغسلي واستعملي مجففات العرق ثم البوتكس، وأخيراً الجراحة حيث أنه إن لم تجد خطوة أخذنا ما بعدها.
وختاماً: اقرئي بتمعن، وراجعي هذه الإجابة وما حولها من المتعلقات، وابدئي بالسبب، وراجعي طبيبة النساء، وانتبهي لغذائك ووزنك، والاستحمام الدوري، وتغيير الملابس الدوري، وإن شاء الله سيكون كل شيء على ما يرام.
والكلمة الفصل هي لطبيبة ثقة أمينة خبيرة تفحص وتتحرى الأسباب، ولو احتاجت العديد من التحريات والاستشارات لبقية الزملاء ثم تصل إلى التشخيص، فمشكلة كهذه لا تكفي فيها المراسلة ولا الاستشارة عن بعد، خاصة وأنك تتعاملين مع العملاء وقد يؤثر ذلك على عملك، فالأمر يحتاج متابعة وإخلاصا كما ذكرنا سابقا.
وقبل الانتهاء أريد أن أؤكد على النقطتين التاليتين فلربما فيهما توجه ولو جزئي لمعرفة السبب.
الأول: علاقة الرائحة بالدورة كما ذكرت، وهذا يحتاج إلى استشارة نسائية.
وثانيهما: ظهور الرائحة عند التوتر مع العملاء وهذا يحتاج استشارة نفسية للإرشاد حول كيفية التعامل المرن، وكيفية التعامل مع هذا الوضع من الناحية النفسية.
وبالله التوفيق.