رغبة الفتاة بمصارحة شاب بالرغبة في الزواج به لتدينه وحسن أخلاقه
2007-05-01 11:12:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا فتاة عمري خمس وعشرون سنة، وقد تعرفت على زميل لي في العمل يعمل معي منذ أكثر من سنتين، وخلال هذه الفترة لم يحدث بيننا أن تحاورنا في أشياء خارج مجال العمل، ولكن لفت انتباهي إليه تدينه وحسن معاملته لأهله وتمسكه بهم وخدمته لهم، إضافة إلى شمائل عدة، فأخلاقه العالية ومسارعته للصلاة وحياؤه وطيبته والعديد من الصفات جعلتني لا أرى به عيباً أبداً، فبدأت أنشغل به وأفكر فيه كثيراً حتى أحببته، وبدأت أحرص أن أراه يومياً قبل مغادرتي لعملي، ولا أقصد بذلك أي معصية لله فأنا أحرص على مرضاة الله فيه ليرزقني إياه.
وقد حاولت التلميح له مراراً، وكلامي معه يدل على أني أتمناه زوجاً، ولكن المشكلة أني لا أعلم إذا كان قد فهم تلميحي أم لا، فأنا لا أستطيع المصارحة ولا أستطيع أن أخبر أهلي برغبتي لسببين: أولهما أني أخشى رد فعلهم وحيائي يمنعني، وثانيهما: أن أهلي يرونه أقل منا اجتماعيّاً وعائلته متواضعة، فكيف أعرف إذا كانت لديه نفس الرغبة أم لا؟ وهل من الممكن أن أصارحه أم هذا به ضرر لديني ولنفسي؟!
وأنا والحمد لله على قدر من الجمال، ومنذ أن عرفته وأنا أحاول جاهدة أن أصل إلى درجته في التدين حتى يكرمني الله به، وأدعو الله دائماً أن يرزقني به زوجاً، ولكني بدأت أيأس وأخشى أن ينتهي الأمر على غير ما أرجو، فكيف أوصل له رغبتي؟ وكيف أعرف ما بداخله؟!
مع العلم أني أعلم أنه غير مؤهل مادياً للزواج ولكني على استعداد للتنازل عن أي شيء مقابل أن أفوز بمثله، فأنا متمسكة به إلى أقصى حد، فماذا أفعل؟ وهل هناك دعاء معين أتوجه به إلى الله؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ranim حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الله يقبل الدعاء وقد وعدنا بذلك تفضلاً منه سبحانه، ولذلك كان عمر رضي الله عنه يقول: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة؛ لأن الله تكفل بها ولكني أحمل همَّ السؤال،" فأكثري من اللجوء إلى من يجيب دعاه سبحانه، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك التوفيق والسداد.
ونعلن لك إعجابنا بحيائك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح حالنا وحالك، وأرجو أن تحافظي على هذه النعمة، ولا تملك الفتاة بعد الإيمان أغلى من الحياء.
ونحن ننصحك بعدم التمادي مع هذه المشاعر إلا إذا تأكد لك إمكانية موافقة أهلك وأسرتك، وأيقنت أنه يبادلك المشاعر، مع ضرورة أن تكون العلاقة معلنة وموافقة لضوابط الشرع.
ولا يخفى عليك أن خديجة رضي الله عنها أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم من تخبره برغبتها، ولذلك فنحن ننصحك بإعلان مشاعرك الطيبة لإحدي محارمه، وسوف تظهر لك ردود الفعل وتكوني على بينة من الأمر، كما نتمنى أن يكون عندك استعداد نفسي لقبول النتائج، فإن المؤمنة ترضى بقضاء الله وقدره، فربما كان مرتبطاً، وربما كان ما في نفسه مجرد إعجاب، وربما وربما ...، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة المحافظة على وقارك وثقة أهلك فيك، كما نتمنى أن تؤسس علاقتك على الوضوح، ونتمنى أن يبادر بطلب يدك من أهلك إن كانت عنده رغبة، ولا ننصحك بانتظار المجهول، وأرجو أن تشغلي نفسك بذكر الله وطاعته.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.