الاستخارة في قبول الخاطب وبقاء التردد

2007-05-03 08:12:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أستفسر عن شيء حدث لي بخصوص استخارة ما، فقد أراد خطبتي شاب ملتزم - كذلك أحسبه - وكنت متحمسة له كثيراً، ثم صليت الاستخارة محاولة جهدي أن أتجنب الهوى، ثم فجأة حدث ما ظننت معه أنه قد صرف نظره عن الموضوع، فقلت أن هذا هو الرد وحمدت الله عز وجل على ذلك، خصوصاً أنه قد انقبض صدري بعدما حدث، ثم بعد ذلك عاد من جديد! وقد كان متحمساً لي جداً بعد عودته، ثم حدث أني أخبرته أنه قد انقبض صدري من الموضوع، ثم تسارعت الأحداث حتى انتهى كل شيء! المشكلة أنني بعد أن انتهى كل شيء وجدت في قلبي تعلقاً به! فأنا نادمة عليه، ولست أدري هل من الاستخارة ذلك أم ماذا؟ يعني لاحظوا معي انشراح ثم انقباض ثم انشراح، وقد انتهى الآن كل شيء!

لا أعرف كيف أتوقف عن التفكير في إمكانية عودته، فإنني لا زلت أرجو ذلك! هل تفكيري فيه إلى الآن، وعجزي عن التوقف عن ذلك يعتبر من رد الاستخارة في شيء؟

أرجو من حضراتكم تبيين الصواب في ذلك، وأين رد الاستخارة؟ لأني فعلاً لا زلت أفكر فيه، وأنا لا أرضى لنفسي بذلك.

وجزاكم الله خيراً.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محتارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلن تخيب من تستخير ربها، ولن تندم من تستشير، وكل شيء بأمر ربنا القدير، وحق لنا أن نسعد بلطفه الجالب للتيسير، فسبحانه من رب رحيم يسامح على القصور دون التقصير.

ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يسألون الله أن ينزل عليك خيره الوفير.

وإذا صلت المسلمة الاستخارة وشاورت أهل الخبرة والدراية فقد أدت ما عليها، وسعادتها في أن ترضى بما قدره الله، فإن الكون ملك لله ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده سبحانه.

وأرجو أن تركزي دائماً على ما يأتي في نفسك من ميل وانطباع حسن؛ فإن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، والاستخارة لا تعني عدم وجود صعوبات؛ لأن هذه أمور طبيعية، كما أن العواطف سريعة التغير، وقد يحصل بعض الاضطراب والتوتر في مثل هذه المواقف، لكن العبرة إنما تكون بدين الخاطب وخلقه، وأمانته وقدرته على تحمل المسئولية ورأي الأسرة فيه وفي أسرته.

ولا داعي للانزعاج لما حصل، وإن كان فيه خير فسوف يأتي به الله، وعجباً لأمر المؤمنة إن أمرها كله لها خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمنة أن إصابتها سراء شكرت فكان خيراً له أو أصابتها ضراء صبرت فكان خير لها.

ولا أظنه خافٍ على أمثالك أن التفكير فيه إرهاق ولا فائدة فيه، ولكن عليك بكثرة اللجوء إلى من بيده مقاليد الأمور، ومن الضروري إظهار المشاعر الطيبة تجاه الرجل، وذكره بأحسن مما وجدت فيه.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالحرص على بر والديك وصلة أرحامك، وكوني في حاجة الضعفاء ليكون في حاجتك رب الأرض والسماء، وإذا جعل الإنسان الآخرة همه كفاه الله ما أهمَّه والدنيا بيد الله يسخرها لمن أراد، وما عند الله من توفيق لا ينال إلا بطاعته.
وينبغي أن تعلمي أن العبرة بدين الخاطب وخلقه، ,وأن ما حدث لك من عدم انشراح صدر مرده إلى القلق والتخوف من مجهول المستقبل، وألا يكون هذا الخاطب مناسبا، وهذا يحصل لكثير من الفتيات، وهذه حالة طبيعية، فلا تقلقي، ورأينا إن كان الخاطب ذا خلق ودين مع مشاورة من تثقين بعقله وتقديره للأمور، فالصواب هو القبول بهذا الخاطب؛ لأن الفرصة قد لا تتكرر، ونسأل الله أن يرزقك الشاب الصالح الذي يقر عينك، ويعينك على طاعته..


www.islamweb.net