الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهمي أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلقد استطعت أن تفصل وتذكر حالتك بكل دقة، وأتفق معك تماماً أن هذه وساوس قهرية، حتى النقاط التي ذكرتها والتي تتعلق بعدم التركيز في الصلاة والشعور بالخجل وهذا التدقق وهذا الصراع الداخلي، كلها من سمات قلق الوساوس؛ لأن الوساوس القهري في الأصل هو نوع من القلق، والإنسان قد تعتريه بعض الأعراض الاكتئابية الثانوية خاصة حين تتعلق الوساوس القهرية بالعقيدة والذات الإلهية، والحمد لله قد أفتى علماؤنا الأفاضل بأنه لا حرج على الإنسان في ذلك مطلقا.
وأما العلاج السلوكي بالطبع فهو علاج جيد وأنت انتهجت المنهج الصحيح، ولكن أقول لك في ذات الوقت: أن العلاج الدوائي يعتبر مهما جدّاً؛ لأنه يعتقد أن هناك مسارات بيولوجية وكيميائية ربما يحدث فيها نوع من الخلل خاصة فيما يعرف بالموصلات العصبية، وهذا الخلل أو ضعف الإفراز أو عدم الانتظام في إفراز هذه الناقلات والموصلات العصبية يساهم أيضاً في زيادة الوساوس والقلق والاكتئاب الثانوي، إذن تصحيح المسار لهذه المواد يتم عن طريق الدواء.
والزيروكسات يعتبر من الأدوية الطيبة ولكن لابد أن أقول لك أن كثير من الأدوية الممتازة لا تناسب كل الناس فيما يختص بآثارها الجانبية، وعليه أرجو أن لا تعود لتناول الزيروكسات.
وأما ضعف النوم الذي ينتابك والاستيقاظ المبكر هو من علامات القلق وعسر المزاج والاكتئاب البسيط، إذن سأحاول أن أعطيك دواءً يساعد في تحسين النوم وإزالة كل هذه الهموم والوساوس والقلق، والدواء الأنسب سيكون (فافرين)، وهو من الأدوية الجيدة وهو لا يسبب خمولاً أو كسلاً شديداً، ولكن ربما يؤدي إلى عسر في الهضم بسيط جدّاً في الأيام الأولى ولكن يمكن التغلب على ذلك بتناول الدواء بعد تناول الأكل، وجرعته هي 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفعها بنفس هذا المعدل (50 مليجرام) كل أسبوعين حتى تصل إلى 200 مليجرام في اليوم.
ولا مانع من أن تأخذها كجرعة واحدة (200 مليجرام)ليلاً وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة بمعدل (50 مليجرام) كل ثلاثة أسابيع حتى تتوقف عن تناوله.
والدواء البديل للفافرين هو (زولفت/لسترال) وجرعته هي 50 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى 100 مليجرام (حبتين) لمدة ستة أشهر، بعد ذلك تخفض إلى حبة واحدة (50 مليجرام) يوميّاً لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، ويعتبر هذا الدواء من الأدوية الجيدة جدّاً والفعّالة جدّاً.
وبالنسبة للأحلام فهي دليل القلق، وحين تنعكس الحياة اليومية في النوم هذا دليل على وجود التوتر والانشغال، فعليك بالاسترخاء وتذكر الإيجابيات، وبالطبع أنت حريص على أذكار النوم، كما أني أنصحك بممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي أو الجري، فهي تفيد في امتصاص هذه الطاقات القلقية المنحرفة، كما أني أدعوك أن لا تتناول أي من المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل الشاي والقهوة والبيبسي وغيرها، ويا حبذا لو توقفت عن النوم النهاري إلا بالطبع القيلولة الشرعية ولكن لا تكثر من النوم نهارا، وتطبيق هذه السلوكيات سوف يساعدك كثيراً.
والاحتلام الذي يحدث لك هو أيضاً مرتبط بالقلق وممارسة الرياضة تساعدك في ذلك، وكذلك تناول الأدوية التي ذكرتها لك.
وننصحك بمراجعة هذه الاستشارات (
259910،
265720) ففيهما تفصيل كيفية القضاء على الوساوس.
كذلك لا مانع من الاطلاع على هذه الاستشارة فيما يخص العين والوقاية منها (
17984).
نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق، وبالله التوفيق.