علاج هموم الغربة ووحدتها بالصلاة والقرب من الله
2007-07-01 21:18:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعيش في بلاد الغربة منذ ثلاث سنوات، وعندي طفل عمره عامان ونصف، وأحس بأني وحيدة، وأشعر بخيبة أمل لكوني لم يتحقق لي أي أمنية.
لم أجد راحة في نومي لكي أنسى همي، وعندما يأتي الليل أتذكر كل الهموم فتقف أمامي، ولا أصلي ولا أتقن أي شيء في الحياة، فانصحوني.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن المواظبة على الصلاة مفتاح لكل سعادة ونجاة، والعهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فاتق الله يا أمة الله وعودي إلى ربك فإن في ذلك الطمأنينة والراحة والفلاح.
أرجو أن تعلمي أن رسولنا صلى الله عليه وسلم كانت قرة عينة وسعادته في الصلاة، فكان يقول: (أرحنا بها يا بلال)، وكان الصحابة إذا حزبهم أمر فزعوا إلى الصلاة، فكانوا يجدون فيها راحتهم وطمأنينتهم يتأولون قول الله: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) [البقرة:45]، ولا علاج للهموم وضيق الصدر أفضل من الصلاة والذكر.
قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ) [الحجر:97]، ثم وجهه فقال سبحانه: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:98-99].
أرجو أن تعلمي أن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله له أحواله، وأصلح له ما بينه وبين الناس، ومن هنا فلابد أن تكون البداية بإقامة الصلاة والتوبة النصوح، والتوجه إلى من بيده ملكوت كل شيء.
اعلمي أن للحسنة ضياء في الوجه وانشراحاً في الصدر، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، كما أن للسيئة ظلمة في الوجه وضيقاً في الصدر، وعسراً في الوصول إلى الرزق وبغضه وكراهية في قلوب الخلق، قال تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه:123-124].
مهما تنعم العصاة فإنهم لا يسعدون ولا يطمئنون؛ لأن الطمأنينة مكانها: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28]، ولا يخفى على أمثالك الآثار السيئة على طفلتك إذا استمرت الأمور على هذه الغفلات.
هذه وصيتي لك بتقوى الله وتذكري أنك مخلوقة لعبادة الله، ومرحباً بك في موقعك مع آبائك وإخوانك في الله.
ونسأل أن يشرح صدرك وأن يسهل أمرنا وأمرك.
وبالله التوفيق والسداد.