طرق علاجية للتخلص من الخوف الاجتماعي وعدم القدرة على الحديث مع الغرباء
2007-07-02 07:37:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أتقدم بوافر التحية للسادة القائمين على هذا العمل بالموقع، وأُثني على الجهد المبذول سواء في الرد على الاستشارات مع توجيه المرضى وأيضاً تنسيق الموقع ليخرج بهذه الصورة الحضارية.
وأما بالنسبة لما أعانيه فأنا دائم القلق، ففي أثناء الطفولة كان والدي يعاملني بقسوة ونوع من الإهمال، حتى أنني تعثرت في دراستي وتخرجت من الجامعة وعمري 27 عاماً، وقد وفقني الله وحصلت على وظيفة مرموقة، ولكنني دائماً أخشى التجمعات، وأيضاً عند التعرض لأي موقف أحس بتسارع في نبضات القلب، وإذا دخلت في مشاجرة فإني أحس بتسارع ضربات قلبي مع الشعور برجفة في مختلف أنحاء الجسد، وأيضاً فإنني أهرب من المناسبات الاجتماعية وأختلق الكثير من الحجج حتى أهرب من هذه المناسبة.
وأيضاً فأنا دائم الهروب من المواجهات، حتى عندما تحدث مشكلة بيني وبين أحد من إخوتي فإنني لا أواجهه بل أترك المشكلة إلى أن تتفاقم وتزداد صعوبة، وأيضاً أجد أن أخي الأكبر مني بحوالي 16 عاماً دائم الشكوى مني لأبي، ودائماً ما يشكل معظم إخوتي تحالفاً ضدي، علماً بأنهم غير أشقاء.
وأيضاً تجدني مع أصدقائي دائم الهروب منهم، وإذا زارني أحد لا أريده أحس بتسارع في ضربات القلب مع شعور بوخز في الرأس أو أحس بأنني أريد أن أحك رأسي من الداخل مع الإحساس برجفة، وإذا ذهبت إلى صديق لي ووجدت شخصاً لا أعرفه معه فينتابني شعور بالقلق، ومن الممكن أن أنسحب إذا لم يقابلني الشخص مقابلة طيبة، وأنا دائم التردد في الخروج من المنزل وأيضاً أتعمد الخروج مع زوجتي في أضيق الحدود حتى لا أحتك بأحد في الشارع بسبب أنه نظر إلى زوجتي، وأخاف أن يختطف أحد زوجتي، وفي بعض الأحيان أحس بأنني متبلد المشاعر.
وأما بالنسبة للعمل فأنا والحمد لله متفوق في عملي، ولكن لا أحاول تطوير نفسي، وأيضاً عند تغير القيادات أخشى دائماً من القيادة الجديدة، وأخشى الخروج من الغرفة، وتجدني مع بعض الأصدقاء في العمل أتكلم بطلاقة ومع آخرين أتلعثم في الكلام وفي الإجابة، بغض النظر عن كونه مسئول كبير أو صغير.
ومن الأشياء التي أحب توضيحها أنني أحياناً أتكلم بسرعة، وعند تعليق المستمع على أنني أتكلم بسرعة فإنني دائماً أتلعثم أمامه وأتكلم بسرعة، علماً بأنني مع آخرين مختلف، وأتكلم بصورة عادية.
علماً أن إخوتي من أم أخرى تربيتهم مختلفة عن تربيتي، فأمي كانت من قاطني الأماكن الراقية، وأما أمهم -رحمها الله- فكانت من قاطني الأماكن الشعبية، فأصبحت أنا وأختي الصغرى مختلفين، علماً بأن أمي هي الزوجة الثانية.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامح حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على ثقتك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يجعل جميع العاملين عند حسن ظنك.
من هذا السرد والطرح الذي ورد في رسالتك يتضح أنك تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة من قلق وعصاب الرهاب أو ما يعرف بالخوف الاجتماعي، وألاحظ بالطبع أنك حساس جداً وأنك دقيق، والدقة تعتبر من الأشياء الطيبة، ولكن بالنسبة للشك للشخص القلق ربما يسبب عبئاً عليه؛ لأنه يكون كثير الملاحظة لكل تصرفاته مما يجعله منتقداً لذاته دون وجه حق.
إذن أنت مطالب بأن تأخذ الأمور بسهولة أكثر، والصعوبات التي واجهتها في طفولتك لا نستطيع أن ننكر أثرها النفسي لحدوث هذا الخوف الذي حدث لك، ولكن بالطبع لا نقول أنها هي السبب الوحيد أو السبب الرئيسي، فأنت ربما تكون في الأصل لديك الاستعداد لهذا الخوف، وعموماً فإن الماضي قد انتهى، وحقيقة فإن الماضي يجب أن لا يعتبر هو منطلق الفشل أو هو السبب في الفشل، بل على العكس تماماً هي تجربة يجب أن نطورها ونستفيد منها من أجل تطوير المستقبل والحاضر.
فأرجو أن يكون هذا هو تفهمك، وأنا سعيد جداً أنك الحمد لله مجيد لعملك وفي مركز مرموق، وهذا من توفيق الله تعالى لك، ولا شك أن جهدك وتصميمك ومهاراتك وقدراتك قد ساعدت في ذلك، فعليك أن تلتفت لذلك؛ لأن هذه الأمور الإيجابية في حياة الإنسان مطلوبة جدا؛ لأنها من الوسائل الطيبة والجيدة لتطوير الصحة النفسية بصورة إيجابية جداً، فهذه المخاوف التي تنتابك يجب أن تحاول تجاهلها وتحقيرها، وأن تقوم بما هو مضاد لها.
ولا شيء يمنعك أبداً من الخروج من الغرفة كما ذكرت، ولا شيء يمنعك أبداً من الخروج مع زوجتك، فهذه الأفكار والهواجس هي ناتجة من الحساسية التي تعاني منها شخصيتك، فأرجو أن تنطلق وأن تستفيد من قدراتك، فأنت لديك قدرات واضحة كما ذكرت لك، ولديك أيضاً كثير من الأعراض النفسوجسدية، وهي أعراض معروف أنها مصاحبة للقلق، وهي ليست ذات منشأ عضوي أبداً، وعليه أرجو أن لا تتردد على الأطباء أو تقوم بإجراء أي فحوصات؛ لأن ذلك ربما يسبب ويثبت القلق لديك بصورة أكثر.
ولا شك أنك حريص أن تكون لك علاقة طيبة مع إخوتك إن كانوا أشقاء أو غير أشقاء، فالإخوة هي الإخوة ولا شك في ذلك، ولابد أن يكون هناك نوع من التسامح والتحاور الإيجابي، وعليك أن تسعى وتساهم بقدر ما تستطيع في أن تكون علاقتك مع إخوتك حميدة ومستقرة وطيبة؛ لأن ذلك فيه شيء من الرحمة للجميع، وهو سوف يؤدي إلى الارتياح والاستقرار ولا شك في ذلك.
وسوف يكون من الجيد أن تمارس الرياضة، أي نوعٍ من الرياضة، وبالنسبة لعمرك سوف تكون رياضة المشي من أنسب الرياضات.
وبقي أن أصف لك دواءً يفيدك أيضاً كثيراً في هذا القلق والمخاوف والتوتر والتي تحمل أيضاً بعض سمات الوساوس البسيطة، والدواء الذي أصفه لك يعرف باسم لسترال أو زولفت، فأرجو أن تبدأه بجرعة 50 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى 100 مليجرام، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى 50 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناولها، وهو دواء طيب وفعال وممتاز، وإن شاء الله يؤدي إلى نتائج إيجابية جداً، وهو دواء سليم لدرجة كبيرة.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.