سلبية طفل وعدم فعاليته في المنزل
2007-07-02 10:22:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابني يبلغ من العمر ثماني سنوات، ولكنه سلبي وغير مبادر ويتهرب من تنفيذ أبسط الأوامر ولا يحب أن ينجز شيئاً، ويتهرب بقوله: لا أستطيع، علماً أنه يستطع وعندما أضغط عليه لتنفيذ أمر ما يكون بطيئا جداً.
علماً بأنه متفوق دراسياً وذكي ولا أحرمه من شيء، فلديه كل ما يحتاجه من وسائل ترفيه: (تليفزيون - بلاي ستيشن - حاسب محمول)، فكيف أجعل منه مبادرا ومحبا لتنفيذ الأعمال ومشاركا في المنزل بفاعلية.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف الزهراني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا الابن قد وصل إلى العمر الذي يستطيع أن يستوعب فيه الكثير من الأمور، ولا شك أن المنهاج التربوي السليم هو المنهاج الذي يقوم على التحفيز وعلى التشجيع وعلى تجاهل السلبيات بقدر المستطاع، فيجب أن تضع برنامجا يومياً للطفل، ويكون ذلك بالتعاون مع والدته، وأن يقسم له وقته، وأن تكون هناك مهام معروفة لديه.
واليوم لابد أن يبدأ بالطبع بأن يرتب نفسه وأن ينظف نفسه وأن يهتم بالصلاة، فهذه الأمور البسيطة جداً تعتبر مهمة جداً.
وبعد ذلك تحدد له مهام معلومة ومعروفة تناسب عمره، ويجب أن يكون هناك تركيز على الأمور التي تخصه واهتمامه بنفسه، فعلى سبيل المثال ترتيب سريره في الصباح وترتيب ملابسه وكتبه، فهذه الأشياء البسيطة يجب أن لا تُعمل له مطلقاً، ومن الطرق الجيدة أيضاً هي أن يُشعر الطفل أنه عضو فعال في الأسرة، وأنه يشارك في قراراتها.
وإذا كنت تريد القيام بأي شيء يخص الأسرة، أنت ووالدته قد تكونوا اتخذتم القرار ولكن حاولوا أن تستشيروه واجعلوه كأنه هو الذي اتخذ هذا القرار، وبالطبع لا يُشرك الطفل في كل القرارات، ولكن إقحامه وإشراكه في قرارات الأسرة بقدر المستطاع يعطيه الدافع ويعطيه الأهمية.
ثالثاً: التحفيز، فإن التحفيز والتشجيع خاصةً في الأوقات التي لا يتوقعها، إذا قام بأي عمل إيجابي حتى ولو بسيط حتى على سبيل المثال إذا قام بترتيب نفسه وملابسه ... وهكذا، قم بتحفيزه بالكلمة الطيبة وتشجيعه، إذن؛ التحفيز خاصةً حين يكون الطفل غير متوقع ذلك فإنه يعطي الكثير من الدافعية ويعطي الكثير من القدرة على الإنجاز، وقد ذكرت أنه متفوق في الدراسة، وهذا أمر عظيم جداً ويجعلنا نطمئن لمقدرات الطفل المعرفية ومن ناحية الذكاء.
وبالنسبة أن كل شيء متوفر له فهذا من فضل الله ونعمته، والمطلوب هو أن تستعمل هذه الحوافز بشروط، فعلى سبيل المثال لا يستعمل الحاسب المحمول إلا إذا قام بإنجازٍ شيء معين، فيجب أن توكل له مهمة معينة، قل له بعد ذلك يمكنك أن تذهب لاستعمال الحاسب المحمول، ويمكن أن تجلس في البلاستيشن بعد أن تقوم بشيءٍ ما؛ لأن توفير كل شيء للطفل لا يجعل الطفل يحس بأي نوعٍ من التحفيز أو الإثارة أو الترقب إذا كان هذا الشيء في متناوله دون أي شروط أو دون أي قيود، وهذا من أصول علم السلوك.
إذن يمكنك أن تستفيد فيما يطلبه الطفل بأن توفره له بعد أن تشترط أداء أشياء معينة.
والشيء الآخر هو أن تتيح فرصة للطفل بأن يختلط مع أقرانه، واجعله يدخل في نوعٍ من الألعاب التنافسية، فالألعاب التنافسية تحفز الطفل وتجعله أقل بطأ، وتجعله جيداً في تنظيم المهام الحياتية اليومية.
إذن المشاركة وروح المنافسة تأتي بتنافسه مع أقرانه، ويمكن أن تستفيدوا من أولاد الأقرباء أو الجيران أو من تثقون فيهم لمساعدته في هذا السياق.
وهناك جانب آخر وهو أن تلازمه بعض الشيء، بأن تقوموا بقضاء بعض المهام سويا، قل له أنا أريد أن أعمل كذا وأريدك أن تكون معي وأن تساعدني، أي أن تقوم أنت ببداية المهمة، ويقوم هو بمساعدتك في تنفيذها، فهذا أيضاً يجعل له قدوة طيبة ويعطيه في نفس الوقت الشعور بالأهمية وبروح المسئولية والتنافس.
ولا شك أخي أن هذه البرامج البسيطة تقوم على أسس علمية وهي ذات فائدة كبيرة، وبالطبع تتطلب الصبر وتتطلب الالتزام والمواصلة عليها.
أسأل الله له التوفيق والسداد والصحة والعافية.
وبالله التوفيق.